TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > تاريخ الرقابة على الكتب

تاريخ الرقابة على الكتب

نشر في: 15 مايو, 2010: 04:29 م

المحرران تاريخ الكتاب هو ايضا تاريخ العلاقات المعقدة التي اقامتها السلطة دائما مع الذين يكتبونه او يصنعونه. فعلى خط الالتقاء بين السياسي والاجتماعي ، بين الاقتصادي والثقافي كانت الرقابة فاعلا كلي الحضور في تاريخنا .. هذا فصل من كتاب صدر حديثا يتناول تاريخ الرقابة على المطبوعات وظهور فكرة الممنوع على النص المكتوب
مراقبة الكتب قبل المطبعةكانت الكتب في القرون الوسطى تصنع واحداً واحداً "باليد" وكان ذلك "احد شروط الحياة الفكرية" بالتالي انتشار الافكار بواسطة الكتابة، وكان مهنيو الكتاب، النساخ او اصحاب المكتبات موظفين صغارا في الجامعة يتبعون لها على الصعيد الاداري والقضائي وكانوا ينعمون بامتيازات مثل الاعفاء من الضريبة والحراسة ولكنهم كانوا يخضعون لرقابة دقيقة، تمارس عليهم حتى قبل بدئهم بالعمل من خلال اخضاعهم لتحقيق مسبق.بعد القسم ودفع كفالة يصبح موظف الكتب الذي يوصف بالحارس، في مركز نظام تأجير النسخ التي تنجز للمخطوطة-المرجع التي تبقى في حوزة الجامعة، في هذا النظام للاعارة المأجورة، الذي اصبح القاعدة العامة في زمن الكتاب الجامعي والعلماني بدءاً من القرن الثالث عشرن لاتنفصل مراقبة نوعية النص واحترامه عن نوعية الافكار التي يحملها، كذلك تزود الجامعة موظفي الكتب والحراس ونساخهم بالورق الذي اصبح يستعمل اكثر فأكثر في الكتب العادية الى جانب الجلود التقليدية والذي كان يبيعه تجار الورق المحلفون الذين كانوا بدورهم يتمتعون بامتيازات تربطهم بالنظام القائم. اصعب من ذلك مراقبة المخطوطة التي تعطى من قبل الكاتب لاصدقائه الذين ينسخونها ويوزعونها في مابينهم بعض الكتب يمكن ان تؤجر من قبل الكاتب نفسه على شكل نسختين او ثلاث تنجز من قبل محترف خاص في الجامعة وكتب اخرى تسرق او تعار وتنسخ بسرعة من قبل القراصنة الاوائل للنشر، الذين يستطيعون ان يدخلوا عليها كل التشويهات الممكنة، اما دروس الاساتذة فكانت تنسخ من قبل طلاب مأجورين، كتاب التقارير، وتدخل بعد ذلك في النظام المراقب للاعارة المأجورة ولكن الجامعة لم يكن لها سلطة على تدوين الدروس من قبل بعض الطلاب الذين يؤجرونها بعد ذلك في ما بينهم. في جميع الاحوال، هذا الدوران للمخطوطات غير المراقبة، حيث يمكن ان تنزلق بعض الافكار "المهرطقة" لا يمكن الا ان يكون بطيئاً". rnثورة المطبوعاتولدت المطبعة في مايانس في اواسط القرن الخامس عشر وانتشرت في اوروبا بين عام 1470 و1520 كان الطباعون الاوائل يتنقلون كثيراً، وهذا التحرك سرع توزع مراكز الطباعة في مدينة واحدة فرنسية في باريس كانت تملك محترفا عام 1470 (لأن ستراسبورغ التي سبقتها بعشر سنوات لم تكن جزءاً من المملكة)، في عام 1500 اصبح هناك، 36 محترفا في التاريخ نفسه، كانت ايطاليا تملك 75 محترفا والمانيا 52 محترفا وتقدر المطبوعات التي خرجت من المطابع الاوروبية في اواخر القرن منها في باريس وليون. فخلال نصف قرن اذن طبع ما بين عشرة ملايين نسخة وبين خمسة عشر مليون نسخة – بينها الكتب والملصقات والبراءات.rnالحماس والتعلقلم تكن بنى القرون الوسطى لمراقبة الكتاب المخطوط مهيأة بالطبع للثورة المدركة بالاحرى كاكتشاف لتسهيل انتشار المعرفة والكلام المقدس، في عام 1487 كتب ادولف اوكو طبيب مطران اوكسبورغ لاحد المطبعيين بأن "المطبعة انارت فعلاً هذا القرن بفضل رحمة كلي القدرة، ولكن الزوجة المقدسة ليسوع المسيح، الكنيسة الكاثوليكية هي بشكل خاص مدينة لها.. في باريس عمل الطابعون الاوائل الذين جاءوا من المانيا بدعوة من قبل عضوين من الجامعة، على مطبعة اقيمت في مكتبة السوربون، وهكذا ولد "الفن الالهي للمطبعة".. كما كان يسميه جان دولا كاي عام 1689 بالقرب من مدارس اللاهوت في اطار الجامعة وتحت رقابتها، لقرون عدة سوف تدعي الجامعة بأنها هي اصل المطبعة لتبقى سيدة الرقابة. في الواقع كان هناك العديد من الكتب يصدر دونما رقابة، مثلا بين عامي 1798 و1521 من اصل 500 طبعة خرجت من مطابع جوس باد كان هناك ثلاث فقط تحمل اذنا بالطبع من الجامعة. لم يكن كل الناس متحمسين للفن الجديد، لقد لاحظ مارتان لوري عندما درس اصول المطبعة في البندقية انه داخل الجمهور الضيق المعني بالكتاب كانت ردود الفعل متنوعة جدا، تتراوح بن الدعم الحماسي وبين الرفض المطلق..بالنسبة الى دكتور اللاهوت الدومينيكاني من البندقية فيليبو دي ستراتا فالطابعون مشردون وكسالى جهلة، وطموحون الخ.. باغراقهم المدينة بالكتب الرخيصة التي يستطيع شراءها حتى الاطفال، ي عرضون المجتمع والاخلاق للخطر اتهم، فرافيليبو بعض الطابعين بانتاج كتب عن الاساطير الوثنية واشعار جنسية لاتينية، اما الدين فهو مهدد بترجمة "الكتاب المقدس" الى اللغة العامية التي قد تقود الناس البسطاء الى دروب الهرطقة. وهكذا بين الاعوام 1473 و1495 ،اكد راهب دومينيكاني غامض ورجعي من البندقية ثلاث خطايا للمطبعة تبرر خلال خمسة قرون كل اشكال المراقبة، انها تهدد النظام الاجتماعي والاخلاق والدين. بالنسبة الى فرافيليبو يجب منعها، لأنها اسوأ من الدعارة..هذه الانتقادات وجدت صدى لها في قمة التراتيبية الدينية. -منذ عام 1475، تلقت جامعة كولونيا من ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

السحب المطرية تستعد لاقتحام العراق والأنواء تحذّر

استدعاء قائد حشد الأنبار للتحقيق بالتسجيلات الصوتية المسربة

تقرير فرنسي يتحدث عن مصير الحشد الشعبي و"إصرار إيراني" مقابل رسالة ترامب

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram