وديع غزوانلم يكن سهلاً على إقليم كردستان الوصول الى هذا الموقع المتميزفي علاقاته مع دول العالم , بعد كل ما تعرضت له القضية الكردية من تشويه وظلم امتدا لحقبات طويلة من الزمن . ولسنا بحاجة الى نكأ جراح الماضي لنتعرف على مقدار الحيف الذي لحق بالكرد من اطراف متعددة ,
لانه غير مخفي على احد , لكننا مضطرون للمرور عليه ولو بشكل عابرلتأكيد الدور المتميز والاستثنائي للإقليم في رسم خريطة العلاقات مع العالم بمختلف اوجهها , وبشكل خاص بعد 2003 .كانت نظرة الكثيرللقضية الكردية , اذا ما اخذنا المسألة بحسن نية , مضللة ومشوهة , وتم تضييق الخناق عليها وخلق العراقيل امامها حتى في مجال ابداء الرأي , وزاد من سوء الامر تعامل البعض معها على وفق مصالح انانية ضيقة , وكان على قادة الحركة الكردية وعناصرها التعامل بحذروعقلانية والاتجاه الى بناء علاقات متطورة مع الاحزاب والمنظمات بدلأ من الحكومات واستثمارها قدر المستطاع في ابقاء جذوة المطالبة بالحقوق المشروعة متقدة . وازاء هذا الوضع تصور البعض ان يتخذ مسؤولو الإقليم موقفاً متشنجاً بعد 2003 من الانظمة التي دارت ظهرها له وتنكرت له حتى ولو بكلمة حق في اصعب الظروف , غير ان الكرد تجاوزوا كل ذلك وتعاملو بانفتاح حتى مع من ناصبهم العداء في مرحلة من المراحل فاستحقوا بجدارة احترام دول العالم علاوة على الاحزاب والمنظمات الديمقراطية التحررية التي باتت تسعى جاهدة لتطوير علاقاتها مع كردستان.وفي الوقت الذي حرص الإقليم على الاستفادة من علاقاته الاميركية والاوروبية لتحقيق ما يصبو اليه من نهضة وتقدم ,فانه سعى الى فتح ماكان موصداً من ابواب حاول البعض جعلها حاجزاً امام تطوير علاقاته مع المحيط العربي , سعي اثمر عن تبادل الزيارات بمختلف المستويات والمشاركة في عدد من المعارض التجارية والفنية. صحيح ان الطابع الغالب على هذه العلاقات تجاري واستثماري غير ان هنالك مؤشرات على توسعه ليشمل مناحي اخرى من بينها السياسية .ان النظرة الفاحصة لطبيعة ما حققه إقليم كردستان من علاقات تشير الى النظرة الجديدة من كثيرمن دول العالم للكرد وهي ( دلالة على ان هذا الشعب مسالم ولم يلجأ الى السلاح او ممارسة العنف والتخريب في اي مرحلة , بل على النقيض من ذلك سعى دوماً الى حل مشاكله ومعضلاته مع الحكومة عبر الحوار المنطقي والعقلاني .. ولم يلجأ الى السلاح الا دفاعاً عن وجوده وبقائه وهويته القومية) , بحسب ما ذكره رئيس حكومة كردستان السابقة نيجيرفان بارزاني في موضوع كتبه في 2008 بعنوان كردستان الملاذ الآمن للجميع .ان زيارات الوفود السياسية والتجارية الممثلة لدول اوروبية واقليمية وعربية المستمرة الى إقليم كردستان وحرصها على تبادل الرأي مع مسؤولي الإقليم هي محط فخر واعتزاز لكل عراقي , لان محصلتها النهائية تصب في مصلحة العراق ككل , وهي درس للبعض على ما يمكن ان يحققه الاستقرار وسياسة التعايش ومعالجة الازمات السياسية بروح ديمقراطية حقة وواقعية .
كردستانيات: كردستان والعالم
نشر في: 15 مايو, 2010: 05:30 م