علي حسين
في بيان ثوري حذرنا ائتلاف دولة القانون من المساس بسلاح العشائر، وأبدى الائتلاف شكوكه من أن العمليات العسكرية التي انطلقت ضد المجاميع العشائرية والمسلحة، ضد السلاح المنفلت، ربما تستغل للاستهداف السياسي، ضد شخصيات، إذن هناك مؤامرة إمبريالية ضد العشائر التي تتحاور بالقاذفات وراجمات الصواريخ، ولهذا على الجهات الأمنية أن تتذكر أن السلاح يجب أن يكون في يد العشائر. .
فيما اخبرنا رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية إن "موضوع سحب السلاح يجب أن يحل بعيداً عن استخدام القوة " ، إذن المؤامرة تحاك في الظلام ضد العشائر، والبعض يريد أن يصوّر للعالم أنّ العشائر لا تريد تنفيذ قرار الدولة بالتوقف عن لعبة "الاسلحة "، فكان لا بد من تحويل اللعبة الى واقع ملموس تستخدم فيه المدافع والصواريخ ، ويمنع فيه استخدام المسدسات لأنها لا تفي بالغرض. بالفعل تتعرض التجربة الديمقراطية التي أرساها السيد نوري المالكي بعد أن وزع مسدسات على رؤساء العشائر، إلى مؤامرة كبيرة، تشارك فيها القوى الأمنية، وإعلام لا يخاف الله، ينسى أن يقف إلى جانب العشائر "الباسلة" وهي تساهم في وضع العراق في كل يوم على لائحة الأخبار العاجلة، ويصرّ الإعلام "المغرض" على إبراز صورة لصاروخ "عشائري" سقط على إحدى العوائل .
المؤامرة كانت حاضرةً في تغاضي الإعلام عن الإشادة بملفّ مهمّ وخطير، وأعني به ملفّ الإعمار الذي تفوّق فيه ائتلاف دولة القانون وهو يدير شؤون البلاد لمدة ثمان سنوات على سنغافورة التي لا يمل جنابي من الحديث عن تجربتها في التنمية والإعمار .
في كل يوم يباغتنا السادة المقيمون على كراسي الحكم بمفردات مبتكرة، مزيدة ومنقّحة، من قاموسهم الذي لا ينضب أبدًا بما فيه من طرائف وعجائب.
في مرات كثيرة يعاتبني بعض القرّاء لأنني أكتب بإعجاب عن مدن مثل دبي وسنغافورة وطوكيو، وأقول: تأملوا حياتنا،عن ماذا نكتب؟ تأملوا معي السذاجة السياسية وغياب العدل والقانون، ورائحة الكذب التي تخرج من أفواه المسؤولين، عن ماذا نكتب؟ عن النجاح الاقتصادي الكبير الذي حققه جماعة "ما ننطيها"! عن الدولة التي سرق فيها تريليون دولار بوضح النهار؟!
في الجنوب من البصرة تستقرّ مدن مثل ابو ظبي وعمان حيث تسابق العالم في التنمية والإعمار والازدهار. أنتظر أن يخرج علينا السيد نعيم عبعوب، ليشرح لنا هل نظريته عن "زرق ورق دبي" لا تزال صالحة للاستخدام البشري؟!
نعم، العشائر تتعرض إلى مؤامرة لا يكفي معها تكذيب واعتذار، بل أن تتراجع الحكومة وتسمح لبعض الشيوخ بأن يمارسوا لعبة الصواريخ والقاذفات، وربما الطائرات المسيّرة في المستقبل القريب.