TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: متى تعترفون بالفشل ؟

العمود الثامن: متى تعترفون بالفشل ؟

نشر في: 12 أغسطس, 2020: 09:24 م

 علي حسين

لم يعرف تاريخ الأدب، كاتبًا شغل الناس والنقاد، مثل غابريل غارسيا ماركيز، لايزال حاضرًا بقوة في ذاكرة الناس رغم مرور ستة أعوام على رحيله، بعد أن ابتدع لنا عالم الواقعية السحريّة. ولكن أليس الواقع الذي نعيش فيه اليوم أغرب من السحر والخيال معا؟

وما هو أغرب من أن يُصرّ ائتلاف دولة القانون على إجراء الانتخابات في الربيع وليس في شهر حزيران حيث أفتى لنا "بروفيسور" ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي بأن "موعد إجراء الانتخابات في حزيران متأخر وفي فصل الصيف الحار"، تخيل جنابك أن العراق صرف أكثر من أربعين مليار دولار على الكهرباء، وساسته يخافون من حر الصيف ، فيما الانجاز الوحيد لوزارة الكهرباء انها اليوم ترفع يديها "لله يامحسنين قليلًا من الكهرباء " .. في رسالة مؤثرة بعثها قارئ شاب كتب فيها أنه دفع مبلغ خمسة آلاف دولار، عدًا ونقدًا، من أجل التعيين على العقد في وزارة الكهرباء، ومضت أشهر ولم يستلم هذا الشاب راتبًا، مثله مثل المئات، وإذا عرفنا أن الوزارة في زمن عادل عبد المهدي عينت ثلاثين ألف متعاقد، فساترك لكم تقدير حجم المبلغ الذي سرقه "حيتان" الوزارة. 

ولأن البعض يريد لنا أن نجري الانتخابات ونحن نستمع إلى أغنية المرحومة سعاد حسني " الدنيا ربيع والجو بديع، قفلي على كل المواضيع". 

عندما كتب ماركيز النسخة الأولى من روايته الشهيرة "مئة عام من العزلة"، كانت بأكثر من 800 صفحة، رفضها الناشر وهو يوبّخه: من يقرأ كلّ هذا الكوم من الورق؟ .

ظلّ نموذج السياسي المتسامح يشغل ماركيز طوال حياته، وهو يقول لكاتب سيرته " لقد تعلّمت أنّ الإنسان عليه أن يساعد الآخرين على الوقوف مرفوعي الرأس إلى جانبه.. الإنسان الذي يصرّ على أن ينظر إليه الآخرون مطأطئي الرؤوس لايستحقّ صفة الإنسانية".

يتشابه البؤس مع الخراب، وتختلف أرقام وأحجام خسائر الوطن والمواطن، فيما الناس تدفع ثمن ما تجمّع عليها من روزخونية ارتدوا زي الساسة، خطفوا كل شيء، المال والقانون، والرفاهية، والأمل. وفي اللحظة التي يخرج فيها العالم كل يوم إلى السعادة والعدالة الاجتماعية والمستقبل... يصر "ساستنا" على بناء سواتر تمنع الخير عن الناس.

نسمع كل يوم حكايات من الشعوب التي لايحكمها ساسة "نصابون"، ولكننا نمر عليها على عجل. ولهذا لا نتوقف عند خبر مثير يقول إن نوابًا كثيرون لا يعرفون بعضهم البعض، ومنهم من فاز بعضوية المجلس وتوارى عن الأنظار، كما في الدورات السابقة، وإن هناك نائبًا يسكن في دبي، جاء مرة واحدة إلى البرلمان من أجل تأدية اليمين الدستورية واختفى بعدها .

ايها السادة العراق يحتاج منكم جميعًا الاعتراف بالفشل والاعتذار .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram