علي حسين
منذ أن اختفى "الكوميديان" عباس البياتي لم نعثر على مشهد كوميدي يريح النفس، حتى قبل يومين القيادي في المجلس الأعلى جلال الدين الصغير، وهو يسخر من شاب مختطف، جريمته الوحيدة أنه خرج ليرفع شعار لا للفساد، وذكر أهالي ذي قار بأن من واجبهم أن وقفوا وقفة رجل واحد في الدفاع عن مدينتهم وأمنهم ومستقبل أبنائهم..
الصغير وكعادته تعامل بحزبية مع الأمر، متهما المتظاهر المخطوف سجاد العراقي بأنه كان يمارس أفعالًا غير أخلاقية، ولهذا تم اختطافه للقصاص منه.. خيال عظيم، كان يمكن أن يصنع من الصغير روائيا ينافس المرحوم ماركيز في قصصه العجيبة، هل هناك تفسير معقول لهذا الخطاب السياسي "المريض" الذي يظهر في الأزمات؟، سيقول البعض يارجل لماذا لا تعذر جلال الدين الصغير الذي يحاول دائمًا الاندماج في الأدوار الكوميدية، إلّا أنّ المثير هو الأدوار التي تخرج عن الخط الكوميدي لتذهب باتجاه المأساة.
المؤسف، دائمًا، أنّ البعض ينسى، أو يجهل، في خضمّ الحماسة لهذا الحزب أو ذاك أو الولاء لهذا الزعيم، مصير بلد بأكمله عانى ويعاني من "هلوسات" السياسيين.
ولأنني مثل ملايين العراقيين أعرف أن السيد جلال الصغير ومعه مشعلي فتن الطائفية سيستخدمون حكاية سجاد مادة في جلسات السمر، وسيخلدون بعدها إلى النوم العميق، بعد أن يوهموا العراقيين بأنهم اكتشفوا الحقيقة، وأن هذه الشاب أراد أن يضحك على العراقيين، بدليل أنه يمارس افعال منافية للاخلاق ويدعي انه ثائر ومنتفض ضد الفساد ولهذا كان لا بد من أن تكشف مؤامرته التي تريد تعطيل عجلة الإعمار وبناء ناطحات السحاب في الناصرية.
في كل ظهور على موقع اليوتيوب ، منذ ان جلس على كرسي البرلمان ، يبدو جلال الدين الصغير في حالة من الإنفعال ، تجعله يتصرف، وكأنه يخوض حربه الأخيرة مع العراقيين .الأداء المشحون بكل عناصر الكذب والخديعة والغضب الذي يسيطر عليه ، وهو يتحدّث عن قضية المختطف سجاد العراقي، يجسد مرحلة هي الأوضح والأخطر في انحيازه ضد الشعب ، مما يدفعه إلى أن يتورّط في استعمال مفرداتٍ مضحكة مثلما " النستلة " ، الأمر الذي يجعله يُفرط في الكوميديا ، وادعاء القدرة على إخضاع كل من يفكر في رفض الخراب الذي عم بالعراق .
يكتب آينشتاين أن الكذب هو كل ما لدى الإنسان الفاشل، فهو يتصور أنه يستطيع خداع الناس بأن يحاول صرف أنظارهم عن الحقيقة، ليستبدلها بمنطق الخرافة، وإلّا كيف تسنّى للسيد الصغير أن يعرف أن المخطوف يمارس افعالا منافية للاخلاق ؟ للأسف يعتقد الصغير أن الإصرار على الكذب والإكثار منه يحوله إلى حقيقة. إلا إذا كان يريد أن يلقب بالشيخ غوبلز.
جميع التعليقات 2
جاسم سايه
استاذ حسين هل انت متأكد بان هذا الصغير الذي يشع غباء يعرف من هو غوبلز مع التحية
مالك حسن
الصغير يبقى صغيرا ...ماذا تترجى ممن لقبه الصغير ؟؟؟ههههه حرام تترجى منه اكثر من حجمه