علي حسين
ماذا يحصل لنا نحن معشر الكتاب عندما نرى العالم يتغير بين ليلة وضحاها، بينما نحن منشغلون بتصريحات النائبة عالية نصيف بضرورة الحفاظ على الثروة الوطنية من " السبيس " ، تخيل جنابك ان عالية نصيف صمتت سنوات على اهدار نوري المالكي لأكثر من نصف ترليون دولار ضاعت في مشاريع وهمية ، بل انها لا تزال تصرخ في وجه كل من تسوِّل له نفسه أن يسأل اين اختفت الميزانيات المليارية ؟ ،
فالسيدة عالية تعتقد ان رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي يتعرض الى مؤامرة امبريالية تقودها الماسونية العالمية . ماذا تفعل عزيزي القارئ عندما تجد ساسة وبرلمانيون يتباهون بعلاقتهم مع مستبد مثل أردوغان ؟ ، تخيل اردوغان الذي يعتقل أكثر من 160 ألف مواطن لمجرد الشكّ في أنهم لا يحبونه ويطرد عشرات الآلاف من وظائفهم لأنهم يقفون بالضد من قراراته القرقوشية.. والرئيس التركي الذي يُظهر تعاطفاً معلناً مع التنظيمات المتطرفة ، هو أكثر من أرسل للعراق أفواجا من الدواعش ، وأيضاً لا تزال قواته تحتل أرضا عراقية ، يصبح شخصا محبوبا عند بعض النواب ، بل ان عددا من الأخوة النواب التركمان عقدوا اجتماعًا في أنقرة برعاية أردوغان قبل أن يدخلوا قبة البرلمان العراقي !
منذ سنوات لا يمر يوم على المواطن العراقي ، إلّا ويجد خبراً عاجلاً يؤكد أصحابه أنهم منحوا سلطان أنقرة 24 ساعة لسحب قواته من العراق ، وعشنا مع تحذيرات الجعفري تحوّلات كبرى ابتدأت بالساعات ثم تحولت إلى أشهر ، وفوجئنا أخيراً أن هذه التحذيرات أصبحت من الماضي
من يراجع سياسة تركيا منذ ان جلس اردوغان على كرسي السلطة واخذ يحلم باعادة امجاد الخلافة العثمانية ، سوف يجد خليطا عجيبا يدور في فلك السلطان العثماني ، اخوان مصر الذين يكرهون بلادهم ، التنظيمات المتطرفة في سوريا وليبيا ، وسوف يجد دولة مثل قطر تصرف المليارات من اجل بث الحياة في دولة الخلافة العثمانية ، ووسط هذه الصورة يجلس اردوغان مزهوا بجيوشه التي يحركها في العراق وليبيا وسوريا ، وفي الوقت الذي تتهاوى فيه الليرة التركية ، يقدم السلطان التركي مساعدات مالية لأذربيجان لاشعال فتيل الحرب في المنطقة .
خذ الوطنية كما يفهمها اردوغان ، فقد هدد وتوعد بتحرير القدس ، في الوقت الذي يقيم فيه علاقات مفتوحة مع إسرائيل ، بالإضافة إلى ضخامة التبادل التجاري بين انقرة وتل ابيب .. طبعا عزيزي القارئ انت لم تتعجب ، او تستغرب ، فقد شاهدت في الفضائيات الرئيس التركي وهو ينقل المرتزقة من سوريا الى ليبيا لتوسيع حدود دولة الخلافة ، ويصر على استكمال الطريق إلى ما يعتقد انها ديار أجداده في العراق ومصر وليبيا وسوريا .
اما نحن في هذه البلاد فسنظل ننظر الى اليد الايرانية في العجين العراقي، كما نرى أن تركيا التي تحاول ان تتجاهلنا، تصر على ان لا يرحل " الدواعش " عن حدودنا إلى أي مكان اخر .