صادق الطريحي
أحبّكِ بابلَ ..
أنتِ الشّريعةُ، إذْ لا شريعةَ ..
تَعرفُ فقهَ التّغزّل بالمُؤمِناتْ
وأنتِ مِنَ المُؤمِناتِ الجميلاتِ عندَ الإلهْ.
أحبّكِ بابلَ ..
ليسَ لأنّكِ ظلُّ الإلهِ على الأرضِ ..
أنتِ ابتداءُ تلقّي النّبيّاتِ للنّصّ ..
قربّ الفراتْ.
أحبّكِ بابلَ ..
أنتِ النّبوءَةُ ..
إنّ السّوادَ لنا ..
هو بُستانُ آبائِنا الأوّلين
وأمّا قريشُ، فسارِقةٌ ناكِرةْ!!.
أحبّكِ بابلَ ..
ليسّ لأنّكِ بسملةُ اللهِ ..
أنتِ الكتابُ المجيدُ الذي يسمعُ النّاسُ ..
آياتهِ منذُ فجرِ النّزولْ
وأنتِ الزّمانُ الذي لا يفارقهُ الوحيُ ..
أنتِ الوجُودْ.
أحبّكِ بابلَ ..
ليسَ لأنّكِ وجهُ النّساءِ القتيلاتِ ..
ليسَ لأنّكِ عَشتارُ في العالمين
وليسَ لأنّكِ مريمُ ..
أنتِ (رهامُ)* التي قتلوها،
وما قتلوها، وشُبّهَ ذلكَ للقاتلين.
أحبّكِ بابلَ ..
أنتِ الرّداءُ الجميلُ الذي أرتديهِ
فلمْ يَدنَسِ اللؤمُ عِرضي
ولكنّما البدوُ باعوا أضالِعَنا للرّمالْ.
أحبّكِ بابلَ ..
يا أوّلَ القُبلاتِ،
ويا آخرَ القُبلاتِ،
أحبّكِ، أنتِ اتّساعُ المقولاتِ ..
في الحُبّ، والعِشقِ، والمَوتِ ..
أنتِ الشّرابُ المُباركُ ..
في جنّةِ اللهِ للمؤمنينْ
وأنتِ الحديثُ الشّريفُ
(بُعثتُ لأكمِلَ نَشرَ القَصيدةِ للقارئين).
أحبّكِ بابلَ ..
إنّي أحبّكِ، رغمَ التّشتّتِ بالصّوتِ ..
إنّ لإيقاعِ نهرِكِ ..
إيقاعَ سبعِ السّماواتِ والأرضِ ..
موحيةً للسّواد
وإنّ لإيقاعِ صوتِكِ ..
إيقاعَ فلّاحةٍ في الجنوبِ الخصيبْ
تندنُ أغنيّةَ العاشِقاتْ.
أحبّكِ بابلَ ..
ليسَ لأنّكِ راعيةُ النّصّ ..
ليسَ لأنّكِ أبهى المسلّاتِ ..
أنتِ النّصوصُ المشيّدةُ العاليةْ.
أحبّكِ بابلَ ..
ليسَ لأنّكِ شينُ الشّهادةِ ..
ليسَ لأنّكِ شينُ الحبيبةِ ..
أنتِ الحروفُ المقدّسةِ السّاميةْ.
أحبّكِ بابلَ ..
ليسَ لأنّكِ بابُ الحضارةِ ..
أنتِ الحضارةُ، والأمّةُ النّاجيةْ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رهام يعقوب، المقتولة اغتيالًا في البصرة، آب،2020.
جميع التعليقات 2
كاظم جواد المنذري
قصيدة رائعة تستحق القراءة بتامل ...بعيدة عن التكلف ..كلماتها بسيطة المعنى ..يلفت الانتباه الى حدث معاصر كي لا ينسى ويندثر ..ويعتني الشاعر بتراثنا ويفتخر ...تحية للطريحي البابلي الاصيل
صادق الطريحي
شكراً جزيلاً للأستاذ الباحث كاظم جواد المنذري على شهادته النقدية وهو القارئ المتذوق للشعر