اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اوراق اقتصادية: الأزمة والإصلاح الإقتصادي

اوراق اقتصادية: الأزمة والإصلاح الإقتصادي

نشر في: 12 أكتوبر, 2020: 07:08 م

 د. باسم عبد الهادي حسن

قبل مدة كتب عالم الاقتصاد العراقي الدكتور أحمد إبريهي بحثاً جديراً بالاهتمام كرس فيه مجموعة من أفكاره التي دعا لها في أكثر من مناسبة والتي تتمحور حول أهمية اعتماد الصناعة التحويلية وضرورة تحقيقها نسبة نمو لا تقل عن (7%)

لكي يستطيع الاقتصاد العراقي ألأن يتجاوز خلال مرحلة زمنية مشكلة الاقتصاد الريعي وأحادية المورد المالي وينتقل الى مرحلة الاقتصاد المتنوع القادر على دفع عملية التنمية ومواجهة الصدمات الخارجية السلبية الناجمة عن تغيرات أسعار النفط، والتي نعيش اليوم واحدة من اخطر حالاتها نتيجة تراجع الطلب الذي سببه الاغلاق الكبير بعد ظهور جائحة كورونا.

ومع جُل احترامنا لما قدمه الدكتور إبريهي إلا أنني أرى أن السبب الاساس لا يكمن في اختلاف المفاهيم والرؤى الاقتصادية وانما في تقديم أولوية الانفاق السياسي على حساب الانفاق الاقتصادي لدى كل الحكومات السابقة وهذا ما جعلها تغط في النوم على وسادة النفط وبشكل اختياري وتفضله على أية بدائل اخرى لأن النفط لا يحتاج الى جهد، ولكن بعد ان سحبت الازمات (لاسيما الاخيرة) تلك الوسادة فقد افاق الجميع على حقيقة مفادها أننا فشلنا في إدارة الاقتصاد الى الحد الذي بتنا لا نعرف هل نملك ما ندفع به الرواتب الشهرية أم لا، وإن (ورقنا هذا) لا نستطيع أن نبتاع به ما يسد حصتنا التموينية.

ما يقترحه الدكتور إبريهي لن يستطيع تحقيقه من غطّ في غياهب النوم السياسي وجل ما فعله هو تسطير الأفكار على شكل مجلدات يسميها ستراتيجيات فيما ينبري نائم آخر ليقول إنها ستراتيجيات وليست ستراتيجيات من دون أن يعرف كل منهما ما في داخلها من مضامين وهل تحققت أم لا، اليوم وفي ظل هذه الضائقة فإن الحلول باتت أكثر من صعبة ولا بد أن يتحمل المواطن تبعاتها بشكل أو بأخر، فالموارد المالية ضعيفة ولا تسد النفقات الجارية والاستدانة وصلت الى مراحل حرجة إلا أنها لا تزال أهون الحلول، ولكن التوقعات باستمرار الأزمة المالية يستدعي التفكير بحلول أخرى لا تزيد من الهشاشة المالية وربما تكون من بينها إعادة النظر بسعر الصرف ومستوى الرواتب، أما في الأجل الطويل فإن الحلول تتطلب أن يكون الاقتصاد هو المتغير المستقل في العلاقة مع السياسة التي يجب أن تكون المتغير التابع في تلك العلاقة، والا فأن أفكار كل أهل الاقتصاد ستبقى مجرد هواء في شبك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram