علي حسين
كان من المفترض أن يكون موضوع المقال لهذا اليوم عن السيدة "ماسه ذنون يونس" التي فقدت عشرة من أبنائها أثناء مواجهة عصابات داعش، فكان نصيبها من الحياة أن تُهجر من محافظتها، لتسكن بيتًا استأجرته، فهي لا تملك شبرًا في هذا الوطن، سوى صور لعشرة أبناء شهداء، عُلّقت في مدخل منزلها المؤجر، لتخبر زائريه أن هذا كل ما تملكه في هذه الحياة.. في الوقت الذي تحول فيه نواب "دمج" إلى مصاف أغنياء الكرة الأرضية.
ماذا تقرأ في أخبار هذه البلاد غير المآسي وأضيفت لها "بلوى" البرلمان، خُـذ مثلًا تلك العنتريات التي يمارسها حزب الفضيلة وهو يرفض إقرار قانون العنف الأسري لانه مخالف لتقاليدنا، اما المحسوبية وسرقة المال العام وقتل الابرياء فامور فيها نظر ، هل تريد مزيدًا من الأخبار؟ تفضل، لا يزال مئة وخمسون نائبًا يتمتعون بإجازة مفتوحة ومدفوعة الثمن مع عوائلهم في عواصم العالم، هذه الأخبار تدور أحداثها ووقائعها في بلاد تذكّرنا فيها الاخبار والبيانات ليــل نهـار بأننا دولة مؤسسات ، لكننا في زمن يصرُّ فيه البعض على رفع برقع الحياء السياسي في ما يتعلق بالدفاع عن مصالح الوطن والمواطن.. الجميع لا يريد أن يدرك أنّ الإصلاح ليس خطبة يلقيها كاظم الصيادي، ولا أُنشودة يرددها محمد الكربولي، إنه شجاعة في المقام الأول، وهو فرض وليس دموعًا يذرفها "التكنوقراط" هيثم الجبوري، الإصلاح لا يأتي من محاولة عالية نصيف الاستحواذ على المشاريع والمناقصات، بل من قوانين وتشريعات تؤسس لدولة العدالة الاجتماعية ..
لقد أضعنا أكثر من سبعة عشر عامًا في خطابات مقززة عن الإصلاح، وسلمنا قيادة البلاد إلى "الروزخونيّة" وأصحاب الحظوة، وكان في استطاعتنا أن ننافس دبي وسنغافورة، لكننا قررنا أن نضع العراق في خانة واحدة مع أفغانستان والصومال!
ألا يحق لنا ونحن نشاهد هيثم الجبوري يتهدج صوته وهو ينادي بالإصلاح أن نتساءل: ترى من حارب سنان الشبيبي وطالب بإقصائه وطارده بمذكرات 4 إرهاب، كي يستمر السيد "المصلح" هيثم الجبوري منظّرًا ومفتيًا ومتاجرًا في بضاعة فاسدة، هدفها إقصاء الكفاءات الاقتصادية من البلد؟، فرئيس اللجنة المالية الذي لاعلاقة له بالاقتصاد ، يتوهم نفسه "آدم سميث" العصر الحديث.
في كل مرة اشاهد النائب هيثم الجبوري اسأل نفسي ترى على من يضحك الرجل هذه الأيام؟. أما المواطن فالشيء الوحيد المسموح له، هو أن يضحك على حاله. جنابي سيترك الضحك، ليحدثكم عن العراق، وليس عن كندا حيث أعلن رئيس وزرائها الشاب عن منحة مالية لجميع العاملين الذين تضرروا بسبب كورونا، ولهذا كان لا بد من أن تقول السيدة "ماسه" إن هذه البلاد لم تمنحها سوى صور الشهداء .