TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > حياة في فيلم... طبيب نفسي يحلل سيرة شابلن

حياة في فيلم... طبيب نفسي يحلل سيرة شابلن

نشر في: 14 مايو, 2010: 04:24 م

سناء عبد اللهصدر مؤخرا عن دار نشر (آركيد) الأمريكية كتاب جديد عن الممثل العالمي المشهور شارلي شابلن(1889ــ1977) من تأليف الطبيب النفسي الدكتور ستيفن وايزمان تحت عنوان (شابلن: حياة في فيلم). يتناول الكتاب تفاصيل الحياة
 التي عاشها الفنان شارلي شابلن منذ ولادته لحين وصوله الى مرحلة الشهرة والنجومية. وفي هذا الإطار، يسلط وايزمان الضوء، بحكم كونه طبيباً نفسياً، على العلاقة المضطربة التي عاشها شارلي مع والديه والتجارب المريرة التي مر بها، والتي ساهمت، حسب رأي الكاتب، في رسم شخصية الفنان المستقبلية وكان لها الأثر البارز في أعماله الفنية.rnولادة في أسرة فنيةولد شارلي شابلن في مدينة لندن بتاريخ 16 نيسان 1889 من أبوين مولعين بالفن حيث عمل والده كعازف موسيقي وممثل بينما كانت والدته مغنية وممثلة تعمل في أحد مسارح المدينة. غير أن كل شيء حول الفنان شارلي شابلن تشوبه الشكوك والظنون فهناك اختلاف في الروايات بشأن تاريخ ولادته الدقيق وحتى مكانها فهناك من يرى أنه لم يولد في لندن بل في مدينة فونتيبلي الفرنسية. ولكن الأمر المؤكد أن والده هو شارلي شابلن (الأب) وأمه هانا هاريت هيل -المعروفة باسم ليللي هارلي في المسرح- وكلاهما كانا يعملان في المسرح الموسيقي. انفصل والداه عقب ولادته لينشأ شارلي في رعاية أمه التي كانت تزداد اضطرابا مع الوقت. غير أن المؤلف لم يقف طويلا عند هذه الاختلافات، وهو بلا شك محق في ذلك، فقد كان تركيزه على الفترة التي سبقت ولادة شارلي. يعود الكاتب الى عام 1883 تحديدا، حيث يقول: هجرت، سيدة كانت تعرف باسم (ليللي هارلي)، خليلها فجأة. كان اسم السيدة الحقيقي (هانا هاريت هيل)، أما خليلها فلم يكن سوى شارلي شابلن (الأب). تركت (هانا) وراءها أيضا عملها المؤقت كمدرسة موسيقي كي تبحر الى جنوب أفريقيا لتتزوج رجلا ظنت أنه ينتمي الى أسرة أرستقراطية وأنه قد ورث مقاطعة ثرية. والحقيقة، فأن هذا الرجل، ويدعي سيدني هوكس، لم يكن سوي رجلا معدما من أحد الأحياء الشعبية في لندن، يعتقد بأنه كان قد استغل (هانا) لأغراض الدعارة. عادت هانا الى لندن والى المسرح بعد ذلك بطفل غير شرعي ومرض الزهري. وكان هذا الابن غير الشرعي (سيدني) سيلعب دورا بارزا في دعم أخه شارلي والوقوف الى جانبه. أما ليللي، فهي كغيرها من النساء في حينه لم تكشف عن مرضها لبضع سنوات. كما عادت هانا أيضا الى خليلها، شارلي شابلن (الأب)، الذي كانت قد هجرته من قبل. طفولة معذبةلم يكن شارلي شابلن (الأب) ممثلا مشهورا بل فنانا ناشئا توقع له زملاؤه مستقبلا جيدا في عالم المسرح. ولم تكن علاقة شابلن الأب بأبنه شارلي قوية فقد عاش معه لفترة قصيرة لم يكد يتعرف شارلي على أبيه بشكل جيد. وفي عام 1898 كانت الفاتنة ليللي قد أدخلت المستشفى وشخصت باصابتها بداء الزهري، فيما انتقل شارلي وأخيه غير الشقيق للعيش مع والده الذي كان يسكن مع عشيقته. بيدّ أنه سرعان ما توفي الأب (شارلي شابلن) بعد ذلك بفترة قصيرة بسبب إدمانه على الكحول، ولم يكن شارلي عندها قد تجاوز الاثني عشر عاما. ولم يعد لدي اليتيم شارلي مسكنا يقيم به حيث تقوم عشيقة أبيه بعد وفاة الأخير بإرسال شارلي وشقيقه الى دار للأيتام. وفي هذه الأثناء تفاقمت حالة ليللي تدريجيا لتصل الى حالة الجنون، وهي أمور لا شك أنها تركت بصمات عميقة وواضحة ليس على شخصية ابنها شارلي شابلن فحسب بل على أغلب أعماله الفنية الشهيرة. غير أن شابلن لم يفصح إطلاقا عن طبيعة مرض والدته ولم يقل أكثر من أنه كان لغزا مأساويا، ولابد أن ذلك كان مدعاة للخجل، حسب الكاتب. ويمضي الكاتب بالقول بأن المرحلة كانت مختلفة فلم يكن من المتصور أن يخرج شارلي شابلن الى العلن ليتحدث عن حالة والدته الصحية. على أية حال، فقد كشف النقاب، عن حالة والدته المرضية أول مرة عام 1986، الطبيب النفسي ستيفن وايزمان، مؤلف الكتاب، في مقالة أكاديمية نشرها الأخير والتي تعد عنصرا رئيسيا في السيرة الذاتية التي كتبها وايزمان في كتابه موضوع البحث "شابلن: حياة في فيلم". ويحاول وايزمان في كتابه أن يبرهن أن حالة ليللي المرضية تركت بصماتها الواضحة على شخصية ابنها الفنان شارلي شابلن والتي امتدت الى سلوكه وتصرفاته اليومية وعلاقاته بالنساء بل وهوسه بالنظافة حيث عرف عنه استحمامه أكثر من عشرة مرات يوميا.تجسيد المعاناة في الأعمال الفنية ولا يعد الناقدون هذا الكتاب بمثابة سيرة ذاتية كاملة فالكاتب، بوصفه طبيبا نفسيا، يسلط الضوء على طفولة شابلن وفترة شبابه. وينهي الكاتب سيرته لدى بلوغ شابلن مرحلة النجومية. وكأي طبيب نفسي، يرى وايزمان، بأن الإنسان لدى بلوغه مرحلة متقدمة من العمر يكون قد وصل الى حالة تصالحية مع تاريخه وقد تخلص بشكل كبير من رواسب مرحلة الطفولة. ويأخذ النقاد على السيرة هذه إغفالها للعلاقة التي ربطت بين شابلن ووالدته، ورعايته لها في أواخر سنين عمرها أي بعد تحقيق شهرته حيث يعرف أنه جاء بها الى مدينة لوس انجليس الأمريكية وخصص لها دارا مع من يرعاها صحيا. بيدّ أن شابلن نادرا ما قام بزيارتها ولم يتحدث مع أصدقائه وزملائه عنها إلاّ نادرا. يخل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram