بغداد/ المدى على ايقاع الاخبار عن اجتماع علاوي –المالكي، اليوم أو غدا، لااحد يعرف عن حقيقة الامر غير التصريحات، من كلا الطرفين. على هذا الايقاع بدأت الصحف الاميركية تسرب عددا من التقارير التي يشم من ورائها، ان موقف اميركا من شأنه ان يتبلور في الفترة المقبلة،
بسبب الجمود الذي اصاب العملية السياسية، وهشاشة التحالفات والائتلافات التي يجري الحديث بكثرة عن احتمالات انهيارها بسبب تضارب المصالح الفئوية الصغيرة. وتطرح هذه التقارير سيناريوهات مختلفة، عن الوجود الاميركي والانسحاب وذيوله، ومواقف القادة السياسيين العراقيين من كل المشهد السياسي. قيل الكثير عن تأجيلات لقاء"المالكي- علاوي"ففي حين تتحث اخبار عن اختلاف على مكان الاجتماع، ان كان في مقر رئاسة الجمهورية، وهو مارفضه علاوي، على اساس انه موقع رسمي فيما رفض المالكي الاجتماع في بيت حسين الصدر في الكاظمية حسب اقتراح علاوي، دون ان تعرف اسباب الرفض، فيما تناقلت اخبار اخرى ان التأجيل جاء على خلفية طلب المالكي استبعاد الكتلة الصدرية عن اي تشكيلة حكومية. مستشار المالكي الاعلامي، علي الموسوي، أكد في تصريحات صحفية،استمرار المساعي لعقد اللقاء المرتقب بين الغريمين، الا ان الموعد لم يحدد بعد، فيما نفى الموسوي الانباء التي تحدثت عن مباحثات بين الجانبين في عمان،وقال، هناك مباحثات بين الجانبين لكنها لاتجري في عمان ولن تتمخض عن مفاجآت كما يصورها البعض.لكن النائبة السابقة عامرة البلداوي، صرحت قائلة، ان الاسبوع المقبل سيشهد مفاجآت كثيرة مثل المفاجأة التي حصلت عندما اختير المالكي سابقا لرئاسة الوزراء، واضافت البلداوي، لايمكن التكهن بما يجري في الساحة السياسية العراقية لان الامور بدأت تتغير بسرعة كبيرة لم نعهدها من قبل ولم يعد بامكاننا ان نلم او نعرف كل مايجري بسبب سرعته. وفيما يعتقد شاكر كتاب القيادي في القائمة العراقية بشأن لقاء علاوي – المالكي ان الاجتماع كان من الممكن ان يحدث الخميس الماضي، قالت مصادر مقربة من القائمة العراقية، ان رئيس الوزراء الاسبق يقوم حاليا بزيارة العاصمة السورية ومنها الى عمان للقاء القياديين في القائمة العراقية صالح المطلك وجمال الكربولي، على خلفية اخبار غير مؤكدة عن خلافات حول المقاعد التعويضية. وبانتظار حل كل هذه الاشكالات فان الاعلام الاميركي مستمر في تسريب الاخبار التي يعتقد بانها بالونات اختبار لمعرفة رأي السياسيين العراقيين بالافكارالاميركية قبل ان يأتي السيد بايدن في اي لحظة للقاء القادة العراقيين. ففي دراسة أمريكية بعنوان"مستقبل العراق المنقسم"، نصح إيفان إيلاند مدير مركز السلام والحرية في المعهد المستقل بواشنطن الادارة الاميركية أن تستعمل نفوذها الباقي لها في العراق من أجل تجنب التحطم الوشيك للقطار، ولكن بتبني بعض الأطراف والتوسط بينها وبين الآخرين، وليس بالتدخل السياسي أو العسكري، ذلك أن العراقيين يجب أن يتوصلوا الى قناعاتهم الخاصة، بأنفسهم.مثل هذه التحليلات ترجح خطوة قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال رايموند أوديرنو لتأجيل البدء بتنفيذ عملية الشلال التي أطلقت على سحب نحو 45 ألف جندي قتالي أميركي حتى نهاية آب المقبل. لكن ثلاثة مسؤولين أميركان في بغداد، وأحد كبار مسؤولي وزارة الدفاع قالوا إن خطة الشلال يتوقع لها أن تبدأ في الشهر المقبل على أبعد تقدير،ولم يخف هؤلاء المسؤولين مخاوفهم من سوء مشهد المأزق السياسي في العراق مؤكدين أنه قد يتحول إلى العنف.لكن اللواء ستيفن لانزا الناطق العسكري الأميركي كان قد قال"إن عملية سحب القوات على طريقها الصحيح"، لكنه رفض مناقشة ما إذا كان بالإمكان ان تبطئ السرعة، وفي هذه الأثناء تبحث السفارة الأميركية في بغداد عن وسائل لفك الجمود في الأزمة السياسية.وحذر أحد كبار الباحثين المتخصصين في مسائل الأمن القومي في"مجلس العلاقات الخارجية"الأميركي، ماكس بوت من أن التقدم الذي أحرزه العراق، نحو الاستقرار والديمقراطية مهدد بسبب تصرفات السياسيين العراقيين. من جهة اخرى تتطلع السفارة الأميركية لإيجاد سبل تدفع العراقيين للخروج من الأزمة السياسية. وأبلغ جيمس ستينبرغ مساعد وزيرة الخارجية الأميركية سفارة بلاده في بغداد بضرورة اتباع منهج أشد حزما مع القادة العراقيين بحسب اثنين من المسؤولين الأميركيين رفيعي المستوى الذين شاركوا في مناقشة ساخنة عقدت بين واشنطن والدبلوماسيين الأميركيين في بغداد في 28 من نيسان الماضي من خلال مؤتمر فيديوي. وقال اثنان من المسؤولين الأميركيين رفيعي المستوى ببغداد إن تكتيكات الذراع القوية، أو سياسة لي الذراع، التي ستستخدمها واشنطن لحمل العراق على التوصل لتسوية من المحتمل أن تتضمن: حجب المساعدات المادية للعراق حتى يجري تنصيب الحكومة العراقية الجديدة، والتوجه نحو الحديث عن الانتقادات الواردة على زعماء العراق علانية لاستثارة الضغوط من جانب الرأي العام عليهم، والتهديد سرا في أول الأمر بالانحياز إلى أحد جوانب اللعبة السياسية في العراق بين المالكي وإياد علاوي رئيس الوزراء العراقي السابق الذي يعد أكبر منافسيه.
تقرير أميركي: ثلاثة خيارات أمام الولايات المتحدة لتنشيط الجسد السياسي العراقي
نشر في: 14 مايو, 2010: 09:41 م