ترجمة: عدوية الهلاليفي كتاب ( كلارا مالرو ) ، يرسم دومينيك بونا صورة جميلة للثنائي الصاعق اندرية وكلارا مالرو ...انه مالرو الاخر ليس بوجهه الابداعي بل باثره التذكاري الاقل بريقا اذ لم يعرف الجمهور الكثير عنه كأنسان عادي .. اما كلارا غولدشميت –كما كان اسمها قبل زواجها من مالرو فقد انفصلت عنه خلال الحرب العالمية الثانية لكنها ظلت تحمل اسم كلارا مالرو حتى لحظة وفاتها عام 1982 ..
ولدت كلارا في نهاية القرن التاسع عشر ضمن عائلة يهودية تنتمي الى الطبقة البرجوازية الباريسية ..بينما خرج اندريه مالرو من وسط اكثر تواضعا من ضاحية بوندي ..وفي بداية سنوات العشرينيات ،التقى الاثنان في قطار كان مالرو يستقله دائما اذ كان يقيم في لو تيتيا ويثابر على التردد على اماكن الادب والالتقاء بالأدباء ،  كان مالرو المتانق قد استولى على مشاعرها فتأثرت به وباتا يسافران ويترددان على المتاحف ويحلمان بثورة جمالية واكثر من ذلك ..كان سفر الاثنين الى آسيا مصدر اثارة لهما، ورغم ابتعادهما عن الاماكن الاثيرة لديهما لكنها كانت فرصة لمالرو ليظهر في الصحف ليدفع عن نفسه تهمة السرقة الادبية ثم يصدر ثلاث روايات كشفت للجمهور حقيقة مالرو وجلبت له الكثير من الحظ ...احبت كلارا هذا الرجل المعقد لأنها فهمته وعانت معه وانزعجت منه ..كان رائعا ومشرقا بالنسبة لها كما انه اناني جدا ..في مجال الادب ، كان مالرو اكثر تحفظا واعتدالا واكثر صرامة وعمقا ونتيجة لاعتبارات متعددة وتقدير كبير من الجمهور والنقاد ، حاز مالرو على جائزة غونكور للأدب لعام 1936 ..عندما دخلت اوروبا الحرب ، افترق الزوجان لكن ارتباطهما ظل راسخا ومتينا بشكل غريب كما سيظهر لنا في سيرة الكاتب المثيرة في كتاب دومينيك بونا الذي سبق له تاليف كتابي ( لا يوجد الا الحب ) و( بول وكاميل ) والذي عرف كلارا وكتب تاريخ هذا الثنائي الاسطوري ووضعهما وجها لوجه وكانهما مرآتان تعكسان صورة بعضهما البعض ..ويرى بونا ان الثنائي يتبادلان التفكير رغم ابتعادهما وان ارتباط مالرو بكلارا اضاء له جوانب معتمة من حياته ...بهذه الطريقة ، صاغ دومينيك بونا معادلة رياضية من علاقتهما يقول فيها : مالرو = كلارا + اندريه ... مع ذلك ، ابتعد مالرو عن طرف معادلته الآخر لأجل عيني امراة اخرى هي جوزيت كلوتيز وبعدها انتقل الى شقيقتها الرقيقة مادلين ، وبعدها بوقت طويل ، ارتبط بامرأة تدعى لويز فيلمورين ، في الوقت الذي بقيت فيه كلارا مع ابنتها ترافقها كآبتها .. في عهد الجنرال ديغول ، اصبح مالرو رفيقا للتحرير ووصفه الجنرال بانه صديق عبقري يعرف كيف يرسم الاقدار الكبيرة في الوقت الذي انزوت فيه كلارا خشية التعرض للأضطهاد والتعذيب لأنضمام ابنتها لحركة معارضة للجنرال  ، اما فترة ما بعد الحرب فستثور فيها كلارا وستناضل من اجل انقاذ ابنتها دون ان تكف عن الاتصال بمالرو واستشارته فبدون مالرو لاتوجد امراة تدعى كلارا ، فهي عندما تعود ابنتها من زيارة والدها في منزله الجميل في بولونيا تسألها بلهفة ان كان قد حدثها عنها .. في مذكراتها الشخصية ، كتبت كلارا الكثير عن مالرو كما ظهرت في برنامج تلفزيوني للاحتفاء بذكرى الكاتب الذي توفي عام 1976 فقالت انها كثيرا ماعارضت افكاره وانتقدتها لكنها لن تكف ابدا عن اعتباره رجلها الافضل والى الابد ... يقع الكتاب الذي يروي تفاصيل قصة الثنائي ويحمل عنوان (كلارا مالرو ) للكاتب دومينيك بونا في 474 صفحة وقد صدر مؤخرا عن دار غراسييه للنشر.