TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: محكمة مثنى وعليوي

العمود الثامن: محكمة مثنى وعليوي

نشر في: 6 سبتمبر, 2020: 09:07 م

 علي حسين

يوميا يؤرقني سؤال، متى يمكن أن نتخلص من هذه الوجوه الثقيلة التي تطلع علينا من شاشات الفضائيات؟ وصور الصفحات الأولى التي تحاصرنا أينما كنا؟، سياسيون يخرجون من دهاليز الظلام، يتصورون أنهم زعماء لمعسكرات تنظيم الأخلاق والفضيلة..

يتخيلون أنفسهم أصحاب مشروع للقضاء على الرذيلة وإعادتنا من عصور الجاهلية إلى عصور الإيمان، جزء كبير من مشكلاتنا اليومية يكمن في هذه الكوميديا التي يريد من خلالها البعض إيهامنا بأنهم أوصياء على المواطن الذي هو بالأساس بلا حول ولا قوة. في الآونة الأخيرة ارتدى عدد من النواب زي الوعاظ ليتحولوا إلى دراويش، كُل يفتي بما يروق له، لتتحول مؤسسات الدولة إلى إقطاعيات خاصة يحكمها وليُّ الأمر الذي بيده مقاليد السلطة، وما على الرعايا إلا الطاعة والتسبيح بحمده ليل نهار، بل ذهب الخيال بالبعض حتى تصور نفسه مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ هذا الشعب المارق وإخراجه من الظلمات إلى النور.

ففي فصل كوميدي لا يريد أن ينتهي خرج علينا النائب مثنى السامرائي مطالبا بان تكون المحكمة الاتحادية بالمحاصصة ، فيما يصر النائب كريم عليوي على ان تتشكل المحكمة من عدد من القضاة وخبراء الشريعة ، فلا محكمة اتحادية في البلاد ما لم يتم إجراء تعديلات على بعض الفقرات لكي تنسجم مع الدستور الذي رسخ المحاصصة ومع الشريعة الإسلامية .

إن أي عاقل يدرك جيدًا أن تصرفات العديد من النواب، تدخل في باب النصب والتدليس السياسي، حين يتم استدعاء الدين وتسخيره لخدمة المصالح الشخصية، خاصة إذا كان المقربون من السلطة لا يتذكرونه إلا عند الدفاع عن مصالحهم . 

لماذا يتذكر البعض الدين فقط عندما يتعلق الأمر بأمنه وبقائه في السلطة، وينساه عندما يتعلق بحقوق المواطنين وما يرتكب في حقهم من جرائم؟

ولطالما شاهدنا نوابًا تأخذهم نوبة من الدروشة حين يتم الحديث عن الفساد وسرقة المال العام ، مرات كثيرة نسمع ونشاهد نوابًا يخرجون الدستور من جيوب جُببهم ويصرخون ضد كل من يطالب باحترام حقوق الآخرين، أو لأن البعض يريد أن ينتصر لحق العراقيين في العيش بمجتمع يحترم خياراتهم السياسية والفكرية والاجتماعية.

لماذا أصبحت الطائفة أهم، وأقوى، والتعامل بمنطق الطوائف هو البديل للمواطنة، لماذا نجد أنفسنا أمام ساسة يتصورون أن الإسلام في العراق بخطر، فيما الواقع يقول إن العراقيين متدينون، بالفطرة ولا يعيشون في عصور الجاهلية. وكأن هؤلاء النواب يمثلون شعبًا غير الشعب العراقي. ولهذا نراهم في مرات كثيرة ينتفضون من أجل التستر على الفاسدين والمخربين .

السادة دراويش البرلمان، سيظل الناس لا يصدقون كلامكم إلى أن تجيبوا عن السؤال الذي تخافون الاقتراب منه وهو: لماذا تصابون بنوبة من الدروشة كلما حاول الناس محاسبة الفاسدين والمفسدين؟.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram