الرئيسية > آراء وأفكار > حين ينجو القتلة !

حين ينجو القتلة !

نشر في: 13 أغسطس, 2020: 07:28 م

 عامر القيسي

أغرب ما في هذي البلاد الغريبة هي نجاة القتلة من العقاب ، والأغرب إن قارب النجاة مؤسسات حكومية تحت ضغط حماة القتلة أياً كانت التسمية ، والمثير للدهشة ان مايطلق عليهم " الطرف الثالث " أو " المجهول " أو " المندس " معروفون للناس حتى بالأدلة ، المصورة ، ومع ذلك يبقى القاتل طليقاً أو يصبح طليقاً بعد أن يقضي فترة استجمام في سجن من سجون البلاد !

منذ اغتيال كامل شياع وحتى اغتيال هشام الهاشمي مروراً بكوكبة من النشطاء وحملة الرأي الحر الذين اغتالتهم رصاصات الغدر المعروفة الهوية والاتجاه والمصدر، عجزت الحكومات المتعاقبة عن معرفتهم فيا للعجب!

المخطوفون والمغيبون قضية إنسانية وجريمة مكتملة الأركان ..ومع ذلك جناتها طلقاء في أرض البلاد !

ضحايا جريمة سبايكر هي الأخرى يسدل الستار عليها وكأنها لم تقع ..

ضحايا جامع مصعب بن عمير في ديالى نهضوا من قبورهم وهم يرون قتلتهم طلقاء أيضاً تحت سمع ومرآى السلطات ..وأي سلطات ..وكيف تحول قرار إعدام القتلة الى اطلاق سراح بعد خمس سنوات من السجن المحسن !!

الجريمة الكبرى بسقوط محافظات عراقية بيد الإرهاب الداعشي ، ومع ذلك أيضاً لايكشف عن مسببيها وهم في موقع المسؤولية ، والتقرير البرلماني على هشاشته وعدم دقته وتجنبه الإشارة الى المسببين ، مازال في أدراج الحكومة والبرلمان معاً !

أهالي ضحايا عبارة الموصل غسلوا أياديهم من التحقيق والمحققين والنتائج وعقاب القتلة أيضاً !

وملحق الجرائم الكبرى بتصفية الإيزيديين وسبي نسائهم ، والإجابة على السؤال الكسير ..من فعل كل ذلك؟ 

ولك ما تشاء أن تُعدّد وتصف وتستذكر أكواماً من الجرائم الفردية والجماعية ، من الاغتيالات والاختطافات والإبادات والتصفيات والتغييبات ، لتجد نفسك في دهليز المقتول المعروف والقاتل المجهول .

جرائم مرتكبوها أحرار ..يتجولون بيننا وأمام أعيننا ويدهم على الزناد دائماً ، فهم الأعرف بالجرائم القادمة التي سيرتكبونها بدم بارد ثم يعودون الى بيوتهم وهم يستمعون الى نشرات الأخبار التي تتحدث عن مسلحين مجهولين في طول البلاد وعرضها ! 

جرائم أنتجت لنا بما لايعد ويحصى من الأرامل والأيتام والنفوس الكسيرة والفقر وغصة ضياع العدالة في بلد كتبت فيه أولى ألواح القانون في العالم !

ربما يعتقد السيد الكاظمي إن مداراة ذوي الضحايا بإمتيازات الشهداء ومعالجة الجرحى حتى يوم الدين ، ستعفيه من المهمة النبيلة الأولى إلا وهي الكشف عن القتلة وأحالتهم الى سوح القضاء ..!

المهمة التي وعد بتحقيقها وهي من أولويات مطالب ثورة تشرين التي قدمت اكثر من 500 شهيد و30 ألف جريح يعاني نصفهم من إعاقات دائمة !

لاصُلح بين القاتل والقتيل حتى تحقيق العدالة في الاقتصاص من المجرمين الملطخة أياديهم بدماء الأبرياء من الرجال والنساء والاطفال والشيوخ حتى لاتبقى غضة الظلم في صدور ذوي الضحايا ، بل والضحايا أنفسهم وهم في قبورهم الضيقة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

سيكولوجية تجنيد العقول في الجماعات الارهابية الدينية

قناطر: العالم يتوحش .. المخالبُ في لحمنا

العمود الثامن: قوات سحل الشعب

"الحشد الشعبي"... شرعنة التشكيل بوظائف جديدة

كلاكيت: "ندم" وعودة الفيلم الجماهيري

العمود الثامن: قائمة المنتفعين

 علي حسين في بلاد الرافدين حزب من المنتفعين يضم عدداً من السياسيين والمسؤولين الكبار ممن إذا أصابت الناس مصيبة لاذوا بالصمت الذي هو في عرفهم أبغض الحلال. ومن المفارقات العجيبة في العراق -بلد...
علي حسين

باليت المدى: كرسي مكسور الساق

 ستار كاووش عندَ لقائي ببعض الناس أفاجئ ببعض التفاصيل الصغيرة التي تُشير الى نوع من الكسل واللامبالاة وعدم إيجاد الحلول حتى وأن كانت صغيرة. فرغم إنغماس أحدهم بتعديلِ صُوَرِهِ ببرامج الفوتو شوب كي...
ستار كاووش

(50 ) عاماً على الحرب الأهلية اللبنانية حياة بين فذيفتين

زهير الجزائري (1) يوم ١٣ نيسان ١٩٧٥ بدأت الحرب من مجزرةً (عين الرمانة). كنّا في طريقنا إلى الجنوب اللبناني حين انقطع بثّ الراديو بين إعلان عن مسحوق الغسيل المفضل لدى النساء العصريات و سيكارة...
زهير الجزائري

التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين: تحديات القرن الواحد والعشرين

محمد علي الحيدري التنافس بين الولايات المتحدة والصين أصبح في السنوات الأخيرة أحد أبرز القضايا التي تحدد ملامح السياسة العالمية، حيث يشتد في المجالات الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية بشكل يثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل...
محمد علي الحيدري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram