محمد حمدي
فجع وسطنا الرياضي والجماهيري وأي فجيعة في العراق والخليج والوطن العربي بخبر وفاة نجم الملاعب وملهم الجماهير غزالنا الأسمر ناظم شاكر ، الذي وافته المنية يوم الجمعة الماضي ومنذ صباحها ونحن نحبس الأنفاس وكأننا أمام ضربات الجزاء التي أبدع بها ولكن هذه المرّة كانت الحلبة أخرى والملعب ليس ذلك المستطيل الأخضر بل ساحة أخرى تدور رحى منافستها في عالم المجهول
ونحن ننتظر معجزة بأن يتغلب على آلامه ويستحضر القوة من جسده المنهك من الفايروس اللعين ، نعم كنا ننتظر خبر انتصاره باسم العراق فارساً يستحق رهاننا ، ونعلم أن ما باليد حيلة فسيف المنون أقوى وأشد فتكاً ولا نقول إلا ما يرضي الله عز وجل .
إن لوقع الفاجعة أثره وإن آمنّا بقضاء الله وقدره فما زلنا تحت تأثير صور وداع علي هادي وأحمد راضي التي أوجعت قلوبنا وأي وجع لتأتي صدمة ناظم شاكر ونحن نعيشها معه في مشفاه بأربيل لحظة لحظة برجاء ودعاء ومراقبة درجات الأوكسجين في دمه تهوي ساعة ويقاتل فيرفها ساعة أخرى ، مع ابتسامة فهد التي تبعث الأمل ونتعلق معها بمعجزة أن تحدث فنصرخ معها بهدف العمر للغزال الاسمر ، لا ليست بمبالغة وأقسم إنها لحظات ترقب هائلة عاشتها الجماهير والوسط الرياضي عموماً وتشبثت قلوبنا بفرحة غامرة كنا أحوج ما نكون إليها ويزفها لنا نجمنا الراحل الحبيب بيده ولسانه وشارة الانتصار .
مع كل عبارات الوجع والألم التي تعترينا ونحن نعيش في ذروة المأساة مع ذلك لابد لنا أن نشير لمكانة نجمنا الراحل التي تحدث بها فور إعلان رحيله الغريب قبل القريب ولنا أن ندون باعتزاز كلمات الاتحاد الاسيوي ورئيسه ورؤساء الاتحادات العربية والدولية والأوساط الاعلامية بجميع البلدان العربية فضلاً عن التفاعل المحلي جماهيرياً ورسمياً بصور توشحت بالسواد حزناً لمكانة وفقد ناظم شاكر الإنسان المحبوب صديقنا المبتسم ونجمنا المفضل .
كلمة أخرى نقولها بصراحة وموضوعية ، إن موقف الحكومة وممثليها من رأس الهرم رئيس الوزراء مروراً بوزير الشباب والمسؤولين في الإقليم على قدر المسؤولية والمطلوب ، فقد انصبت الجهود في الحكومة والصحّة والإعلام وكل الجهود من أجل توفير جميع الاحتياجات لعلاج ناظم شاكر بأطقم طبية مقتدرة اتخذت كل الإجراءات اللازمة وتوفير جميع الاحتياجات التي تتوافر بأفضل مستشفيات العالم ، مع كل ذلك يبدو ان صحة نجمنا كانت في تنازل مستمر مع تبعات وآثار الفايروس القاتل الذي وصل الى حدود يصعب معها إسعافه .
رحمك الله أبا فهد وأكرمك الجنة كما أكرمك حياً حب الملايين منذ سبعينيات القرن المنصرم يوم كنت نجم منتخبنا الكبير وعلامة فارقة في الكرة العراقية والخليجية وقد دونت اسمك بأحرف من ذهب في سجلات البطولات العالمية والقارية، ومثلت بلدك الحبيب خير تمثيل في مسيرة ذهبية تكللت بالفخر لعل أهمها التأهل إلى نهائيات كأس العالم 1986 في المكسيك ، الى جانب التأهل إلى الأولمبياد في عامي 1984 و1988 ناهيك عن مسيرة مشرفة مع الأندية لاعباً ومدرباً وخبيراً .
رحمك الله يوم ولدت ويوم متّ ويوم تبعث حيا.
جميع التعليقات 1
عدي باش
الرحمة و الرضوان للفقيد العزيز أبا فهد...داعين الله تعالى أن يلهم عائلته الكريمة و أصدقاؤه الصبر والسلوان... أنا لله وأنا إليه راجعون