اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: المأساة لم تعد تعني أحداً

العمود الثامن: المأساة لم تعد تعني أحداً

نشر في: 29 سبتمبر, 2020: 09:34 م

 علي حسين

غريبة أخبار هذه البلاد، بينما تصدّر خبر مقتل مواطن أمريكي أسود من قبل رجل شرطة الصفحات الأولى، ومقدمات نشرات الأخبار في دولة "الإمبريالي" ترامب، وخرج الشعب في تظاهرات لم تشهدها أمريكا في تاريخها تطالب بالقصاص من القاتل ومن جميع أفراد الشرطة ،

ينزوي خبر موت عائلة عراقية تحت أنقاض صاروخ تلوح به أحزابنا ليوم الضيق، في ركن مهمل من نشرات الأخبار واهتمام البرلمان، فيما الشعب لا يزال يتفرج على المأساة ، ويراهن كل فريق على " طائفته " بانها ستنقذه من شرور" الطائفة " الاخرى !!.

لا أنباء، فنحن الشعب الوحيد الذي لا يراد له أن يهدأ، لم نعد أكثر من أرقام في خطابات البرلمانيين، فيما ثلث الشعب تحت خط الفقر، والحكومة تبشّرنا بأنّ السلاح سيُصبح بيد الدولة حصرًا، أما الأحزاب فالسلاح مزدهر عندها بجميع أنواعه: قنابل يدويّة، رشاشات، صواريخ، وأيضًا مدرّعات إذا تطلّب الأمر. يا سادة "السلاح بيد الدولة"هذا أقصى ما تتمنّاه الحكومة، وأقصى ما نُفرح به هذا الشعب الذي ظلّ ساهرًا ليعرف ماذا سيقول البرلمان عن ضحايا الرضوانية، إنسوا أنّ الأجهزة الأمنية طبّقت بامتياز حكمة "لا أرى لا أسمع لا أتكلّم". يكره مسؤولونا الأرقام إلّا أرقام التأييد، وحسابات البنوك والسيطرة على المشاريع والمقاولات.. كلّ أرقام أخرى تتعلق بالاستقرار والتنمية بناء البلد مرفوضة ومكروهة، لأنها جزء من المؤامرة الدولية على التجربة الديمقراطية في العراق!.

كما نرجوك أن تلاحظ أنّ البعض لا يرى أيّ غضاضة في أن يهتف باسم دول الجوار بأعلى صوته، ويعلن الولاء الكامل لها، وكلّ ما هو خلاف ذلك في حاجة إلى رخصة من أصحاب السيادة! سبعة عشر عامًا والبعض لا يريد للعراق أن يصبح دولة مستقلة، منذ أيام والجميع ينتظر الإذن من إيران لتشكيل الحكومة العراقية، وحواس الكثير من الساسة متيقظة لمتابعة ما سيقوله السلطان أردوغان عن الوضع العراقي، ولكن المواطن العراقي مغيب يحضر فقط في أخبار العبوات الناسفة والأسلحة الثقيلة التي أصبحت تأتينا من كل عشيرة وتجمع قبلي.

في ظل هكذا إصلاح تصبح السياسة في العراق كأنها أوراق متناثرة من الشعارات والخطب الكوميدية، فلا واجبات ولا مسؤوليات تجاه هذا الشعب، بل "منـَّـة" اذا تنازل المسؤول وتمشى وسط حماياته في أحد الشوارع، و"منـَّة" إذا تواضع وتحدث مع الناس عبر سياج من الحمايات المدججين بالسلاح، و"منـَّة" إذا تكرَّم وحضر اجتماعًا للبرلمان يناقش قانونًا يهم الملايين، و"منـَّة" إذا وافق على أن يصافح المختلفين معه في الرأي! ، كفى بك داء أن ترى الموت شافيًا، قالها المتنبي قبل ألف عام وهو يردّ على وعود الحكام. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

 علي حسين تنقل لنا الأخبار، بين الحين والآخر، عدداً من البشارات أبرزها وأهمها بالنسبة لهذا الشعب " البطران " هو الاجتماع الأخير الذي عقده الإطار التنسيقي ، وفيه أصدر أمراً " حاسما "...
علي حسين

قناطر: الجامعة العراقية وفخرية الدكتوراه لضياء العزاوي من لندن

طالب عبد العزيز تنهدم البلدان بتخليها عن تقاليد شعوبها، وقد أثبتت التجارب في المجتمعات العريقة المحتفظة بتقاليدها أنَّ ذلك هو الصواب. ولسنا في وارد الحديث عن التقاليد، أيِّ تقاليد إنما ما هو حياتيٌّ، ونبيلٌ،...
طالب عبد العزيز

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

د. اسامة شهاب حمد الجعفري يحتل قانون الاحوال الشخصية في حياة الفرد مركزا حساساً لارتباطه ارتباطاً وثيقاً بتنظيم حياته الاسرية وتعلقه بمعتقدات الفرد ومركزه الاجتماعي. فمن الطبيعي جداً ان تتجاذبه الاراء خاصة وانه اضاف...
د. اسامة شهاب حمد الجعفري

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

د. طلال ناظم الزهيري في عالم محكوم بالصراع والتنافس، تظهر مفاهيم وممارسات جديدة تقود هذا التنافس وتتحكم في إيقاعه لصالح طرف أو آخر. واليوم، ومع المد الجارف لمواقع التواصل الاجتماعي ودورها المؤثر في تشكيل...
د. طلال ناظم الزهيري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram