TOP

جريدة المدى > عام > عندما احتفلنا بـ عادل كاظم في بيت المدى

عندما احتفلنا بـ عادل كاظم في بيت المدى

نشر في: 1 سبتمبر, 2020: 05:59 م

إعداد : رفعة عبد الرزاق محمد

ما إنْ وصل بيت المدى في شارع المتنبي ( يوم 27 تشرين الثاني 2013) ودلف الى صالة البيت حتى ضج المكان بتصفيق الحاضرين الذين امتلأت بهم الصالة ،

ها هو عادل كاظم يدع عزلته جانباً ويحضر بنفسه الى مكان الاحتفاء به فرحاً وبيده نسخة من ملحق عراقيون الخاص به ، وقبل أن يجلس بجوار الدكتور سامي عبد الحميد وتبدأ الجلسة رفع يده مسلماً على جميع الحاضرين قال لي : إين علي حسين ؟ ما (لكه) غير هذه الصورة ليجعلها غلاف الملحق وفيها أبدو (خاش بالعمرين) !!

في اليوم السابق صدر ملحق ( عراقيون) لجريدة المدى عن الكاتب الكبير عادل كاظم وقد ضم طائفة من المقالات المختارة بعناية عن عادل ومنجزه الدرامي والمسرحي الرصين ، ومنها كلمة نائب رئيس التحرير ( يومذاك) الأستاذ علي حسين ، ومما نوّه به في الكلمة التي جمعت معانٍ من التشاؤم والتفاؤل كلمات قليلة :

 قبل أكثر من عام وفي المدى أيضاً كتبت عن غياب عادل كاظم وإصراره على الصمت .. وبعد أيام تلقيت فيها مكالمة من عادل يخبرني فيها بأنه لم ينزو بإرادته فالظروف التي ترافق الحركة الثقافية والإهمال المتعمّد من الحكومة لدور المثقف كل هذه الأمور كانت سبباً في اختياره الغياب عن الساحة. .وعلى الرغم من أن هذا الالتجاء الاختياري الى الغياب ليس حكراً على عادل كاظم وحده، بل يكاد يكون القاعدة على مستوى الكتّاب الذين صنعوا نهضة المسرحية العراقية من يوسف العاني الى عادل كاظم الى محيي الدين زنكنه الى طه سالم وقاسم محمد ورغم ذلك يبدو صاحب (الطوفان) ظاهرة معبرة عن الواقع المعقد والأفق المسدود الذي تجسّد في العراق بحرب دامية وفوضى لاأحد يعرف متى تنتهي .. اليوم يعود عادل كاظم ليملأ فضاء المسرح العراقي بنصوص جديدة .. نصوص سيتسابق عليه المخرجون مثلما كانوا يتسابقون عليها في فترة الستينيات بأعتباره طليعة المؤلفين في تلك الفترة.. فقد وجدوا في المسرحيات التي كتبها تحولاً واضحاً في أسلوب الكتابة وفي الموضوعات التي يطرحها ما لم يكن مألوفا في كتابات المسرحيين الذين سبقوه إلا فيما ندر ووجدوا فيها تشابهاً أو تقارباً مع تقنيات الكتابة للمؤلفين الأوروبيين يعود عادل كاظم أكثر أملاً وثقة في المسرح العراقي الذي يعيش هذه الأيام فترة من الزهو .

قدّم الناقد الفني عباس لطيف الجلسة ليقدم في البدء الدكتور سامي عبد الحميد الذي كان مسروراً بمشاركته في الحديث عن عادل كاظم ووصوله الى بيت المدى في شارع المتنبي على الرغم من أعراض ( الانفلونزة ) التي تصيبه مع بداية كل شتاء ، تحدث عبد الحميد بطريقته المعهودة والمحببة لدى الجمهور بان المعتقد الذي كان شائعاً أنه ليس هناك نص مسرحي عراقي ينافس أو يوازي النص المسرحي الأجنبي لكن فجأة اكتشفنا عادل كاظم أولاً في "الطوفان" وثانياً في "تموز يقرع الناقوس." ثالثاً: طرق عادل كاظم معظم أساليب المسرحية أو مشاريع التيارات الفنية المختلفة. من التاريخيين والملحميين كما في تموز، وفي الطوفان،وفي المتنبي،و نديمكم هذا المساء. وحتى الواقعية كما في (عقدة حمار) والكوميديا الشعبية في الخيط .كما كتب "تموز يقرع الناقوس" والصورة التي تعبر عن الصراع الدرامي و"شعيط ومعيط وجرار الخيط "حيث قدم فيها الروح الكاريكتيرية النقدية ، وفي المتنبي قام بتحويل الشعر الى سيرة ودراما بطريقة أخاذة ومعبرة تصعب على آخرين أن يقدموا مثل ذلك النص الفخم. وفي مسرحية "نديمكم هذا المساء" قدم الكوميديا الهادفة، و تتميز مسرحيات عادل كاظم بالمحتوى الإنساني وإدانة الظلم والقهر، وحواره منسق ورصين وبليغ و الحبكة مبنية بناء محكماً، والشخصية واضحة المعالم وتتطور فكرياً وفي اتجاهها نحو هدفه.

أما الدكتور حسين علي هارف فقد أكد في كلمته أمام المحتفى به على الجانب التاريخي والوثائقي من أعمال كاظم و أن عادل كاظم قراءة للتاريخ لأن الفنان مؤرخ عصره فالفنان معني بالحقيقة الفنية ,في حين أن المؤرخ معني بالوقائع التاريخية كما هي. هناك تاريخ زائف ومحرف تاريخ الملوك والسلاطين والخلفاء والأمراء.

ماذا نأخذ من التاريخ؟ يجب أن لا نأخذ الانتصارات حسب والأمجاد كما نفعل. والدراما الحقيقية هي في الهزائم والانكسارات كما فعل أحمد شوقي في قمبيز ومصر كليوباترا وخالد الشواف في شمسو والأسوار. .عادل كاظم توفق بذكاء وحساسية درامية عند القرن الرابع للهجرة حيث كثرة الصراعات السياسية،إنه قرن الانتكاسة.وقدم مقامات أبي الورد للتاريخ كنموذج للمقاومة ضد الأطماع الخارجية أي النموذج ثوري،في مسرحية "الحصار" هناك بطولة مدينة حضارية (بغداد) عام 1830 بوجودعلي رضا باشا وداود باشا وتوظيف درامي للحصار وتداعياته على الشعب، التاريخ في هذه المسرحية ليس مادة وثائقية ، هناك فراغات في التاريخ ملأها عادل بإبداعه الثر. والحديث عن المتنبي ومسرحيته يقودنا الى إعادة قراءة في مقتلة المتنبي, فهل هو طموح سياسي أم صراع سياسي أم بطل قومي. واستدعاء شخصية أبي العلاء المعري وهو من غير زمن المتنبي وكما استخدم الراوي والمادة الفلمية السينمائية وأفاد عادل كاظم من تقنية برشت وطروحاته.

ونهض عادل كاظم وسط تصفيق الحاضرين وعبّرعن سعادته وهو يرى هذا التكريم الكبير من بيت المدى ومن الحاضرين من الأدباء والفنانين وهي خطوة جيدة أن يكرم الفنان في حياته وليس بعد وفاته، غير أنه فضل أن تكون كلمته إجابة لاسئلة الحاضرين ، فتحدّث عن بعض محطات شهرته وموقفه من السينما والدراما بشكل مجمل .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram