علي حسين
الحمد لله انتهت الأزمة بين جمهورية العساكرة الشقيقة ، وبين جمهورية العراق المغلوب على أمرها، فقد أخبرنا الناطق باسم جمهورية العساكرة المتحدة، أن مكتب رئيس الوزراء العراقي قدم اعتذارًا رسميًا لمكتب رئيس وزراء جمهورية العساكرة،
وقد زف الإعلام العساكري البشرى من أن غزو جمهورية العساكرة لدولة العراق "المسكينة" توقف، وأنها صفحت عن جمهورية العراق المارقة التي تعتبر الخطف عملًا إجراميًا، بينما هو في الواقع عمل بطولي .
حاول المرحوم علي الوردي أن ينشر ثقافة مضادة لاثنين، وعاظ السلاطين وشيوخ الطائفية.. لكن كلاهما فيما بعد كان وراء محاربته، لأنه حذر في كتابه "وعاظ السلاطين" من أن يؤمن الناس بأن الحــلَّ لأزمات البلد هو تحويل الشعب إلى قبائل، كل منها تبحث عن مصالحها.
علي الوردي كتب"وعاظ السلاطين" بعد كتابة "مهزلة العقل البشري" الذي أثار عليه وعاظ الخرافة، وهو أول كتاب ينشد فيه الوردي التغيير الذي لايتحقق إلا من خلال نقد مفاهيم اجتماعية تعشّش في الرؤوس منذ قرون.
سيقول قارئ عزيز يارجل تترك مشاكل البلاد، وتصر على تذكيرنا بأنك تقرأ في الكتب، أنا ياسادة أسعى للتذكير بأننا بحاجة إلى مراجعة لمفاهيمنا حول الثقافة والسياسة والمجتمع والطائفة والدين.. أيها السادة، الحديث عن علي الوردي في هذا الوقت ضروري، فالرجل الذي عانى من سوء الفهم أثناء حياته، تعرض بعد موته للظلم والإقصاء حتى أن عائلته تشكو حالها من خلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ، ولا تجد نصيرًا لها، يكتب الدكتور موفق التكريتي في الفيسبوك أن ابنة علي الوردي "الدكتورة سيناء الوردي"، كتبت له رسالة تقول فيها "سرق بيتنا وسرقت حقوق الوردي الفكرية، فلا دار النشر تدفع لعائلته حقوق النشر المستحقة ولا حتى تسمح لهم بنشر الأجزاء التي لم تنشر من كتاب ملامح اجتماعية من تاريخ العراق.. في هذه البلاد السعيدة حاصرنا علي الوردي حتى في قبره حين طمسنا معالمه ، ولم نكتف بذلك بل ان البعض استولى على داره في الكاظمية وعدم تسليمها للورثة ، ومابين المشهدين المحزنين ، هناك الموضوع الاكثر سخرية ، ألا وهو حقوق الملكية الفكرية والتي لايريد احد في هذه البلاد يعترف بها
اخبرتنا وزارة الثقافة انها ستقيم مؤتمرا دوليا يحمل اسم الوردي ، وفي رأيي المتواضع ان تحويل بيت على الوردي الى متحف اصبح ضرورة وطنية ، فيما تظل مهمة تقديم كتبه للاجيال مسؤولية وزارة الثقافة . في مصر الدولة الفقيرة ماليا ، شاهدنا كيف وزعت وزارة الثقافة كتب طه حسين وجمال حمدان ورجال التنوير باسعار زهيدة لجمهور القراء ، لتقول لهم هذا هو تاريخكم الفكري والثقافي .اما نحن لانزال ندافع عن العشيرة حتى لو خطفت مواطن .