اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: جان جاك الأسدي!!

العمود الثامن: جان جاك الأسدي!!

نشر في: 20 أكتوبر, 2020: 09:25 م

 علي حسين

في كل مرة يرتدي "جهبذ" دولة القانون عدنان الأسدي "صاحب ملفات الفساد الشهيرة" في وزارة الداخلية والذي أشرف، بشحمه ولحمه، على استيراد أجهزة كشف "الشامبو"، أعتذر المتفجرات، بدلة المفكر ليخرج علينا مزيفًا الحقائق والوقائع، لا لشيء، إلا لأنه يريد أن يرضي من أجلسوه على كرسي أخطر وزارة، وأعني الداخلية،

ومن بعدها البرلمان بعد أن كان أكثر أحلامه أن يصبح موظف درجة خامسة، وينافق نوري المالكي الذي نراه منزعجًا من قانون الدوائر المتعددة، فحسب قول الأسدي لا يجوز لزعيم بمكانة المالكي أن يرشح على مدينة صغيرة. ثم يخبرنا الأسدي، بكل طاقاته التمثيلية، من ن لاشيء سيتغير، وأن تظاهرات تشرين لم تفرز وضعًا جديدًا، وأن العقد السياسي الذي ينادي به شباب التظاهرات هو محاولة لأن تصعد وجوه سياسية جديدة وصفها بـ "الجوكرية " ، تريد تخريب البلاد، ثم نجده يضحك ويتلمظ: "هو شنو العقد السياسي؟ آني لو أرشح على السماوة اليوم أفوز بالإجماع". وهنا أنا مع ما قاله عدنان الأسدي، النائب عن مدينة السماوة لأكثر من دورة، فقد استطاع أن يحول السماوة إلى مدينة تضاهي الشارقة، بل تتفوق على عمان، ففي آخر إحصائية رسمية، وبفضل جهود عدنان الأسدي العظيمة، فان أكثر من نصف سكان المثنى يعيشون دون خط الفقر فيما يقطن نحو خمسة عشرة بالمئة من سكانها في العشوائيات.

في كل مرة يصر الأسدي على تأسيس دولة الأكاذيب والأوهام، منذ أن تم وضعه في البرلمان، غير أن جرأته هذه المرة فاقت ما قبلها، عندما طالب بأن نعامل الساسة العراقيين مثل ميركل، ولأنه لا يعرف شيئًا عن النظام السياسي الألماني فهو يعتقد أن المستشارة أنجيلا ميركل لا تزال تحكم ألمانيا منذ ربع قرن، ولا يدري، جهبذنا، أن ميركل تولت منصب المستشارة عام 2005 وأنها قررت أن تترك رئاسة الحزب ومنصب المستشارة في العام المقبل، والسبب ليس لأنها سلمت مدنًا بأكملها إلى عصابات إرهابية، ولا لأنها أفقرت ألمانيا و"نهبت"مئات المليارات، بل فقط بسبب خسارة حزبها الانتخابات في إحدى المدن، في الوقت الذي خسرت فيه معظم أحزابنا الانتخابات قبل أن تبدأ.

يصر الأسدي على منافشة المرحوم جان جاك روسو صاحب أشهر عقد سياسي، والذي نهضت من خلاله أوروبا، والذي يرشدنا إلى أن الأمم لا تزدهر في ظل ساسة يعتقدون أنهم وحدهم يعرفون مصلحة البلاد.. فالازدهار والتنمية والعدالة لا مكان لها في ظل رجال يخططون من أجل الوصول إلى درجة من الإيمان بأنه لا خيار أمام الناس سواهم.. لأنهم وحدهم يملكون القوة والحزم، يخيفون الناس، عادلون في توزيع العطايا والمنح على مقربيهم، وعادلون أيضا في توزيع الظلم على الناس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ناطق حقي

    مقال ممتاز . أرجو الكتابة عن رئيس وزراء بريطانيا يفكر بالاستقالة لأن راتبه لا يكفيه كما نشرت الصحف.

  2. عادل ال ياسين

    الأسدي حصل على شهادة الماستر والدكتورا اثناء عمله بالدولة وكيل وزارة ونائب .. هنا اتسائل من اين له الوقت للدراسة والعمل .. كل شخص اكمل الماستر يعرف جيدا ان الدراسات العليا تستنزف طاقة الطالب حد الأعياء .. الا اذا كانت شهادة صورية لا قيمة لها

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

 علي حسين تنقل لنا الأخبار، بين الحين والآخر، عدداً من البشارات أبرزها وأهمها بالنسبة لهذا الشعب " البطران " هو الاجتماع الأخير الذي عقده الإطار التنسيقي ، وفيه أصدر أمراً " حاسما "...
علي حسين

قناطر: الجامعة العراقية وفخرية الدكتوراه لضياء العزاوي من لندن

طالب عبد العزيز تنهدم البلدان بتخليها عن تقاليد شعوبها، وقد أثبتت التجارب في المجتمعات العريقة المحتفظة بتقاليدها أنَّ ذلك هو الصواب. ولسنا في وارد الحديث عن التقاليد، أيِّ تقاليد إنما ما هو حياتيٌّ، ونبيلٌ،...
طالب عبد العزيز

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

د. اسامة شهاب حمد الجعفري يحتل قانون الاحوال الشخصية في حياة الفرد مركزا حساساً لارتباطه ارتباطاً وثيقاً بتنظيم حياته الاسرية وتعلقه بمعتقدات الفرد ومركزه الاجتماعي. فمن الطبيعي جداً ان تتجاذبه الاراء خاصة وانه اضاف...
د. اسامة شهاب حمد الجعفري

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

د. طلال ناظم الزهيري في عالم محكوم بالصراع والتنافس، تظهر مفاهيم وممارسات جديدة تقود هذا التنافس وتتحكم في إيقاعه لصالح طرف أو آخر. واليوم، ومع المد الجارف لمواقع التواصل الاجتماعي ودورها المؤثر في تشكيل...
د. طلال ناظم الزهيري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram