اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: دولة أردوغان

العمود الثامن: دولة أردوغان

نشر في: 7 أكتوبر, 2020: 11:05 م

علي حسين

ماذا يحصل لنا نحن معشر الكتاب عندما نرى العالم يتغير بين ليلة وضحاها، بينما نحن منشغلون بتصريحات النائبة عالية نصيف بضرورة الحفاظ على الثروة الوطنية من " السبيس " ، تخيل جنابك ان عالية نصيف صمتت سنوات على اهدار نوري المالكي لأكثر من نصف ترليون دولار ضاعت في مشاريع وهمية ، بل انها لا تزال تصرخ في وجه كل من تسوِّل له نفسه أن يسأل اين اختفت الميزانيات المليارية ؟ ،

فالسيدة عالية تعتقد ان رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي يتعرض الى مؤامرة امبريالية تقودها الماسونية العالمية . ماذا تفعل عزيزي القارئ  عندما تجد ساسة وبرلمانيون يتباهون بعلاقتهم مع مستبد مثل أردوغان ؟ ، تخيل اردوغان الذي يعتقل أكثر من 160 ألف مواطن لمجرد الشكّ في أنهم لا يحبونه ويطرد عشرات الآلاف من وظائفهم لأنهم يقفون بالضد من قراراته القرقوشية.. والرئيس التركي الذي يُظهر تعاطفاً معلناً مع التنظيمات المتطرفة ، هو أكثر من أرسل للعراق أفواجا من الدواعش ، وأيضاً لا تزال قواته تحتل أرضا عراقية ، يصبح شخصا محبوبا عند بعض النواب ، بل ان عددا من الأخوة  النواب التركمان عقدوا اجتماعًا في أنقرة برعاية أردوغان قبل أن يدخلوا قبة البرلمان العراقي !

منذ سنوات لا يمر يوم على المواطن العراقي ، إلّا ويجد خبراً عاجلاً يؤكد أصحابه أنهم منحوا سلطان أنقرة 24 ساعة لسحب قواته من العراق ، وعشنا مع تحذيرات الجعفري تحوّلات كبرى ابتدأت بالساعات ثم تحولت إلى أشهر ، وفوجئنا أخيراً أن هذه التحذيرات أصبحت من الماضي

من يراجع سياسة تركيا منذ ان جلس اردوغان على كرسي السلطة واخذ يحلم باعادة امجاد الخلافة العثمانية ، سوف يجد خليطا عجيبا يدور في فلك السلطان العثماني ، اخوان مصر الذين يكرهون بلادهم  ، التنظيمات المتطرفة في سوريا وليبيا  ، وسوف يجد دولة مثل قطر تصرف المليارات من اجل بث الحياة في دولة الخلافة العثمانية  ، ووسط هذه الصورة يجلس اردوغان مزهوا بجيوشه التي يحركها في العراق وليبيا وسوريا ، وفي الوقت الذي تتهاوى فيه الليرة التركية ، يقدم السلطان التركي مساعدات مالية لأذربيجان لاشعال فتيل الحرب في المنطقة .

خذ الوطنية كما يفهمها اردوغان ، فقد هدد وتوعد بتحرير القدس ، في الوقت الذي يقيم فيه علاقات مفتوحة مع إسرائيل ، بالإضافة إلى ضخامة التبادل التجاري بين انقرة وتل ابيب .. طبعا عزيزي القارئ انت لم تتعجب ، او تستغرب ، فقد شاهدت في الفضائيات الرئيس التركي وهو ينقل المرتزقة من سوريا الى ليبيا لتوسيع حدود دولة الخلافة ، ويصر على استكمال الطريق إلى ما يعتقد انها ديار أجداده في العراق ومصر وليبيا وسوريا .

اما نحن في هذه البلاد فسنظل ننظر الى اليد الايرانية في العجين العراقي، كما نرى أن تركيا التي تحاول ان تتجاهلنا، تصر على ان لا يرحل " الدواعش  " عن حدودنا إلى أي مكان اخر .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

 علي حسين تنقل لنا الأخبار، بين الحين والآخر، عدداً من البشارات أبرزها وأهمها بالنسبة لهذا الشعب " البطران " هو الاجتماع الأخير الذي عقده الإطار التنسيقي ، وفيه أصدر أمراً " حاسما "...
علي حسين

قناطر: الجامعة العراقية وفخرية الدكتوراه لضياء العزاوي من لندن

طالب عبد العزيز تنهدم البلدان بتخليها عن تقاليد شعوبها، وقد أثبتت التجارب في المجتمعات العريقة المحتفظة بتقاليدها أنَّ ذلك هو الصواب. ولسنا في وارد الحديث عن التقاليد، أيِّ تقاليد إنما ما هو حياتيٌّ، ونبيلٌ،...
طالب عبد العزيز

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

د. اسامة شهاب حمد الجعفري يحتل قانون الاحوال الشخصية في حياة الفرد مركزا حساساً لارتباطه ارتباطاً وثيقاً بتنظيم حياته الاسرية وتعلقه بمعتقدات الفرد ومركزه الاجتماعي. فمن الطبيعي جداً ان تتجاذبه الاراء خاصة وانه اضاف...
د. اسامة شهاب حمد الجعفري

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

د. طلال ناظم الزهيري في عالم محكوم بالصراع والتنافس، تظهر مفاهيم وممارسات جديدة تقود هذا التنافس وتتحكم في إيقاعه لصالح طرف أو آخر. واليوم، ومع المد الجارف لمواقع التواصل الاجتماعي ودورها المؤثر في تشكيل...
د. طلال ناظم الزهيري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram