طالب عبد العزيز
عبر خطاب فكري ثقافي وسياسي، مدني، متوازن تطوي صحيفة (المدى) عامها السابع عشر، في وسط إضطراب الحياة السياسية والأمنية، غير الآمنة، تمكنت ومن خلال حضورها الفاعل في الساحة الإعلامية من خلق إنموذج إعلامي وطني ناجح ومختلف، في دأب استثنائي بما جعل من صفحاتها وملاحقها صوتاً حراً ومدنياً، بعيداً عن الخطاب الطائفي- العنصري، غير منحازة إلا لصنّاع الجمال،
المؤمنين بغدٍ عراقي أجمل، كيف لا وهي التي استقطبت خيرة الاسماء الصحفية والثقافية والفكرية والفنية حتى لا يبدو اسمٌ كبير محترم إلا وكانت سباقة في تقديمه ومنحه المكانة اللائقة به.
وفي وسط عراقي ميزته الفوضى التي تعم البلاد، وفي آتون الإدارة السيئة و البيروقراطية والتعقيد الذي يعاني منه العديد من الزملاء الصحفيين والإعلاميين في مؤسسات الدولة وخارجها، تنفرد المدى بنظام إداري ومالي ناجحين، الأمر الذي جعلها رائدة في احترام العمل الصحفي الجاد والمسؤول والمميز. وعلى الرغم من الأزمة المالية التي عصفت بالبلاد، منذ أكثر من سنة ظلت المدى متمسكة بنهجها الذي تأسست بموجبه.
سعادة بالغة تغمرني وأنا أحتفي مع زملائي بالذكرى الثامنة عشرة لميلاد المطبوع الأجمل(المدى) آملاً أن نلتقي في مناسبات أخر أندى وأبهى، في عراق آخر، يحكمه أبناؤه المخلصون، عراق خالٍ من التبعية والارتماءات الخارجية، بعيداً عن التشدّد والطائفية والفساد، عراق كل ما فيه يتطلع الى المدى المشرق، الذي نتأمله بعين رافدينية لا يحدّها أفق ولا يستوعبها إلا الجمال.