محمد حمدي
ذهبت محاولات العراق أدراج الرياح في المساعي الحثيثة نحو استضافة بطولة الخليج العربي بكرة القدم في البصرة لنسخ سابقة، وتراوحت أسباب عدم قناعة اللجان المختصة بين أمنية وفنية وأخرى تتعلّق بمواقف متشدّدة ربّما بُنيت على خلفية سياسية أيضاً كما هو معروف.
الجميل في الملف، ومع تتابع العدد القياسي لوزراء الشباب والرياضة من عهد جاسم محمد جعفر الى الوزير الحالي الكابتن عدنان درجال هو التشبّث والإصرار على هذا الحق في أن تستضيف البصرة النسخة المقبلة من البطولة التي من المؤمّل لها أن تنطلق خلال الفترة من نهاية شهر كانون الأول ولغاية بداية كانون الثاني في العامين المقبلين بمشاركة منتخبات البحرين حامل اللقب والعراق والسعودية والكويت وقطر وعُمان واليمن.
اعتقد إن هامشاً كبيراً من ملف اعتراض الأخوة الخليجيين لم يعد له مبرّراً اليوم أو أنه تلاشى أمام الإصرار العراقي على الاستضافة للنسخة 25 وقدّمه لنا فايروس كورونا (كوفيد- 19) على طبق من ذهب ويكمن في تواجد الجمهور الخليجي بكثافة في البصرة أثناء البطولة، ووفقاً لتعليمات منظمة الصحة العالمية والاتحادات الدولية والقارية مروراً بخلية الأزمة، فإن تواجد الجمهور أثناء المباريات من الأمور المستحيلة بسبب العدوى واستمرار إجراءات السلامة ربّما لثلاثة أعوام مقبلة حتى في حال ظهور لقاح جديد فعّال للفايروس، من هنا نكون قد استرحنا وأرحنا بطي هذا السجّل وما كان يشترط توفّره بدقة وصرامة لتواجد الجماهير، وهو ما لم نكن نقوى عليه سياحياً ولوجستيا لأسباب كثيرة جداً استهلكتها وسائل الإعلام بدقة متناهية .
ولكن لم يكتمل نصاب أمرنا بعد، فهناك الكثير من النقاط سيناقشنا بها الدكتورجاسم الشكيلي ولجنته التي حدّد مجلس إدارة اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم مطلع العام المقبل موعداً لانعقاد الاجتماع التحضيري لها لدراسة الملفات الخاصة باستضافة النسخة الخامسة والعشرين من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، وهذا يعني أننا أمام فترة قصيرة لتحضير الإجابات كون أن الموافقة المبدئية قد صدرت بقبول البصرة، ولكن بنسبة 50 % فقط من قبل مجلس إدارة كأس الخليج العربي لكرة القدم يوم الثاني من شهر كانون الأول 2019 في العاصمة القطرية الدوحة، ولنا في هذه النسبة دروس وعِبر قديمة، وما يجب أن نفعله هو تحضير إجابات واقعية جاهزة للجنة تتلخّص بأمور مهمة جداً منها تقديم الاتحاد المعني ضماناً حكومياً يتعهّد من خلاله بالاستضافة وتوفير ملعبين لإقامة المباريات إضافة الى ستة ملاعب تدريبية أخرى وتأمين تطبيق تقنية حكم الفيديو (VAR) وتأمين فنادق فئة خمسة نجوم على أن لا تبعد أماكنها عن المطار أكثر من 150 كيلو متراً، ولا تبعد ملاعب التدريب سوى نصف ساعة عن تلك الفنادق مع توفر الأمن والسلامة لجميع المنتخبات المشاركة.
جميع هذه النقاط تبدو في ظاهرها بسيطة وليست معقدة، ولكن تفرّعاتها التي تشمل التأمين الصحي والمختبرات اللازمة هي من يزيد الأمر تعقيداً بالعمل وليس الكلام فقط، كما إن جانب الرعاية الفندقية المتقدّمة يجعلنا نحثّ الخطى نحو إكمال جميع متعلّقات الفنادق الثمانية ضمن مجمّع المدينة الرياضية في البصرة بصورة تامة لا لبس فيها أبداً أو الشروع بآلية استثمارية تضمن هذا الجانب على أقل تقدير، يضاف الى ذلك يتوقّع أن تبادر اللجنة الى أسئِلة جديدة مركّبة أو جانبية وأعتقد أن الأخوة الذين تبنّوا الملفات السابقة للاستضافة لديهم معلومات وافية عنها ما زالت موجودة في وزارة الشباب والرياضة، وينبغي إعادة فتحها ودراستها بعناية فائقة كي لا يقع المحظور!