TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كواليس: مهام المخرج المسرحي عبر التاريخ

كواليس: مهام المخرج المسرحي عبر التاريخ

نشر في: 7 سبتمبر, 2020: 06:06 م

تواصل المدى نشر الأعمدة الثقافية، والتي سبق وأن أرسلها الفنان الرائد الراحل سامي عبد الحميد إلى المدى، بغية النشر. والمدى إذ تنشر هذه الأعمدة تؤكد الحضور الثقافي الفاعل الذي كان يميز فناننا الكبير.

 سامي عبد الحميد

1-2

يمكن اعتبار المدراء – الممثلين لكتّاب المسرحية في القرن التاسع عشر في إنكلترا وفي اميركا قد لعبوا دور المخرج في العمل المسرحي وبشكل مناسب مع الاعتقاد بأن (الدوق ساكس مايننغن) ومدير مسرحه (غرونيك) في بافاريا كأول مخرجين مسرحيين ليسوا ممثلين ولا كتّاب، وفي باريس كان (أندريه أنطوان) مؤسس فرقة المسرح الحر عام 1887 متقدماً في الإخراج عندما استخدم مناظر طبيعية تفصيلية وتمثيل طبيعي . انتشرت حركة مسرحه الحر ووصلت إلى برلين حيث انتج (برام) مسرحه الحر عام 1889 والى لندن حيث بدأ (غرين) مسرحه المستقل بعد سنتين ، نشدت الطبيعية رجحان الصدق في التمثيل وفي المنظر المسرحي، وحققت تأثيراً كبيراً نظريات التمثيل وتمارينه للروسي ستانسلافسكي حيث تم التأكيد في (فرقة مسرح موسكو الفني) على المناظر والأزياء المتقنة واعتماداً على المحركات النفسانية للقرن التاسع عشر والرابط العاطفي الداخلي بين الممثل والدور الذي يمثله . أسس (ستانسلافسكي) بطرق عديدة ، ممارسة التمرين الطويل الأمد في (القرن العشرين وذلك بتشجيع الممثلين على التوغل في ما وراء سطح الجمل المكتوبة والوصول إلى ما وراء النص من معانٍ وتخيل وما تحتويه من توضيحات ودوافع في كلام الشخصيات وأفعالهم . وهكذا يتولى المخرج مهام قيادة ذلك الاستكشاف . 

في ذات الوقت الذي حصلت الطبيعية على قوة دافعة فقد روّجت الرمزية لحالات شبيهة لما يحدث في الأحلام أو رؤى تجريدية وكان لها تأثير مماثل من خلال نظريات (كريغ) للسينوغرافيا ومفهومه عن الممثل (السوبر ماريو نيت) في مجال تحكم المخرج وهيمنة سلطته . وعلى وفق نظرة (كريغ) فأن للمخرج / المصمم أن يتولى المسؤولية المباشرة عن جميع عناصر الإنتاج لخلق عرض متميز موّحد وسار العديد من المخرجين ، فيما بعد ، وضمن التقاليد الحديثة على وفق أحدى الطريقتين المتعارضتين : الطبيعية أو الرمزية وتكيفها للحركات والأساليب ذات الصلة بالتوجهات الإخراجية المختلفة من التعبيرية والتركيبية والمسرح الملحمي والتداخلية الثقافية ومن الواضح بأن الاندفاع نحو الوحدة والتفسير والابتكار المرتبط بالحداثة أنتج الاعتقاد بأن وسيطاً متحكماً واحداً يمكن أن ينظم تجربة جمالية متجانسة ، وهكذا اشتغل بعض المخرجين المعروفين خلال القرن العشرين ابتداءً من (راينهارت) و(ميرهولد) إلى (بروك) و(سترهلر). 

في العديد من البلاد الآسيوية تمثل التمويل المخلص في تقاليد العرض المسرحي مركزياً في ملامح الأسلوب والتحضير لتدخلات الجمالية الفردية للصيغ التقليدية التي اعتبرت غير مناسبة . وبتأثير المسرح الغربي فأن المسرح الحديث في آسيا اتجه لقبول المخرج كضرورة كما في مسرح (شبنغيكي) الياباني وأصبح المخرجون الأقوياء معروفون في العديد من البلاد الاسيوية ومنهم : (نيناغادا) و(سوزركي) في اليابان ، و(تانفير) و(ثيام) في الهند ، و(أدنغ كنغ سن) في سنغافورا .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: أحلام المشهداني

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

قناديل: بغدادُنا في القلب

عنوانان للدولة العميقة: "الإيجابية.. و"السلبية"

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

 علي حسين ما معنى أن تتفرغ وزارة الداخلية لملاحقة النوادي الاجتماعية بقرارات " قرقوشية " ، وترسل قواتها المدججة لمطاردة من تسول له نفسه الاقتراب من محلات بيع الخمور، في الوقت نفسه لا...
علي حسين

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
د. فالح الحمراني

السرد وأفق الإدراك التاريخي

إسماعيل نوري الربيعي جاك لوغوف في كتابه "التاريخ والذاكرة" يكرس الكثير من الجهد سعيا نحول تفحص العلاقة المعقدة، القائمة بين الوعي التاريخي والذاكرة الجماعية. وقد مثل هذا المنجز الفكري، مساهمة مهمة في الكتابة التاريخية،...
إسماعيل نوري الربيعي

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

توماس ليبلتييه ترجمة: عدوية الهلالي بالنسبة للبعض، تعتبر الرغبة في استعمار الفضاء مشروعًا مجنونًا ويجب أن يكون مجرد خيال علمي. وبالنسبة للآخرين، فإنه على العكس من ذلك التزام أخلاقي بإنقاذ البشرية من نهاية لا...
توماس ليبلتييه
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram