سجل اعترافاته: محمود النمرالتقيته في اتحاد الادباء، بعد ان حضر احدى الاصبوحات الادبية، لم يزل متوقدا، رغم تقادم السنين على الوجه الحداثوي، الشاعر يمسك اللغة لايتعكز عليها، بل يلبسها فستانا مطرزا بالكلمات العذارى اللائي يتمتعن بقوة الجاذبية، لتتكون منهن ّ القصيدة التي وضعت الشاعر على كرسي الاعتراف الاخير ليغرق في البوح.
*هل تتذكر اول كتاب وقع بين يديك واحدث في نفسكَ هزة ً زلزالية، وقادك َالى عالم الادب والمعرفة والجمال .؟-ان اول كتاب قادني الى عالم المعرفة والادب وقلب في الحقيقة حياتي وجعلني افكر في عالم جديد هو كتاب الكاتب الروسي العظيم – ديستوفيسكي – (الجريمة والعقاب ) و انا قرأته بالمصادفة، لأن اختي كانت محامية وجلبت هذا الكتاب لتقرأه كمادة قانونية يدرسونها في كلية الحقوق، وذلك كانت التصورات الاولى الجديدة عن الحياة من قراءة هذا الكتاب وحتى الان ،وهناك مكونات اخرى اهمها الحياة والمحيط والبيئة والناس من حواليك الذين التقيتهم بشكل يومي كانوا في حياتي دافعا مهما لوصولي الى الكتاب والى القراءة الجيدة والتذوق الجديد في حياتي، وهذه المكونات لايمكن ان تعد لانها قوائم طويلة من الشعراء والقصاصين والنقاد والمجلات والكتب وكل هذه المكونات اجتمعت لكلي تحول وعيي من مرحلة الى مرحلة وهذه المثابات تأسس عليها صادق الصائغ .وتحدث عن آخر كتاب مازال عاكفا على قرآءته، هو كتاب للمفكر صادق جلال العظم وهو بعنوان (نقد الفكر الديني) وهي قضايا فكرية تتعلق بالهوية الثقافية للعراقيين وللعرب ،حتى على المستوى العالمي ،والافكار التي تطرح حتى الان ،بين ماهو علماني وبين ما هو ميتافيزيقي وغيبي وما الحلول ؟ وكيف عولجت وكثير من القضايا بشكل تقليدي وسلفي وقلب هذه الحقائق او المعلومات والافكار ،صادق جلال العظم متبنيها تبنيا ستراتيجيا ،والحقيقة هو دائما يوصلك َ الى الاساسيات في الحياة،والتي تتعلق بمسألة الحرية والانسان ،فهذا الكتاب انا اعتبره مهما جدا بالرغم من صدوره منذ زمن بعيد ،والشيء الرمزي الذي اقتبسته منه وهو- لنيتشه - وهم الذين ينظرون اليه صغيرا، هؤلاء غير قادرين على الطيران ،وهو يقصد بذلك المفكرين والحداثيين ،والحقيقة هو هذا التأسيس ،والكتاب مؤسس على هذه الفكرة ،وهي مداخل للحياة الثقافية ، ونقد لاودنيس ونقد لمؤلفات ادور سعيد ،واثارة للعقل العربي حول القراءة الخاطئة لسلمان رشدي ،والكتاب يحمل عنوان – ذهنية التحريم – وهو نقد للفكر العربي في اهم محاوره ،وهي موضوعة الدين والسياسة والاجتماع والفلسفة ،وقد صدر هذا الكتاب في فترة التسعينيات .والكتاب المهم الذي يلازمني في القراءة دائما هي مؤلفات – بورخس – سواء كان شعرا او كتابات اخرى نثرية وهذا الرجل بالنسبة لي قمة لااحد يستطيع ان يتسلقه ،فهو المرجع الذي الوذ اليه.* ما هي آخر مؤلفاتك ..؟- لدي اربعة دواوين واشكو من قلة الناشرين،لاسباب متعددة وكأن حالي حال الاخرين ،مع العلم اني لم اطلب اي مبلغ، ومتى كان الاديب العراقي يعتاش على كتاباته، ولكن عملية النشر هي اعادة لنشر حياتك الشخصية ،وهو اكبر مردود وكذلك الجانب المعنوي وهذا المردود الاكبر، مع العلم اهمية الجانب المادي، ولكن اين تجد الجواب على هذا السؤال؟ لااحد ينظر ولايسمع، والاشكالية قائمة من زمان وليست وليدة الساعة.
صادق الصائغ: قـرأت الـجريـمـة والـعـقـاب بالـمـصادفـة
نشر في: 15 مايو, 2010: 04:24 م