TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: النضال على طريقة عزت الشابندر

العمود الثامن: النضال على طريقة عزت الشابندر

نشر في: 26 سبتمبر, 2020: 10:04 م

 علي حسين

جميلة وظريفة وممتعة الديمقراطية العراقيّة، خصوصًا حين يخوض سدنتها نقاشًا بيزنطينيًا حول من قام بالتغيير، يلحقه نقاش سنسكريتي عن شكل ولون هذا التغيير الذي اخبرنا "العلامة" عزت الشابندر بأنه من قاد التغيير، ففي تغريدة كوميدية على موقعه في تويتر كتب الشابندر:

" أن الولايات المتحدة لم يكن لها فضل على العراق في إسقاط صدام ، اُخاطب غير المطّلعين والجَهَلَة، وأيضا مرتزقة السفارات والسفلة الذين يمُّنون بفضل أمريكا على المعارضة عودتها".

منذ أن ظهر عزت الشابندر من على شاشة التلفزيون ونحن منشغلون بقضيتين، الأولى أن نثبت للعالم أنّ الإمبريالية تمنع الحكومات العراقية من جمع القمامة من الشوارع، وتوزيع الحصة التموينية على الفقراء، وتطوير التعليم. والثانية هي أين نضع عزت الشابندر؟ ولماذا رفضت أمريكا أن يجلس على كرسي رئاسة الوزراء برغم شعبيته الكاسحة وخروج الجماهير تهتف بحياته ، في الوقت نفسه تتمدد مأساة المواطن العراقي ليضعوه في نهاية الأمر في مقايضة ساذجة: العودة إلى حكومة التوازن الطائفي، أو الذهاب إلى كواتم الصوت والخطف، وفي الفضائيات يخرج علينا كل دقيقة "كسينجر" من عينة عزت الشابندر ليشير بإبصبعه إلى أن الحل معه وحده.

سيقول البعض يارجل تدّعي اليسار وحين تضرب مثلًا تذهب باتجاه مُنظّر الإمبريالية العالمية، ولكن ياسادة العالم يتغير من حولنا ونحن "محلّك سر". 

في كل مرة تضعنا أحزاب السلطة أمام خيارين لا ثالث لهما، إما التسبيح بحمد الوضع السياسي ، أو وضعنا في خانة أعوان ترامب!!، ربما يقول البعض: يا رجل هل أنت سعيد بما تفعله أميركا؟.. ياسادة أنا ومعي ملايين العراقيين لم نطالب الأميركان بغزو بلادنا، ولم نرحب بهم.. الذين ملأت الفرحة وجوههم هم الذين استقبلوا جورج بوش بالأحضان والابتسامات، ومنحوا رامسفيلد سيفًا ذهبيًا.. عندما اقرأ بيانات بعض النواب وهي تطالب بقطع رقبة ترامب، أتذكر لافتة رفعها أحد المتظاهرين في واحدة من جُمع الاحتجاجات ، فقد اكتشف الرجل أن أميركا خدعته بمشروعها الديمقراطي حين سلمت البلاد لأناس يتحسسون سلاحهم كلما سمعوا كلمة ثقافة فكتب ثلاث كلمات اختصر فيها كل معاناته وكانت: "طاح حظك أمريكا".

اليوم أردد مع المتظاهر المسكين "طاح حظك أمريكا" ثانيًا وثالثًا ورابعًا وإلى ما لانهاية لأنها سلمت البلاد إلى سياسيين البعض منهم يمزج الكوميديا بالسياسة، وآخرون حفروا أسماءهم بحروف من نور في سجل التصريحات الغريبة والمثيرة، يحتاج المرء ليكون ساذجًا تمامًا وربما غبيًا لأقصى درجة ليصدق "الأسطوانة المشروخة" التي يرددها البعض عن طرد الأميركان من العراق، فالناس تدرك جيدًا أن معظم ساستنا لا ينامون قبل أن يطمئنوا على رضا السفير الأميركي.. ولهذا أخشى أن يتوقف مجلس النواب الحكومة عن إنتاج حلقات البرنامج المثير "عزت شو".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram