TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: متى نتحرر من استعمار المزورين؟

العمود الثامن: متى نتحرر من استعمار المزورين؟

نشر في: 13 سبتمبر, 2020: 09:21 م

 علي حسين

أعلن، أنا صاحب هذه الزاوية المتواضعة تأييدي بشكل كامل لجهود الحكومة وأجهزتها الأمنية في إلقاء القبض على المزورين والمحتالين، وكان آخرهم رجل انتحل صفة لواء ركن في وزارة الدفاع، والمضحك في القصة أن هذا اللواء المزيف التقى مسؤولين كبار، وقام بالتوسط لضباط ،

وزار مناطق في الرمادي والجنوب والموصل، وظل يتبختر تحيطه كوكبة من الحماية وسيارات رباعية الدفع، وأنه استطاع بشطارته أن يحصل على أموال كثيرة من خلال عمليات ابتزاز، ولهذا أنا مع الحكومة في أن تطبق أقصى العقوبات على كل من مارس التزوير وسرقة أموال الناس.

وأشير هنا إلى أن كتاباتي الساخرة من البرلمان والحكومة لا تعني عدم إشادتي باجراءات تحفظ هيبة الدولة وتحمي الناس من شرور الانتهازيين والمزورين، شرط أن تكون عملية إلقاء القبض شاملة لكل المزورين، سواء الذين زوروا الانتخابات، أو الذين حصلوا على شهادات عليا وهم لم يتجاوزوا مرحلة الابتدائية، والمهم أن تكون الحملة ضد أشخاص زوروا بطاقاتهم الشخصية ووضعوا عليها صفة "سياسي"، حيث مارس هؤلاء المزورين الكبار كل أنواع الخراب لهذا الوطن، بالسطو والاستيلاء على وزارات الدولة ومؤسساتها.. لقد عشنا سنوات في دولة المزورين والمرتشين وسراق المال العام، حيث تمت عملية سطو لمقدرات البلد جرت في وضح النهار، يمكن أن نسميه وبوضوح تزوير بالإكراه لإرادة الناس وخياراتهم في مجتمع آمن مزدهر ومستقر ينعم بالرفاهية، إلا أن الأحداث تثبت بالدليل القاطع أن هناك سياسيين قرروا التلاعب في مصائر الناس، وإعلان أنفسهم المالكين الوحيدين لهذا البلد ومن يعترض فليس أمامه سوى البحث عن تأشيرة خروج من الوطن، فقد أصبح العراقيون أسرى لنظام سياسي يطارد الكفاءات ويمنع أهل الخبرة، ويمكّن المزورين والمرتشرين والسراق من التحكم بمقدرات الناس، والنتيجة أن، الفساد كبير والخراب أكبر.

ومرة أخرى، أجدّد تأييدي لكل إجراءات الدولة في محاربة المزورين، لكن عليها قبل ذلك أن لا تساوي بين المزور الذي انتحل صفة لواء في الجيش ، وبين من أسسوا لمفهوم التزوير، كما أرفض أن يتم التعامل مع القضايا الصغيرة على أنها إنجاز تاريخي، في الوقت الذي يعيش في نعيم حيتان التزوير ممن تسببوا في خراب البلد سياسيًا واجتماعيًا وإنسانيًا.

ألقي القبض على اللواء المزور، لكن زمن المزورين لم ينته بعد ، وعصر خلط السياسة بالانتهازية ما تزال سوقه مزدهرة، وهناك في الظل عشرات مثل "اللواء المزور" ممنوع الاقتراب من حصونهم المنيعة. أيها السادة ثمة شيء أكثر بشاعة من القتل في السياسة، هو الفساد. ولهذا نجد أن للنزاهة قاعدة واحدة لا تخطئ ، إما العيش إلى جانب البسطاء، أو التقاط صورة مع "مزور كبير".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram