TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: رسائل الحاجة كلنتون

العمود الثامن: رسائل الحاجة كلنتون

نشر في: 17 أكتوبر, 2020: 09:35 م

 علي حسين

مضحكة أخبار بلاد الرافدين هذه الأيام، بينما تصدر خبر ذبح مواطن فرنسي الصفحات الأولى، ومقدمات نشرات الأخبار، انزوى خبر خطف وقتل 12 مواطنًا عراقيًا، جريمتهم الوحيدة أنهم صدقوا البرنامج الساخر "السلاح بيد الدولة"،

فيما نشاهد في الفضائيات فرنسا تعلن الاستنفار، وأن الحكومة لا تزال منعقدة وأن وزير الداخلية قطع زيارته للمغرب وعاد مسرعًا إلى باريس، يخرج علينا النائب محمد الكربولي باعتباره صاحب أعمق رؤية اقتصادية ليقول للعراقيين "رواتب ماكو والموظف المايعجبه خلي يبطل يكعد بالبيت"!!.

للاسف مهما حاول البعض أن يخفف من وطأة ما يحدث في هذه البلاد، ومهما حاول أصحاب النظريات المتوازنة أن يؤكدوا بأن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح.. بصراحة شديدة، الوطن في خطر والمحرقة التي يريد البعض أن يشعلها تمتد وتتوسع لتطول كل شيء، مستقبل البلاد معلق بخيط رفيع لا أحد يعرف متى سيتم قطعه، وإذا ما تم قطعه، ما الذي سيحدث؟، هل نعود إلى عصور الدكتاتورية، أم يتم الترويج لمشروع المرشح الديمقرطي بايدن في تقسيم البلاد، بعد سبعة عشر عاما من التغيير بات المشهد أكثر سوداوية وقتامة، فالجميع يسعى بكل ما أوتي من سلطات لكسر شوكة منافسيه ونزع مخالب البعض منهم، وتمهيد الأجواء أمام شكل سياسي جديد للحكم حيث تصبح مناقشة أفعال بعض الجهات السياسية بأنها نوع من التجديف وإضافة مسحة التقديس ومعارضتهم نوعًا من الخيانة الوطنية، ، سيتهمني البعض بأنني أحاول أن أنسج سيناريو من الخيال، ولكن الحقيقة تقول إن السيناريوهات التي وضعها باراك أوباما آنذاك وهو يطلق الرصاصة الأخيرة على العراق، بعد أن قرر تسليم مفاتيح هذه البلاد إلى نوري المالكي عام 2013 حيث سعى اوباما وادارته إلى وضع العراق على مضمار الاحتراب الطائفي، لا نزال نتذكر هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الامريكية وهي تحاول ان تطمئن رجل الاخوان القوي في مصر آنذاك " خيرت الشاطر " من ان الحكم لن يخرج من عباءة احزاب الاسلام السياسي ، وهكذا ارادت امريكا ان تظل البلدان العربية مكبلة باحزاب تعشق الماضي وتكره المستقبل ، ولعل في ما نشر من رسائل هيلاري كلنتون ومراسلاتها ما يثبت تورط إدارة اوباما بفتح الباب أمام الأحزاب الدينية.. لقد اعتقد البعض واهما ان " الحاجة " كلينتون ستتنصر للشعوب العربية ، لكنها رفعت شعار " قادمون يا أخوان " .

ما فعلته ادارة اوباما بالعراق ومصر وليبيا وسوريا يثبت ان هذه الادارة ارادت ان نبقى شعوبا تتربع على قمة الحرب الطائفية بامتياز ، سيقول البعض متى تتوقف عن التهريج يا رجل؟ وحتمًا هناك من سيسخر ويقول الآن اصبحت كلنتون متأمرة .. لا ياسادة انها تأمرت منذ لحظة السماح لاحزاب الاسلام السياسي التحكم برقابنا .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram