عامر القيسي بالامس وجهنا نداء للسيدين المالكي وعلاوي لحلحلة العقد فيما بينهما، لتخفيف متاعب المواطن العراقي، وهي كثيرة، واليوم نوجه نداءنا الى قادة الاحزاب والكيانات الفائزة، بان يحركوا أنفسهم قليلا، ويقربوا المسافات فيما بينهم،
وينقذوا الجميع من الازمة السياسية التي نمر بها، قبل ان يأتي الاميركان مباشرة فيتدخلوا على طريقتهم الخاصة، وعندها لايسعنا الا ان نقول"يا للفضيحة". وحقيقة ستكون فضيحة سياسية بجلاجل كما يقول المصريون، ان نعجز نهائيا عن حل مشكلاتنا، فيأتي، من لانكف عن الحديث عن خروجه من اجل السيادة، ليفصلها بيننا. ولن يكون فصلا عشائريا سيكون فصلا من الطراز الاميركي الذي يأخذ مثلما يعطي.وعندها، على ما أظن، ستكون الصورة أوضح والكلام أنفع!تقارير اميركية تتطاير في الصحف وتتسرب من لقاءات خاصة، تتحدث عن خيارات اميركية جديدة لتنشيط العملية السياسية، وواحدة من هذه الخيارات يسمونها"لي الذراع"ولاأحد يعلم حقيقة اية ذراع ستلوى وأية ذراع ستصافح. احد السياسيين العراقيين البارزين، قال"سيأتي بايدن حاملا بيده عصا"، فهل سنترك الامور الى الحد الذي يأتوننا بالعصي، وعندها نكون فرجة حقيقية للعالم الذي ينتظر هذه اللحظة، لحظة اعلان عجزنا عن حل المشكلات السياسية التي نمر بها وحلحلة العقد التي تعرقل التقدم ولو خطوة الى الامام. من غير ان نرسل مثل هذه الرسائل السلبية عن تجربتنا الفتية، الى المواطن أولا والى الاصدقاء قبل الاعداء؟ والحقيقة تقال لو كنت اوباما،مثلا، لما صبرت على مايجري في العراق بين القيادات السياسية، التي باتت صراعاتها تنعكس مباشرة على الشارع العراقي والوضع الامني، وبالتالي الوحيد الذي يدفع الثمن المر هو المواطن العراقي العادي. ولتدخلت ورفعت اكثر من عصا، لان المعادلة واضحة ولا تحتاج الى كثير ذكاء وحنكة وهي: فشل المشروع العراقي معناه فشل المشروع الاميركي. وبالتالي على اميركا ان لاتفكر باصدقاء جدد في المنطقة.يقول احد السياسيين العراقيين البارزين ايضا"ان زيارة بايدن المرتقبة لن تحمل اية عصا، وان ادارة اوباما لاتريد ان تتدخل في صناعة القرار السياسي العراقي، وان عام 2005 هو غير عام 2010."ومع جل الاحترام لهذا الاعتداد بالنفس، الا ان القراءة السياسية للمشهد العراقي، تقول بكل وضوح،ان التدخل الاميركي الواضح والمعلن بات قريبا، اذا استمر جبل الجليد بالتراكم. والدليل ان بعض القادة السياسيين العراقيين يحملون حقائبهم بين فترة واخرى، متجولين في العواصم البعيدة والقريبة طلبا للتدخل في الشأن العراقي الداخلي!قبل ان يأتي السيد بايدن، بعصا أو من دونها،علينا ان نقدم الدليل، ونرسل الرسائل الواضحة للجميع، كل الجميع، اننا قادرون على ان نحل مشاكلنا بايدينا، بعصا ومن دونها، قبل ان يأتينا أي احد من خارج الحدود، ليقول لنا ماذا نفعل وكيف نفكر وماهي الطرق التي ينبغي ان نسلكها.
كتابة على الحيطان :قبــل أن يأتـي بايـدن...
نشر في: 15 مايو, 2010: 07:38 م