عامر القيسي من غير المعقول ان يتوقف مستقبل العملية السياسية في العراق على لقاء غريمين، الاكيد انهما لايمثلان نفسيهما بشكل شخصي، لكن الاكيد ايضا ان لقاءهما المباشر، اذا توفرت له الرغبة الحقيقية لتجاوز العقد، سيوفر للعملية السياسية زخما ويحركها من الجمود الذي تعانيه الآن رغم كل التصريحات الساخنة. لن ندخل في التنظيرات السياسية كثيرا ولا في قانون الاحتمالات الرياضي،
سنخرج عن نطاق"التفلسف"وننقل للقائدين، آمال الناس كل الناس في العراق، بان يسارعا في عقد اللقاء،لأن الوضع العراقي لايحتمل الكثير من البطر السياسي، والضغط الزمني والى ما هنالك من تكتيكات السياسيين. الثمن الذي يدفع ايها السيدان"علاوي والمالكي"هو دم عراقي أحمر، والدموع التي تسيل على الخدود،هي دموع ارملة أو ام ثكلى أوطفلة يتيمة، والزمن يمر علينا جميعا ثقيلا مخيفا، وآفاق المستقبل تبدو للمواطن الآن اقل تفاؤلا ورغبة في التفاعل، عليكما ان تدركا ان المواطن يقدم اكثر من احتماله،فيما لاتقدم نخبنا السياسية الا القليل مما تستطيع ان تقدمه لحلحة الامور وتسيير امور العباد والبلاد. علاوي والمالكي.. ليس امامكما الكثير من الوقت للمناورات السياسية والتحالفات الجديدة ، ان الدقيقة التي تتأخران فيها عن عقد اللقاء عليكما ان تفكرا ان ثمنا سيدفع من دمائنا، واننا سنخسر زمنا للبناء والاعمار والتقدم... ليس امامكما الا ان تنسيا منصب رئاسة الوزراء، لان خدمة الشعب العراقي لن تمر من خلال هذا الطريق فقط، والا لما كان هناك برلمان ولا رئاسات ولا ملك أو امبراطور، ملكة بريطانيا تملك ولا تحكم، لكنها بحكمتها تحل ازماتهم السياسية دون ان يكون لديهم دستور يفسر، على سبيل المثال، الاكثرية والاقلية، وهل هي خارج البرلمان أم داخل قبة البرلمان... ليس امامكما ايها السيدان، ان التقيتما، الا ان تتنازلا معا عن تمسكاتكما المبالغ فيها، فلا يمكن للمالكي ان يحكم برئاسة الوزراء لانه حكم سابقا، ولا لعلاوي ان يحكم العراق لانه يمتلك عدة آلاف من الاصوات اكثر من المالكي.... ليس امامكما الا ان تتذكرا انكما كنتما في المعارضة، باختلاف منطلقاتكما الايديولوجية وتوجهاتكما السياسية، لكنكما حاربتما دكتاتورا عتيدا وقاسيا لانه تمسك بالسلطة ورفض الآخر جملة وتفصيلا بل وعمل على تصفيته، ان هذا التأريخ المشترك ينبغي ان يضعكما في مواقع قريبة من بعضكما، لاان تبعدكما السلطة ومغرياتها، وايا منكما سيشكل الحكومة، اذا اتفقتما، لن يكون قادرا على ان يحكم لوحده، هذا هو قدر العراق، فالكراسي محجوزة، فلا احد يستطيع ان يحكم من دون العراقية ولا من دون الصدريين ولا من دون التحالف الكردستاني ولا من دون المجلس الاعلى، التأريخ حملكما شرف حمل مهمة هذه المرحلة، التي بانطلاقتها، ستكون بقية المراحل ايسر وعقدها اقرب الى الحل منها الى التعقيد. نداء لكما من الشعب العراقي، اعتبرونا لانفهم شيئا في السياسة ولا الاعيبها، لكننا ايها السيدان، نشعر بسخونة الدم وحرارة الدمعة، واللبيب من الاشارة يفهم.
كتابة على الحيطان: علاوي والمالكي
نشر في: 14 مايو, 2010: 08:30 م