TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: علي الوردي يستنجد بوزارة الثقافة

العمود الثامن: علي الوردي يستنجد بوزارة الثقافة

نشر في: 23 سبتمبر, 2020: 09:50 م

 علي حسين

الحمد لله انتهت الأزمة بين جمهورية العساكرة الشقيقة ، وبين جمهورية العراق المغلوب على أمرها، فقد أخبرنا الناطق باسم جمهورية العساكرة المتحدة، أن مكتب رئيس الوزراء العراقي قدم اعتذارًا رسميًا لمكتب رئيس وزراء جمهورية العساكرة،

وقد زف الإعلام العساكري البشرى من أن غزو جمهورية العساكرة لدولة العراق "المسكينة" توقف، وأنها صفحت عن جمهورية العراق المارقة التي تعتبر الخطف عملًا إجراميًا، بينما هو في الواقع عمل بطولي .

حاول المرحوم علي الوردي أن ينشر ثقافة مضادة لاثنين، وعاظ السلاطين وشيوخ الطائفية.. لكن كلاهما فيما بعد كان وراء محاربته، لأنه حذر في كتابه "وعاظ السلاطين" من أن يؤمن الناس بأن الحــلَّ لأزمات البلد هو تحويل الشعب إلى قبائل، كل منها تبحث عن مصالحها.

علي الوردي كتب"وعاظ السلاطين" بعد كتابة "مهزلة العقل البشري" الذي أثار عليه وعاظ الخرافة، وهو أول كتاب ينشد فيه الوردي التغيير الذي لايتحقق إلا من خلال نقد مفاهيم اجتماعية تعشّش في الرؤوس منذ قرون. 

سيقول قارئ عزيز يارجل تترك مشاكل البلاد، وتصر على تذكيرنا بأنك تقرأ في الكتب، أنا ياسادة أسعى للتذكير بأننا بحاجة إلى مراجعة لمفاهيمنا حول الثقافة والسياسة والمجتمع والطائفة والدين.. أيها السادة، الحديث عن علي الوردي في هذا الوقت ضروري، فالرجل الذي عانى من سوء الفهم أثناء حياته، تعرض بعد موته للظلم والإقصاء حتى أن عائلته تشكو حالها من خلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ، ولا تجد نصيرًا لها، يكتب الدكتور موفق التكريتي في الفيسبوك أن ابنة علي الوردي "الدكتورة سيناء الوردي"، كتبت له رسالة تقول فيها "سرق بيتنا وسرقت حقوق الوردي الفكرية، فلا دار النشر تدفع لعائلته حقوق النشر المستحقة ولا حتى تسمح لهم بنشر الأجزاء التي لم تنشر من كتاب ملامح اجتماعية من تاريخ العراق.. في هذه البلاد السعيدة حاصرنا علي الوردي حتى في قبره حين طمسنا معالمه ، ولم نكتف بذلك بل ان البعض استولى على داره في الكاظمية وعدم تسليمها للورثة ، ومابين المشهدين المحزنين ، هناك الموضوع الاكثر سخرية ، ألا وهو حقوق الملكية الفكرية والتي لايريد احد في هذه البلاد يعترف بها 

اخبرتنا وزارة الثقافة انها ستقيم مؤتمرا دوليا يحمل اسم الوردي ، وفي رأيي المتواضع ان تحويل بيت على الوردي الى متحف اصبح ضرورة وطنية ، فيما تظل مهمة تقديم كتبه للاجيال مسؤولية وزارة الثقافة . في مصر الدولة الفقيرة ماليا ، شاهدنا كيف وزعت وزارة الثقافة كتب طه حسين وجمال حمدان ورجال التنوير باسعار زهيدة لجمهور القراء ، لتقول لهم هذا هو تاريخكم الفكري والثقافي .اما نحن لانزال ندافع عن العشيرة حتى لو خطفت مواطن .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram