TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > أسمهان الغامضة لم تكن سوى فتاة ضعيفة

أسمهان الغامضة لم تكن سوى فتاة ضعيفة

نشر في: 15 مايو, 2010: 04:23 م

علي عبدالسادةاسمهان اكثر وضوحا في هذه السيرة.. الكاتبة الامريكية، شريفة زهور، تفتح حياة المغنية المثيرة للجدل على نتؤات حادة في مجتمعات تسربت منها واليها حياة فتاة آل الاطرش. تخلص هذه السيرة المعنونة بـ"أسرارهها" والمفتوحة على ثلاثية "المرأة، الحرب، الغناء" الى سر مخالف لما بذل عنها، سر جديد،
 وهو، بساطة، تقبل اسمهان لضعفها وتمردها على العوائق فخلفت لنا ارثا موسيقيا فريدا. أشعر ان الكاتبة الامريكية، صاحبة الاصول العربية، تقترح علينا هذا السر بديلا لنظريات المؤامرة وصلة اسمهان بالفرنسيين والالمان والبريطانيين، ودروها في الحرب العالمية الثانية، انها تقترح سرا يكون اكثر قربا منها، كأيقونة للغناء. ويبدو ان هذه السيرة تصلح لان تكون صلة بين ما دون عنها وحياتها الغامضة.بيد ان هذه السيرة التي سطرت بقلم عارفة خبيرة بموسيقى الشرق، شغوفة بملاحقة تفاصيل حياتهم، تفتح سنوات اسمهان على احداث حساسة في التاريخ، لم تخل هذه السيرة من أشارات تنمحنا بعض الوقت للتفكر بدور هذه المطربة:"حين شعر اللبنانيون والسوريون بان الغرب عاملهم كالبيادق في الحرب كانت اسمهان متهمة بالعمالة المزدوجة بين الحلفاء". وفي مفصل اخر من السيرة تسطر شريفة:" آل الاطرش يعترفون بان اسمهان، في فترة ما، اخذت تتجرد من اوهام العلاقة مع البريطانيين، خصوصا وان دروز لبنان باتوا متاكدين من الحضور الفرنسي القوي في المنطقة".لكن الطريقة التي يتم فيها سرد حياة اسمهان، خصوصا في ما يتعلق بما يقال انه خارج نصها كمطربة، لا يبدو انه اجتهاد شخصي من الفتاة، انها، في الحقيقة، جزء من عائلة انخرطت في لعبة السياسة وكانت تلعب دورا غير قليل في لعبة ايام الحرب مع الحلفاء؛ تلك العائلة جزء من نظام اجتماعي واجه انتدابات الغرب ولم يترك مجالا للشك بانه لعب الدور هذا لم يكن بمعزل عن اجواء المؤامرات، فهل تخرج اسمهان عن السياق، الفتاة المراهقة في حينها لم تكن تمتلك ارادة فعل ذلك.وبصورة ادق اسمهان فعلت ما بوسعها لترسم صورتها كمطربة، لكنها لم تتغلب على نقطة ضعفها تلك: الوجود في المكان والزمان الخاطئين، فسارت مع اتجاه الريح.rnامتدادات واسعة للسيرةوهذا جانب مهم من سيرة اسمهان، هو انها تمتد على مساحات اشتغال اخرى، وكان بقصد توسيع عين ملقاة على اسمهان نفسها، واذا الامر يصبح تفتيش عن دقائق تاريخية من زاوية فتاة مثيرة للجدل.وهنا تذهب الكاتبة الى مراقبة الاخوة امل وفريد وفؤاد الاطرش حين انتج صراع الدروز مع الفرنسيين – منتصف عشرينات القرن الماضي – ترحالا متتابعا للعائلة، ولد خلالها صوت فردوسي لأمل او اسمهان، كما وصفها القصبجي اول مرة سمعها، وشغف فريد بالة العود، وغيرة فؤاد من مواهب الشقيقين الاخرين، وانتهى بهم الامر يتابعان الافلام في دور العرض بالازبكية، التي أنشأ فيها لاحقا مكان للعرض المسرحي.وتجد الكاتبة هنا فرصة لتوسيع الرؤية:" في القاهرة لم يكن هناك تطلع الى ان تكون مدينة عالمية ، اذ انها كذلك". غير هذه الميزة القاهرية اتربط بازدراء المحلي وتعظيم شان المستورد حتى على صعيد القيم والعادات، وهذا ما شكل ثقافة فصامية.في هذه الفترة تدخل اسمهان وفريد مع امهما عالما جديدا، وكان الثلاثة يمتلكون بوليصة الصوت الجميل لولوج هذا العالم، كانت بعض النوادي الليلية تعج بالجمهور الموسيقي وكانت اسماء جلها من السوريين ولم يكن لتلك العائلة منفذ لاقتحام مسارح الليل في القاهرة، لكن امرا ما ايجابي يحدث اول مرة لفريد: انضم الى فرقة ليلى مراد. بينما تراقب اسمهان صورة اعلانات ام كلثوم في شوارع القاهرة وتسأل علياء امها:" لمن هذه الصورة؟".تعود اسمهان من احدى دور السينما وكانت استمعت الى صوت المغنية جانيت ماكدونالد، في المنزل بدت متأثرة بذلك وشرعت بالغناء واتفق ذلك مع حضور القبجي الذي علق بعد انهت الاداء:"هذا صوت من الفردوس".عدد من المدونات التاريخية، كما تروي شريفة، تؤكد ان القصبجي لم يصدق اذنية واصطحب عدد من اهل الشان ليسمعوا ما سمع.rnصراع الاخوينفريد لم يكن مسرورا للضوء الذي بدا يتسع حول شقيقته اسمهان، لكن مشاعره فيها خليط من الغبطة لها والانزعاج منها. كانا يتصارعان بين الحين والاخر.وتشير الكاتبة الى فريد كان يتذمر من قدرة اسمهان على حفظ الاغاني والنصوص لمجرد سماعها لمرة او مرتين، بينما هو ينسى هذا الشطر او ذاك.لكن فريد لم يكن يدرك انه لعب دورا في تشجيع اسمهان، لقد كانت تعتبر نفسها تلميذته وانها تتعلم منه الكثير.لكن هذا الصراع لم ياخذ حيزا وبعجا ذا تأثير في سيرة الاخوين، ففي مرحلة اوليةمن حياتهما الفنية طلبا سوية مشورة محمد عبدالوهاب، وكان هذا الاخير مهتما بدارسة التغيرات في التيارات الموسيقية، وكان عارفا باهمية صلة الجمهور بتقنيات الظهور والغناء على حد سواء.وفي منزل عبدالوهاب اخبرهما باهمية السينما بالنسبة للمغنيلدورها في خلق الحمهور، وهنا تقول الكاتبة:"تبادل فريد واسمهان النظرات وفكرا في كلام محمد". لاحقا تبين ان هذا اللقاء حاسم في حياة الاثنين.rnبيئة بطرياركيةفي الحقيقة ان خطوات اسمهان الحثيثة من اجل تحقيق النجاح في عالم ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram