علي حسين
بالأمس تلقيت رسالة من قارئ عزيز يعاتبني فيها، لأنني ذكرت الإعمار في دبي، واحتفال الإمارات بالمهاتما غاندي، ونسيت القضية الفلسطينية، وقبل أن اتهم بأنني من دعاة "الإمبريالية" أود أن ألفت نظر القارئ العزيز إلى أنني مواطن عراقي يؤمن بالقضية الفلسطينية وبحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة،
وأعشق أشعار محمود درويش، ولا تزال روايات أميل حبيبي تسحرني، فيما تحتفظ مكتبتي بكل مؤلفات غسان كنفاني الذي لايزال في نظري حاضرًا يعيش ويقاتل بالكلمة.. والحمد لله أنا مواطن بسيط يحلم بالرفاهية لكل الشعوب، ولم أصفق يومًا لحكومة "الفيلسوف إبراهيم الجعفري" التي أصدرت قرارًا غير إنساني بتجريد الفلسطينيين المقيمين في العراق من الحقوق والامتيازات كافة الممنوحة لهم منذ عام 1948.
عاش العالم العربي في ظل الاستعمار الذي ترك لنا أكبر مأساة تعرض لها شعب وأعني المأساة الفلسطينية، غير أنه ترك لنا أيضًا انقلابات وحكومات " ثورية " كانت ذريعتها الوحيدة لاضطهاد الشعوب هي قضية فلسطين التي يرفع شعارها الثوار الكذبة الذين وصفهم مظفر النواب أصدق
هناك رجال دولة ورجال سياسة. رجال ضمائر، ورجال رغبات، ويبدو أن جماعتنا اختاروا الرغبات، لأنّ رجل الدولة الحقيقي، يكون نزيهًا وعاقلًا والعاقل هو الذي يجد أنه من المعيب أن يعيش مواطن بلا مسكن في بلاده، مثلما فعل الشيخ زايد الذي فتح أبواب التنمية والتسامح على جميع مصاريعها، وكنت كلما أشاهد حركة الإعمار في الإمارات العربية يُخيّل إلي أنني أنظر إلى واحدة من دول أوروبا، وفي المقابل عشنا مع ساسة تحركهم رغباتهم، ويصرون على أن هذا الشعب ناكر للجميل حين تركنا ساستنا ونوابنا وحدهم يدفعون باتجاه أن يحتل العراق المركز رقم "1" فيما نحن نقلب في دفاتر حكومة علاوي والجعفري والمالكي والعبادي وعادل عبد المهدي ، عسى أن نعثر لها لا سمح الله على أخطاء ما ارتكبتها سهوًا في زحمة المنجزات الكبيرة التي قدمتها لهذا الشعب الجاحد، كيف تسنى لنا أن ننسى البلاء الحسن لهذه الحكومات في حروبها على الفساد والمفسدين؟، وإصرارها على التنمية والعدالة الاجتماعية؟، أمضى ساستنا في الحكم سبعة عشر عامًا والنتيجة أنهم وقفوا في وجه فتاة تحمل شهادة دكتوراه نووية رفضت جامعة أهلية منحها فرصة عمل من دون تزكية من أحد رجال الدين المتنفذين في النجف ، وبرغم مأساة الفتاة ، تطوعت نائبة " همامة " فخرجت علينا لتقول إن الفتاة ليست من جمهورية النجف، وإنما هي من دولة الديوانية، وإنها مدفوعة الثمن.. وتختتم النائبة خطابها الثوري بعبارة "صوجنة إحنه" نعم يا سيدتي النائبة "صوجكم" لأنكم دللتم هذا الشعب كثيرًا.