في الوقت الذي رفضت رئاسة مجلس النواب مقترحاً يقضي بتقديم مكافأة مالية لشريحة الفنانين في إطار تقديم الدعم المالي إلى ثلاثين فنانا يعانون المرض والعوز المالي، وقال الفنان طه سالم في حديثه مع "المدى" إن "مجلس النواب العراقي يجب أن يعرف دور الفنان العراقي الحضاري والاجتماعي كونه يمثل هوية الوطن لأن اغلب دول العالم عرفت من خلال فنانيها وروادها وأدبائها" .
وأضاف سالم إن "الفنانين العراقيين الرواد يعانون العوز المادي والفقر وتردي حالاتهم الصحية، وكثيرة هي المناشدات التي نسمعها في وسائل الإعلام مطالبين الحكومة بالنظر إلى حالاتهم والاهتمام بهم وتقديم يد العون للفنان الذي خدم الفن والبلد لسنوات طويلة، لكن دون آذان صاغية من قبل المؤسسات الحكومية والبرلمان العراقي" مشيرا إلى أن الحالات المزمنة و الحرجة بحاجة إلى مساعدات عاجلة، وأنا واحد منهم إذ أعاني عدة أمراض وقد أجريت عدة عمليات على حسابي الخاص دون دعم أو مساعدة الحكومة" .
وأكد أن "المجتمع العراقي ومجلس النواب لا يحسون بوعي المثقف ولا يعرفون دور الفنان وفاعليته بالمجتمع ولا يعطى الفنان حقه المشروع، الفنان الذي رسم ونحت ومثل وغنى للوطن ورفع اسم الوطن عاليا بالمحافل الدولية" . وان " أكثرأعضاء مجلس النواب ليس لهم علاقة بالفن والأدب وهم غرباء عن كل شيء حضاري وهذا جهل منهم" .
وشدد على أن "عضو مجلس النواب يجب أن يكون واعيا ومثقفا يحس بنبض الشعب وتطلعاته وطموحاته وان ينظر إلى ذاته من خلال المجموع وليس العكس" .
مضيفا إن "اختيار النواب في الانتخابات القادمة يجب أن يكون على وفق معايير ثقافية وأدبية فضلا عن السياسية وان اختصاصاتهم وعقولهم يجب أن تمثل وعي الشعب" .مستطردا " الفنانون العراقيون لا حول لديهم ولا قوة في ظل احتكار الأموال والسلطة لأشخاص معينين لا علاقة لهم بالفن ولا نطالب من السياسيين أي شيء لكن نطالب الجماهير بأن تكون أكثر وعيا عند اختيار ممثليهم في الانتخابات القادمة واختيار نواب أكثر وعيا بالفن والثقافة والفن والأدب والاهتمام بقضاياهم الشخصية والمادية" .
النائب عن لجنة الثقافة البرلمانية حسن العلوي قال لـ "المدى" بهذا الخصوص إن "من غير المستغرب أن ترفض أفكار تخص الفنانين نظرا لطبيعة النظام الحالي الدينية وأغلب أعضاء مجلس النواب أفكارهم دينية ، وحتى داخل القائمة العراقية المفترض أن تكون علمانية" .
وأكد العلوي أن "المجموعات الإسلامية سيطرت على العراقية الليبرالية والعلمانية وأن الكتل الإسلامية السنية والشيعية تعتبر هي الأكثرية ،لذلك ترفض مثل هكذا قوانين تهم الفنان والمثقف، وهم لا يتقبلون الفنان حضاريا وإيديولوجيا ،وكذلك أكثر الكتل الأخرى لها عقيدة دينية ولا تعطي الاهتمام الذي يعطيه الآخرون للفنان والمثقف وحتى الصحفي" .
وأوضح أن "النظام الحالي نظام عقائدي وهذه العقيدة تتعارض مع العقائد التي حكمت العراق المحكوم بأنظمة علمانية وأن النظام الحالي ديمقراطي لكنه ديني بشقيه السني والشيعي ومجلس النواب به أكثر من 200 صوت إسلامي يمثل الأكثرية" .
وأشار إلى أنه "عرض في وقت سابق على أعضاء مجلس النواب مشروع زيادة رواتب الخطباء العاملين بالأضرحة والخدم في المؤسسات الدينية واتخذ القرار بعد نصف ساعة وبلا مناقشة لأن هذا القرار ينسجم مع طبيعة النظام, وأن هناك قراراً آخر يتعلق بالفنانين يبدو غريبا على النظام ولن يوافقوا عليه" .
وبين النائب أن "طبيعة واتجاهات النظام الحالي وحتى الليبرالي في مجلس النواب لم يتشرب بالقيم الحضارية التي تحترم الفنان وهنالك نظرة دونية للفنان وهو الآن في أصعب ظروفه ويحتقر وهو بمواجهة النظام وأنها حالة تحدث لأول مرة هنا في العراق وبدأت تحدث في مصر وتعطلت السينمات والمسارح وكثيرا من أبواب الحياة الاجتماعية تعطلت بسبب طبيعة النظام الدينية في مصر" .
وبين أن" النواب الذين رفضوا دعم الفنانين هم يعبرون عن عقيدتهم الدينية بهذا الموضوع لأن أعضاء مجلس النواب ليس لهم علاقة بعفيفة اسكندر أو عزيز علي أو داخل حسن ، فهم في واد والفن والفنانون بواد آخر" .
فنانون روّاد يعانون العوز المادّي والمرض
نشر في: 12 نوفمبر, 2012: 08:00 م