المدىفي المؤتمرات واللقاءات الرسمية يسمعنا الجيران، اعسل الكلام عن الاخوة والصداقة والدين، وعن الرغبة القوية بمساعدة العراق والعراقيين على تجاوز ازمتهم، ونعتقد الى حين ان ظهورنا محمية من الطعنات، لكننا للاسف الشديد،نواجه بين فترة واخرى،وبالترافق مع اشتداد ازمة داخلية لدينا،
ان جيراننا يفتعلون لنا قضية، او يثيرون اخرى يمكن مناقشتها بعد سنوات،أو يعلنوا تدخلهم السافر في الشأن الداخلي العراقي. بالامس سرقوا فرحتنا بانطلاق طائرنا الازرق في سماء لندن فاحتجزوه، وقبل ان تهدأ عاصفة الكويتيين، يلوح لنا اخوة الدين في ايران بتعويضات مبالغ لن يستطيع ان يسددها الجيل العاشر من بعدنا، ثم تأتي اخبار اشتباكات الصدفة أو الاشتباه على حدودنا من كردستان بين جنود ايرانيين وعراقيين ويأسرون لنا ضابطا، وكأننا ما شبعنا اسرا في الداخل والخارج. وفي مؤتمرات غير مخصصة لنا يقحمون الشأن العراقي اقحاما ليعلنوا وصاية الاخ الأكبر على طريقة توارثات نظمهم، وجار آخر تغص غرف داره بالمعادين للعراق ولتجربته،بل وحتى من الذين اسمتهم الامم المتحدة بالاسم وادرجتهم على قائمة الارهابيين، فيعترف الجار بهذه الحقيقة،لكنه يمتنع عن القاء القبض على الارهابي الدولي.مأزق حقيقي نعيشه في علاقتنا مع دول الجوار العربية وغير العربية، علاقة تظهر اهدافا وتخفي الحقيقية التي يشتغل عليها همهم السياسي. ورغم ان الثمن الذي ندفعه قاس، وقاس جدا، الا ان اخواننا لايتفرجون علينا فقط، وانما يساهمون في تعميق أزماتنا بتدخلاتهم المكشوفة منها والعلنية، فتساهم اصابعهم في اختراع العقد وتوتير الاجواء السياسية في ممارسات،باتت مفضوحة، مناقضة تماما لسياسة الابتسامات وتبويس اللحى وبروتوكولات الزيارات الرسمية.الذي نريده أن تتطابق تصريحات الفضائيات مع الافعال على الأرض، فهل يفعلون؟
الجيران مرة أخرى!
نشر في: 14 مايو, 2010: 09:28 م