علي حسين
وضعتُ هذا العنوان وأنا أتوقع أنْ يلومني البعض من القرّاء الأعزّاء على بطري، وقبل أن يُعلّق أحدهم قائلًا: أنت "بطران" ، الحمد لله لا أعيش في مجتمع الرخاء، وإلّا لكنت الآن أقضي "الويك أند" في منتجعات الدنمارك أُسوة بالشيخ علي العلاق،
ومع كلّ المبرّرات التي سأطرحها عليكم، لأنني اخترت الكتابة في هذا الموضوع الظريف، إلّا أنّ هناك من سيقول حتمًا: يارجل ألا تحس بالمسؤولية؟، لماذا أنت معدوم الضمير؟، تجلس وراء الكيبورد وتكتب بكل برود "ست البيت" ، فهل تريد أن تخصص هذا العمود السياسي للترويج لبضاعة كهربائية صينية تغزو الأسواق ، لماذا لا تناقش مشاكل البرلمان الذي أقسم أكثر من مئة وخمسون نائبًا فيه على أنهم لن يعودوا من سفرياتهم حتى تقام الانتخابات القادمة ويضمونوا كراسي جديدة ومريحه ، على أي حال، أعرف أن مثل هذه الموضوعات قد تضعني في خانة الكتّاب "السلبيّين" وإذا كان الابتعاد عن مناقشة نظرية موفق الربيعي في الأمن الصحي، وترك عالية نصيف منشغلة بنظرية "المؤامرة الإمبريالية" نوعًا من السلبية، فأهلًا بهكذا سلبية .
لم أضحك منذ مدة طويلة قدر ضحكي على رد فعل المثيرللنائب ياسر صخيل،وهو يسخر من الوزير السابق باقر جبر الزبيدي حيث كتب على صفحته: "كل العجب من القناة الرسمية للدولة، إذ تحاول إعادة إنتاج المرضى النفسيين والفاشلين في مناصب حساسة كالداخلية والمالية والنقل (ست البيت)". الحديث الذي قال فيه باقر جبر إن موضوعة السيادة وطرد الأمريكان كانت نكتة لا يزال البعض يعتبرها إنجازًا تاريخيًا، والزبيدي يشير بذلك إلى نوري المالكي وائتلافه الذي لا يزال يحتفل بيوم السيادة، لكن بالمقابل ضحكت أيضا وأنا أشاهد اللقاء "التاريخي" الذي أجرته العراقية مع الزبيدي وهو يضع علم دولته مكتوب عليه " انجاز " !! ، فالزبيدي أخبرنا أنه المنقذ الوحيد الذي سينتشل البلاد من كل أزماتها. وهو الأقدر على إدارة الدولة وحل كل مشاكلها، لكنه لا يسعى وراء المناصب وأنه اضطر على ترك دمشق وجاء للعراق بعد 2003 مجبرًا، فهو يحب العيش في سوريا، طبعا بعد ذلك حصل على ثلاث وزارات متتالية "الإسكان" و"الداخلية " و"المالية".
المشاهد التمثيلية بين النائب ياسر صخيل وبين الوزير الدائم باقر جبر اعتبرها البعض أمرًا ليس غريبًا على بيئة سياسية اشتركت في كل هذا الخراب، وإذا تذكرنا صورة باقر الزبيدي وهو يقبل نوري المالكي من وجنتيه، لكن المهم مَن منكم شاهد ياسر صخيل ينتفض على الخراب الذي ساهم فيه منذ سنوات؟ .
المضحك ان البرنامج مع الزبيدي له جزء آخر، سيخبرنا فيه كيف تأمرت عليه كونداليزا رايس لانه " شروكي " ! مع الاعتذار لكل اهلنا في مدينة العمارة ، فانا واثق ان الزبيدي لايمثلهم .