TOP

جريدة المدى > عام > هكذا هُنَّ أُمهاتُنا

هكذا هُنَّ أُمهاتُنا

نشر في: 5 سبتمبر, 2020: 06:37 م

سعد جاسم

 

هكذا هُنَّ دائماً

أُمّهاتُنا الصابراتُ ... 

الخائفاتُ ... النازفاتْ

سودٌ ثيابُهن َّ 

مثلُ ليلِ العراقِ الطويلْ 

ولكنَّ وجوههنَّ " بيضاء "

مثلَ حقولٍ من القرنفلِ والياسمين

والنوايا الطيّبة 

والقطن الفراتي الذي لمْ يَتَّسخْ بياضُهُ 

منذُ أَعراسِ " بابل "

وأَصابعِ صباياها المُحنّاة 

تُضيءُ كرنفالاتِ شارعِ الموكب

حتى يُصبحَ العالمُ كلُّهُ

أَبيض في أَبيض في أَبيض 

*

قلوبهنَّ الصافية 

أَنهارٌ وينابيعٌ 

من حليبٍ وعسلٍ 

وحنانٍ جنوبيٍّ 

لايُمكنُ أَنْ يَجفُّ 

مهما حاولَ القُساةُ 

ومرضى القلوبِ وعُراةُ الضمائرِ

أَن يُصادروا أُمومتَهنَّ وحنينَهنَّ

ودموعَهنَّ وصلواتِهنَّ ودعواتِهنَّ 

وترانيمَهُنَّ التي تسكنُ مساماتِنا وذاكراتِنا

منذ النُطْفةِ الاولى 

وحتى الدمعةِ الاخيرة 

*

أَرواحهنَّ النورانية 

حمائمٌ ونوارسٌ وملائكةٌ مرئيون

وجنائنٌ من القرنفلِ الباذخِ 

بالعطرِ والبياض

*

هكذا هُنَّ أُمهاتُنا 

الطاعناتُ بالحبِّ 

والامومةِ والذكرياتْ

وهكذا هُنَّ أُمهاتُنا

اللواتي كُنَّ ومازلنَ 

أَوطانَنا وملاذاتِنا 

في الفجائعِ والمباهجِ

وفي منافي اللهِ

والمآتمِ والخساراتْ

2020-8-8

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram