علاء المفرجي
مرّت أمس الذكرى الخامسة لرحيل الممثل المصري نور الشريف الذي يعد أحد أساتذة الأداء في السينما المصرية، للادوار المهمة التي أداها ولخبرته الطويلة، وكذلك العمل مع أهم مخرجي السينما المصرية.
دخل نور الشريف السينما في وقت كانت فيه تدشن مرحلة جديدة في تاريخها حيث برز فرسان الموجة الجديدة مخرجين وممثلين وفنيين وكان لا بد أن تجد موهبة مثل موهبة نور الشريف طريقها.. وشاءت المصادفة أن تكون انطلاقته التي لفتت إليه الأنظار بواحد من أهم أفلام حسن الإمام هو"قصر الشوق" وهو الدور الأول سينمائياً حيث قدم شخصية كمال ، الشاب المتنور.. وكان بذلك نجماً آخر يقدمه مكتشف النجوم.
ورغم أنه شارك بالكثير من الأفلام خلال السبعينيات ومن بينها ما ينتمي الى أفلام المقاولات.. إلا أن ذلك كان تمريناً لا بد منه لتكريس اسمه ونجوميته.. فكان عنصراً فاعلاً في أفلام هذه الموجة التي بدأت نهاية السبعينيات بمجموعة من السينمائيين: عاطف الطيب، محمد خان، علي بدر خان، ورأفت الميهي، وخيري بشارة ، ورضوان الكاشف، ومحمود عبد العزيز، وأحمد زكي، ومحمد وفيق وآخرون ، وهي الموجة التي شكلت منعطفاً تاريخياً في مسيرة السينما المصرية من خلال الموضوعات التي تناولتها وأسلوب معالجتها، وهي الموجة التي كسرت الشكل التقليدي لأبطالها، حيث لم يعد البطل مفتول العضلات ورومانسياً بل بطل يعيش بين ظهرانينا : سائق أوتوبيس.. أو معتقل سياسي أو سائق تكسي يعشق فتاة الليل.
مع هذه الموجة دخل نور الشريف السينما، وهذه المرة يتحسس مجدداً ويستبطن قدرته في الأداء.. في فيلم (الكرنك) مع علي بدرخان حيث يعيش تفاصيل المعتقل السياسي ومعاناته ثم دوره في فيلم (سواق الاوتوبيس) مع عاطف الطيب الذي يعد أهم أدواره على الإطلاق في فيلم يرى فيه الناقد واحداً من أهم أفلام السينما المصرية. والذي يشكل عودة للواقعية في السينما المصرية وسيشارك في غير فيلم مع الطيب من بينها (ناجي العلي) الذي يقدم نور الشريف فيه سيرة الفنان الفلسطيني المناضل ناجي العلي، الذي تم اغتياله في لندن من قبل الموساد الإسرائيلي.
وفيلم (ليلة ساخنة) عن سائق تاكسي، الذي تأخذه المصادفة للتعرف على فتاة ليل ودخول عالم آخر يعيش حياة لم يألفها .
كان نور الشريف فرس رهان لكثير من المخرجين، بسبب إمكانياته على الاداء الذي يذهب حد الكمال، وقدرته على تقمص الشخصية المنسوبة إليه . حيث قدم خلال مسيرته ادواراً متنوعة ومختلفة مع مخرجين تعددت أساليبهم. بأفلام وصلت الى 170 فيلماً. فمنذ بداية السبعينيات وحتى فيلمه الأخير(بتوقيت القاهرة) الذي عرضه لأول مرة في مهرجان دبي السينمائي العام الماضي عمل نور الشريف مع كبار مخرجي مصر ابتداءً من حسن الإمام ويوسف شاهين وليس انتهاء بالمخرج الشاب أمير رمسيس.
وعلى طريقة السينما المصرية التي تدفع الممثلين الكبار في العمر الى هجرتها حيث التلفزيون، ، رحل نور الشريف وأبناء جيله محمود عبد العزيز ، ومحمود ياسين.. وآخرون حيث دخل التلفزيون وقدم عدداً من الأعمال التلفزيونية مثل (عمر بن عبد العزيز) و(هارون الرشيد) و(لن اعيش في جلباب أبي) و(الدالي) وغيرها من الأعمال، التي قدم فيها أداءً متميزاً ..
وهكذا في المسرح الذي كان المحطة الأولى في دخوله عالم الفن من خلال دور صغير في مسرحية (الشوارع الخلفية)، ليعقبها بعدد من الأعمال منها «القدس في يوم آخر»، «سهرة مع الضحك»، «كنت فين يا علي»، «يا غولة عينك حمرا»، «يا مسافر وحدك».