علي حسين
مضحكة أخبار بلاد الرافدين هذه الأيام، بينما تصدر خبر ذبح مواطن فرنسي الصفحات الأولى، ومقدمات نشرات الأخبار، انزوى خبر خطف وقتل 12 مواطنًا عراقيًا، جريمتهم الوحيدة أنهم صدقوا البرنامج الساخر "السلاح بيد الدولة"،
فيما نشاهد في الفضائيات فرنسا تعلن الاستنفار، وأن الحكومة لا تزال منعقدة وأن وزير الداخلية قطع زيارته للمغرب وعاد مسرعًا إلى باريس، يخرج علينا النائب محمد الكربولي باعتباره صاحب أعمق رؤية اقتصادية ليقول للعراقيين "رواتب ماكو والموظف المايعجبه خلي يبطل يكعد بالبيت"!!.
للاسف مهما حاول البعض أن يخفف من وطأة ما يحدث في هذه البلاد، ومهما حاول أصحاب النظريات المتوازنة أن يؤكدوا بأن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح.. بصراحة شديدة، الوطن في خطر والمحرقة التي يريد البعض أن يشعلها تمتد وتتوسع لتطول كل شيء، مستقبل البلاد معلق بخيط رفيع لا أحد يعرف متى سيتم قطعه، وإذا ما تم قطعه، ما الذي سيحدث؟، هل نعود إلى عصور الدكتاتورية، أم يتم الترويج لمشروع المرشح الديمقرطي بايدن في تقسيم البلاد، بعد سبعة عشر عاما من التغيير بات المشهد أكثر سوداوية وقتامة، فالجميع يسعى بكل ما أوتي من سلطات لكسر شوكة منافسيه ونزع مخالب البعض منهم، وتمهيد الأجواء أمام شكل سياسي جديد للحكم حيث تصبح مناقشة أفعال بعض الجهات السياسية بأنها نوع من التجديف وإضافة مسحة التقديس ومعارضتهم نوعًا من الخيانة الوطنية، ، سيتهمني البعض بأنني أحاول أن أنسج سيناريو من الخيال، ولكن الحقيقة تقول إن السيناريوهات التي وضعها باراك أوباما آنذاك وهو يطلق الرصاصة الأخيرة على العراق، بعد أن قرر تسليم مفاتيح هذه البلاد إلى نوري المالكي عام 2013 حيث سعى اوباما وادارته إلى وضع العراق على مضمار الاحتراب الطائفي، لا نزال نتذكر هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الامريكية وهي تحاول ان تطمئن رجل الاخوان القوي في مصر آنذاك " خيرت الشاطر " من ان الحكم لن يخرج من عباءة احزاب الاسلام السياسي ، وهكذا ارادت امريكا ان تظل البلدان العربية مكبلة باحزاب تعشق الماضي وتكره المستقبل ، ولعل في ما نشر من رسائل هيلاري كلنتون ومراسلاتها ما يثبت تورط إدارة اوباما بفتح الباب أمام الأحزاب الدينية.. لقد اعتقد البعض واهما ان " الحاجة " كلينتون ستتنصر للشعوب العربية ، لكنها رفعت شعار " قادمون يا أخوان " .
ما فعلته ادارة اوباما بالعراق ومصر وليبيا وسوريا يثبت ان هذه الادارة ارادت ان نبقى شعوبا تتربع على قمة الحرب الطائفية بامتياز ، سيقول البعض متى تتوقف عن التهريج يا رجل؟ وحتمًا هناك من سيسخر ويقول الآن اصبحت كلنتون متأمرة .. لا ياسادة انها تأمرت منذ لحظة السماح لاحزاب الاسلام السياسي التحكم برقابنا .