محمد حمدي
استشعرت بثقل الإجابة وأنا أسأل مدير الملعب عن الاسم الأخير وليتني لم أسال، فقد ابتدأت بمشكلة لا تقل عن الأخريات عكّرت مزاج الرجل كثيراً وبدى في حيرة من أمره لأن الملعب الى الآن يحمل ثلاثة اسماء ولم يستقرّ به المقام آخر المطاف،
فارتأيت أن أطلق عليه اسم ملعب الحبيبية نسبة الى المنطقة التي يقع فيها، وربّما تعرفه الجماهير بهذا الاسم أكثر من غيره، ولا أريد أن أقلّل شأن الاسماء الأخرى، فجميعها مناسبة، والمهم والأهم أن نخرج بصيغة نهائية لا تدع المسكين موقع خرائط غوغل (يدوخ معنا سبع دوخات) على حد رأي المثل الدارج.
الحقيقة المائلة للعين أن الملعب بدواخله مكتمل الى حدود بعيدة، ويقع على قدر كبير من الجمال والأناقة وروعة التصميم بمقاعده التي يربو عددها على أثنين وثلاثين ألف مقعد إيطالي المنشأ، كما هي بقية المحتويات التي حملت الماركة الإيطالية من الشاشات الداخلية الى الإضاءة فالمقاعد وصولاً الى الثيل الشتوي الذي كان زاهياً بانتظار مباراة الافتتاح التي قيل إنها ستكون نهاية تشرين الأول الجاري من دون جمهور.
لا نجزم تماماً أن الظروف المحيطة بالملعب مثالية أو آخذة الى الاستقرار، فهنا نتجنّى على الحقائق الماثلة وأولها المدخل أو المداخل الخاصة بالملعب والتي أصبحت واقع حال لا يمكن تجاوزها أبداً أو الهروب منها تحت غطاء الكلمات، خاصة إن المدخل الخارجي الرئيس يمرّ عبر طريق (الجوبة أو مصلخ) الأغنام ويتبعه دور التجاوز والمولّدات الأهلية التي صفتْ على الجدار الكونكريتي العازل، يقابلها بيوت متراصّة لأحد الأحياء الشعبية، وأجزم بمشهد وكأني أراه أمام ناظري بأن الازدحام الذي سيحدث في أية مناسبة رياضية سيكون خانقاً لو أرادت بعض السيارات الحكومية أو الخاصة الدخول الى الملعب من بوابته الجانبية!! ولا أعلم الى أي مدى سيمتد الزحام المروري في هذه المنطقة الحسّاسة جداً والتي تستوجب علاجاً كاملاً قبل التفكير بافتتاح الملعب.
تختلف الصورة من الداخل كليا، وللأمانة فإن الملعب الذي أعتمد بنسبة كبيرة على الطاقة الشمسية النظيفة كان بمنتهى الأناقة والجمال من تجهيزات غرفهِ الداخلية الى الساحة ومرشّات الماء والمصاعد والمداخل الكثيرة والقاعات الفارهة التي يحتويها والخروج الآمن للجمهور في الوقت الذي تفرض فيه صغر المساحة انحسار المرآب الكبير للسيارات حتى بعد التنازل عن أهم الموجودات في الملعب ليكون بمثابة مدينة رياضية بفندق وقاعة وملاعب تدريب ساندة.
أعتقد إن انجاز هذا الصرح بالكامل بات اليوم مطلباً جماهيرياً ملحّاً يُنهي حالة اللغط المثار هنا وهناك من الشركة المنجزة الحالية والجهة المستفيدة وزارة الشباب والرياضة، وبصورة خاصة المستحقّات المالية فقد طال الأوان كثيراً لولادة شريك حقيقي لملعب الشعب الدولي الأثير، خاصة إن ما تبقّى من أعمال وإضافات وربط أنابيب المياه الثقيلة بالتنسيق مع أمانة بغداد هي ليست بالأمور التعجيزية أبداً، ومن الممكن إيجاد حلول سريعة لها وقطع دابر التقوّلات التي كثرتْ عبر وسائل الإعلام، ولم يعد من المناسب تكرارها، والخوض فيها، يقيناً إن ذلك سيحدث بإنهاء جميع الملفات العالقة!
نثق بقدرة وحنكة الوزير درجال بإيجاد الحلول المناسبة حتى وإن كنّا نعيش ذروة الأزمة التي خلفها فايروس كورونا (كوفيد- 19) والظروف الاقتصادية الصعبة، فإنجاز مثل هذا الصرح في هذا الوقت بالذات ستكون له ثمار ومردودات إيجابية كبيرة جداً تبعث على الأمل والثقة بإنجاز تسعة ملاعب أخرى وصلت الى مراحل جيدة من العمل بين بناء وإعادة تأهيل منتشرة على مساحة العراق، وافتتاح أو إنجاز هذا الملعب بأي اسم من اسمائه الثلاثة هو المُراد اليوم لأنه الأنسب والأكثر جاهزية من غيره، وسيكون بحق أفضل أخبار عام 2020 التي اكتوينا بنارها وننتظر المُفرح منها.