اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلاكيت: البولندي الذي خلّد العلم الفرنسي

كلاكيت: البولندي الذي خلّد العلم الفرنسي

نشر في: 21 أكتوبر, 2020: 07:13 م

 علاء المفرجي

الى جانب اندريه فايدا، ورومان بولانسكي، وجيرزي سكولموفسكس، وكريستوفر زانوسي... هؤلاء الذين تخرجوا من كلية وودج السينمائية، يبرز اسم كريستوف كيشلوفسكي الذي سيحتفل عشاق السينما بذكرى ربع قرن على رحيله، بوصفه واحداً من أهم مخرجي السينما لا الأوروبية وإنما السينما العالمية.

ولد كيشلوفسكي في العاصمة البولندية وارسو، وفي 1975 انضم إلى كلية لتخريج فنيي المسرح حيث قرر أن يكون مخرجاً مسرحياً، ولكن سرعان ما قرر دراسة السينما كخطوة مبدئية. 

ترك كيشلوفسكي الكلية وعمل كخياط في المسرح، بعدها قدم طلباً للانضمام لمدرسة السينما بمدينة لودج، تلك المدرسة البولندية الشهيرة التي تضم رومان بولانسكي وأندريه فايدا بين خريجيها. لكنه رُفِض مرتين بسبب عدم تأديته الخدمة العسكرية الإجبارية في ذلك الوقت. في تلك الفترة بدأ دراسة الفن، ثم نجح في تجنب الخدمة العسكرية وقُبل في مدرسة لودج للسينما في محاولته الثالثة.

بعد العرض الأول لفيلمه الأخير من ثلاثية الألوان "أحمر" في مهرجان كان السينمائي عام 1994 أعلن اعتزاله صناعة الأفلام في تصريح رسمي ، وبعد أقل من عامين من إعلان اعتزاله توفي عن عمر يناهز الـ 55 أثناء جراحة القلب المفتوح.

اهتمت أولى أفلام كيشلوفسكي الوثائقية بالتركيز على الحياة اليومية لسكان المدن، العمال، والجنود. وعلى الرغم من عدم كونه مخرجاً سياسياً بشكلٍ مُعلن، إلا أنه سرعان ما وجد محاولاته لتصوير الحياة البولندية تدفع به للصدام مع السلطات.

ويُعد فيلمه التليفزيوني عمال 71 والذي يدور حول مناقشات العمال عن الإضرابات الجماهيرية عام 1970 أحد أشكال هذا الصدام حيث لم يُعرض سوى تحت الرقابة الجذرية.

يُعد هذا الفيلم والذي قدمه للتليفزيون عام 1975 وفاز عنه بالجائزة الأولى في مهرجان مانهايم الدولى، وقدم فيلمه التالي "الندبة" على الواقعية الاجتماعية وتم الاستعانة بطاقم عمل كبير في كل منهما. ففيلم "العمال" يدور حول إضرابات العمال الفنيين الذي يعملون في مرحلة الإنتاج وقد اعتمد في هذا الفيلم على خبرته المُبكرة في الكلية. أما فيلمه "الندبة" فقد أظهر فيه كيشلوفسكي اضطرابات بلدة صغيرة بسبب مشروع صناعي سيئ التخطيط. وتم تصوير هذين الفيلمين على نمط الأفلام الوثائقية مستخدماً العديد من الممثلين غير المحترفين، تماماً مثل أفلامه السابقة، حيث صوّر فيهما الحياة اليومية تحت وطأة قمع النظام ولكن دون تعليق علنى.

عام 1988 قدم كيشلوفسكي الوصايا العشرة وهو سلسلة مكونة من عشرة أفلام قصيرة تم تصويرها في أحد الأبراج السكنية بوارسو، ويستند كل من هذه الأفلام على إحدى هذه الوصايا العشرة. وهو واحد من أهم الأفلام في تاريخ السينما.

ثم جاء فيلم "الأزرق" الفيلم الأول من "ثلاثية الألوان"، يليه "الأبيض" ثم "الأحمر". كل واحد من الأفلام الثلاثة يتناول واحداً من شعارات الثورة الفرنسية وألوان العلم الفرنسي، هنا ثيمة الفيلم الأساسية هي "الحرية"، في الآخرين "المساواة" و"الأخوّة".

قد يكون كيشلوفسكي اختار واحدة من أصعب التصويرات لما يمكن أن تكون عليه الحرية، وهي حرية شخصية وعاطفية لامرأة نجت من حادث سير مات فيه زوجها وابنتها، فتقرر لا الهرب ولا التعايش مع ما حصل بل التمرد عليه بأن تنال بنفسها حريتَها من ذكراهما وتعيش حياتها من جديد. والأزرق هنا، إضافة لكونه خياراً بصرياً جمالياً، وإضافة لربطه دلاليا بالحرية، هو لون الكآبة الرقيقة التي تعم مجمل الفيلم، للحالة النفسية التي تعيشها جولي (جولييت بينوش) ومحاولتها نيل حريتها منها ومن حياتها السابقة للحادث.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram