إياد الصالحيللأسف ان اكثر ما تعانيه الكرة العراقية في مسألة تحضير المنتخب الوطني لكرة القدم لاستحقاق خارجي قبل مدة وجيزة من المشاركة فيه ، إرباك مسؤولي اتحاد الكرة للوسطين الإعلامي والجماهيري بجملة من التصريحات والتكهنات وطرح خيارات عدة لكيفية تسمية مدرب كبير للمنتخب عبر تشكيل لجنة فنية
خاصة بالمنتخبات لخلط الأوراق واستنزاف الجهود وقتل المزيد من الوقت في حلقة فارغة كشفت لنا في تجارب سابقة ان هذا المنتخب لن يعرف خباياه غير أهله وكما يقول المثل العراقي المأثور ( ما حك جلدك مثل ظفرك)!وفي الوقت الذي انهمكت لجنة المنتخبات الوطنية بشخوص اعضائها د.قاسم لزام ود.صالح راضي ود.كاظم الربيعي وباسل مهدي وحكيم شاكر في اجتماعات متواصلة منذ شهر للتوصل الى الخيار الأنسب في قضية ايهما اصلح لتدريب المنتخب ( المحلي ام الأجنبي) ، فإن العجالة اسقطت اللجنة في ورطة الكشف عن أسماء ستة مدربين أجانب معظمهم مرتبط بالتزام رسمي مع اندية ومنتخبات لا ندري ما المغزى من تداول اسمائهم في ندوة ( السدير) ؟فالمدرب التشيكي ميلان ماتشالا وصل الكويت مساء الخميس الماضي لتوقيع عقده مع ادارة نادي كاظمة بقيمة 250 الف دولار لمدة عامين قابلين للتجديد مع راتب شهري قدره 15 الف دولار وتأمين سيارة وسكن له بحكم ارتباطه بعلاقات وثيقة مع اسرة النادي حيث سبق ان قاده قبل سنوات ويعتزم المباشرة معه مطلع حزيران المقبل.أما المدرب البرازيلي باولو اتوري فقد عاد الى نادي الريان القطري في ايلول 2009 ويواصل نجاحاته مع (الرهيب) الذي خاض امس مباراة نهائي كأس امير قطر بعد مشوار متميز مع الريان ، وينتهي عقده في موسم 2011 – 2012 ، واعتقد ان ادارة النادي اكثر تمسكا به اليوم بعد ان اسقط كبار اندية دوري النجوم مثل لعبة ( الدومينو) !وبخصوص المدرب الصربي بورا ميلوتينوفيتش صاحب الابتسامة الخجولة التي تخفي وراءها تفسيرات غامضة ، فانه لم يوفق بعد انتهاء مهمته مع منتخبنا في كأس القارات بالحصول على عقد تدريبي سواء في العاصمة القطرية الدوحة التي يقطنها اليوم ام خارجها وعُيّن ضمن لجنة مستشاري الاتحاد القطري لكرة القدم ، كما انه ابدى عدم رغبته في تكرار تجربته مع المنتخب مثلما صرح لكاتب السطور على هامش لقاء قصير في حفل سحب قرعة كأس أمم آسيا في 23 نيسان الماضي بالرغم من سعادته في تدوين ذكرياته مع اسود الرافدين الى جانب اميز تجارب مشواره الكروي في كتاب يوثق حياته مستقبلا ، حيث سبق ان قاد بورا خمسة منتخبات في نهائيات كأس العالم المكسيك 1986 ، كوستاريكا 1990 ، اميركا 1994 ، نيجيريا 1998 والصين 2002 وهو اكثر المدربين الاجانب تفهما لنفسية اللاعب العراقي وطبيعة ظروفه بحسب ما نقل عن لسان لاعبين عديدين يتمنون عودته للعمل معهم.وبشأن المدرب الفرنسي فيليب تروسيه الذي اشهر إسلامه في المغرب عام 2006 باسم ( عمر تروسيه) فقد زار مؤخرا ليبيا لوضع الترتيبات النهائية بشأن التعاقد مع الاتحاد الليبي لكرة القدم لتأهيل منتخب بلادهم الى نهائيات أمم أفريقيا 2012 وكذلك تحقيق حلم التواجد ( اول مرة) في نهائيات كأس العالم 2014 وهو العام نفسه الذي يتمنى الليبيون ان يتواجد معهم تروسيه للفوز بكأس أفريقيا التي ستقام على ارضهم ، علما ان تروسيه حقق نجاحات " لافتة "محدودة مع منتخبات قطر واليابان وبوركينا فاسو قبل ان يفشل مع المغرب .واذا كان واقع هؤلاء المدربين الاربعة ( خارج تغطية) طموح لجنة المنتخبات الوطنية التي نثق بحرصها على نقل الحقائق كما هي ، فكيف حال المدربين الآخرين الالماني هسلر والبلجيكي تيفيز ؟ نتمنى ان لا يخرج علينا احد اعضاء اللجنة المذكورة بعد ان ( يغسل يديه) من قضية المدربين الستة بخبر عاجل مفاده ان اتحاد الكرة فتح خطاً ساخناً مع مدرب انتر ميلان البرتغالي جوزيه مورينيو للتفاوض معه بعد موقعة أبطال اوروبا المقبلة!ما يهمنا هنا ان نثبت حق اللجنة في تناغمها مع الاعلام الرياضي والجماهير لتوضيح موقفها التاريخي والمسؤول بتحديد صلاح المدرب الأجنبي للمنتخب بالرغم من ان مشاوير الملاكات الاجنبية في العراق لم تكن جلها ناجحة ، بل اسهمت في وأد احلام شباب قادرين على التمثيل الدولي عبر إناطة المهمة بجيل يونس محمود منذ عام 2003 وحتى الآن ، واليوم تمهد لجنة المنتخبات لمواصلة غمط حقوق الشباب بقولها : ان تذبذب مستوى الدوري لا يؤهل المدرب المحلي لاختيار أدواته بصورة صحيحة ، أي ان لا خيار سوى المدرب الأجنبي وقائمة أبطال آسيا 2007 جاهزة مع العلم ان عدداً كبيراً منهم ابتعد عن مستواه الحقيقي وبات مرشحا للإقصاء .ونشاطر المدرب حكيم شاكر مناشدته الجهات المسؤولة عن رعاية الرياضة في البلد وفي مقدمتها وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية السعي الى تأمين الموارد المالية لدعم المنتخب الوطني منذ الآن وليس التريث الى حين تشكيل اتحاد كرة جديد مطلع آب المقبل ، فالمنتخب ليس وريث أحد كي يتحمل كل تبعات أزمة التجميد الأخيرة وما يسفر عن ملف لوائح الانتخابات المرسل الى فيفا من مشكلات محتملة بعد شكوى نادي الكرخ ضد اتحاد الكرة ، فهناك استحقاقات ثلاثة في غاية الأهمية ( غرب آسيا وخليجي 20 وكأس أمم آسيا) يجب ان تجند كل الطاقات م
مصارحة حرة :مورينو على خط بغداد!
نشر في: 15 مايو, 2010: 05:58 م