اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > عبقرية شارلي.. شخصية المشرد على الشاشات

عبقرية شارلي.. شخصية المشرد على الشاشات

نشر في: 14 مايو, 2010: 04:33 م

معتصم زكي السنوي سر نجاحه الأكبر أنه أضحكنا وأبكانا في آن واحد ، الضحكات في أفلام شارلي دموع وعبرات ، في حين أن غيره من المضحكين يبدأون بهلوانات وينتهون مهرجين في سوق القرية . وقد أستطاع بعبقريته الفذة أن يتربع على عرش " أعظم المضحكين في التأريخ.. "
 والسؤال الذي يتردد على ألسنة كل من فكروا في " شارلي شابلن " أو كتبوا عنه : لماذا بلغ هذه المكانة بين ممثلي عصره ومضحكيه حتى قيل - بحق - إنه أشهر ممثل سينما عرفه التأريخ ؟ .. والجواب كما قال واحد من أصدقائه الخلصاء : لأنه كان يبكينا في نفس الوقت .rnالضحك لذاته ليس بمشكلة شارلي شابلن لم يكن مجرد مضحك . لقد بدأ حياته بهلواناً في السينما . كان يقوم بحركات لطيفة مضحكة ، شأنه في ذلك شأن غيره من المضحكين ، ولكنه سرعان ما تطور واكتشف نفسه وطريقه. عرف أن الضحك لذاته ليس بمشكلة . أي مهرج في السيرك يضحكنا حتى تدمع عيوننا ، ولكنه يظل مهرجاً لا يستحق أكثر من القروش التي يتقاضاها. شارلي شابلن لم يقنع بذلك . تحول الى فيلسوف . أخذ شخصية الإنسان الطيب الغلبان المظلوم الذي يعمل في نفس الوقت على أسعاد الاخرين . أننا نضحك ونحن نشهد رواياته حتى القصيرة منها ، ولكننا نشعر أن هذا الإنسان الغلبان المضحك إنسان له قلب كبير . أنه رغم فقره يعطف على المساكين ويقاسمهم طعامه القليل . حتى " الجراج " المهجور الذي ينام فيه يستضيف فيه ناساً مساكين مثله ويقاسمهم فراش القش و " كوز " اللبن وكسرة الخبز.. في معظم رواياته الأولى نرى شارلي طريد المجتمع . أنه إنسان مفلس مسكين يطارده رجل البوليس لأنه متشرد .وهو متشرد لأنه طوال يومه يحاول أن يصنع الخير . أنه لا يعمل عاملاً في مصنع أو خادماً في مقهي أو في بيت ، لأنه ليس مجرد طالب لقمة عيش . ولكنه " إنسان " يفضل أن يطعم الناس على أن يأكل . في أحدى رواياته يسرق أصبع موز لكي يطعم به طفلاً جائعاً تحمله امرأة مسكينة على كتفها . بينما هو يسير وراء المرأة ويطعم الطفل والطفل يضحك وفجأة تلتفت المرأة وتصفعه على وجهه لأنه في سيره لمس ظهرها . ثم نري البقال الذي سرق منه أصبع الموز يستغيث بالبوليس ، ورجل البوليس الضخم يجري وراء شارلي المسكين والمرأة تقول أنه كان يعاكسها . تصور المصائب التي جرها هذا المسكين على نفسه لمجرد أنه إنسان طيب القلب. هنا نحن لسنا أمام مضحك بل أمام إنسان ، وهذا هو المهم في هذا الرجل ، أنه لم يقف عند حدود الأضحاك ، وهو عملية بسيطة، بل نفذ الى أعماق النفس البشرية . البداية خلق الشخصية شارلي شابلن ذلك الشاب الأنكليزي الذي هاجر الى الولايات المتحدة حوالي 1891 . حاول أن يعمل ممثلاً في نيويورك فلم يوفق ، وفي أواخر الحرب العالمية ذهب الى هوليوود حيث التقي برجل مهووس يسمى ماك سنيت تصور أنه يمكن أن ينشئ فناً من التصوير السينمائي وأنشأ ستوديو متواضعاً ومضى ينتج أفلاماً في غاية الهبوط والتفاهة ولكنه كان يبيعها ويربح فيها لأن السينما كانت شيئاً جديداً . ثم بدأ الرجل يعمل أفلاماً تدور حول نساء يرقصن ، أي أنه بدأ يستغل الجنس ، ونجح واغتني.أتصل به شارلي شابلن وبدأ يعمل له أفلاماً صغيرة مضحكة . هنا أبتكر شارلي شابلن شخصية شارلي شابلن ، والفرق بين الأثنين كبير . شارلي شابلن رجل مفكر ذو عقلية مالية . أنه يبحث لنفسه عن طريق في الحياة. أما شارلي شابلن فمخلوق خيالي من تأليف شارلي شابلن . مخلوق لطيف حقاً ومضحك حقاً . ملابسه نفسها في غاية الطرافة تسريحة شعره جميلة عجيبة ، وعيناه مستديرتان مكحلتان . على رأسه قبعة من طراز نصف الشمامة ، وهي قبعة رجال الأعمال وعلىة القوم في ذلك العصر . قميصه في غاية البهدلة ولكنه يصر على أن يلبس رباط رقبة . جاكتته من نوع البونجور ، وبنطلونه زكيبة أو شوال . حذاؤه مهلهل من أسفل ومن أعلى . ولكن المجموع " على بعضه " قطعة فنية جميلة . في بعض الأحيان يبدو لك شارلي أنيقاً. هنا العبقرية أن تخلق شيئاً جميلاً متناسقاً له شخصيته . هنا يلتقي شارلي شابلن مع فنان مبدع مثله هو وولت ديزني الذي خلق من الفأر البغيض مخلوقاً لطيفاً طريفاً هو " ميكي ماوس" ، ومن البطة مخلوقاً بديعاً مضحكاً هو " دونالد داك " ، ذكر البط الذي يحاول أن يكون رجلاً محترماً عاقلاً ولكنه لا يستطيع لأن هيئته لا تسمح له بأن يكون محترماً . أولاده يعذبونه وهو دائماً غاضب عليهم، ونحن نضحك من محاولته الميئوس منها أن يكون مخلوقاً محترماً عاقلاً ... وشارلي شابلن لم يجعل من مخلوقه شارلي مجرد مضحك بل جعله رمزاً على الإنسان الغلبان الضعيف الذي يهاجمه المجتمع لأنه إنسان غلبان ضعيف . في رواية " الغلام " " ذي كيد " نجد هذا المسكين يتبنى غلاماً يتيماً فقيراً ويتولى الأنفاق عليه . أنه يسرق ليطعمه . الولد نفسه في غاية الذكاء. أنه يكسر زجاج النوافذ بالطوب ثم يمر شارلي بعد ذلك يحمل زجاج نوافذ على ظهره لكي يصلح ما يفسده الصغير . يكتشف البوليس الحيلة ويطارد الأثنين . ما ألطف مطاردة البوليس لشارلي ! أخيراً يلجأ شارلي والغلام الى جراج مهجور . ينامان على ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram