إياد الصالحي
تعكف الهيئة التطبيعية لاتحاد كرة القدم على الانتهاء من تحضيراتها لانطلاق أصعب مسابقة لدوري الكرة الممتاز عصر اليوم الأحد في ظل الأجواء المحيطة بالعمل التنظيمي للهيئة من مسؤوليات ثلاث فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم ضمن رسالته في 10 شباط 2020 الى تهديدات فايروس كورونا (كوفيد19) الى الانتقادات غير الموضوعية في بعضها من قبل مترصّدي الأخطاء لغايات شخصية،
كل ذلك لم يثنِ رئيس وأعضاء الهيئة واللجان العاملة من مواصلة التحدّي لإنجاز استحقاق الدوري الذي يحتاج الى اتحاد مستقر بهيكليته أسوة باتحادات المنطقة وليس هيئة مكلّفة بواجبات محدّدة مؤقتة!
كل الإجراءات السابقة التي مهدّت لافتتاح المسابقة بمباراة القمّة بين الشرطة والزوراء عضّدتها تفاهمات الأندية المشاركة مع توجّهات لجنة المسابقات في الهيئة التطبيعية آخذة بالحسبان كل الاحتياطات الوقائية الوجوبية سواء الصادرة عن الاتحاد الدولي للعبة أم عن اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية في مجلس الوزراء لحفظ سلامة المشاركين من لاعبين ومدربين وإداريين وحكام من الفايروس الخطير، فضلاً عن مراعاة تأمين الملاعب لإقامة المباريات من دون مشاكل لاسيما أن دوري هذا الموسم يشهد للمرة الأولى غياب الجماهير عن متابعته فوق المدرّجات تنفيذاً للتعليمات السائدة، أملاً أن يتم السماح لنسبة معينة منه متى ما خفّتْ وطأة الإصابات بكورونا بين عموم أفراد المجتمع.
ثمّة أمر ربّما يكون عائقاً على تواصل بعض الأندية في المنافسة يتوجّب تذليله بالتعاون المشترك مع الهيئة التطبيعية ووزارة الشباب والرياضة يتمثّل بالضائقة المادية لعددٍ ليس قليلاً من إدارات أندية ظلّت مواسم طويلة تعاني الإفلاس وصعوبة الالتزام بالمسابقة، وكانت تدبّر أمورها عبر القرض والتسليف حتى غرقتْ في الديون بمبالغ كبيرة أثرتْ على مصداقيتها مع المتعاقدين، والجميع يعلم الظرف الاقتصادي القاهر الذي يمرّ به بلدنا، ما يؤدّي الى تضييق مساحات التفاؤل بتحمّل تلك الأندية ضغوطات خواء ميزانياتها، وقد يصل الحال بها للاعتذار عن مواصلة المشاركة، وهو ما نلفت عناية التطبيعية والوزارة له لتوفير الدعم المناسب وفقاً لطبيعة ظرف النادي في حينه.
وحسناً فعلت لجنة الحكّام بإناطة مهمة إدارة مباراة القمة للحكم الدولي علي صباح برفقة حيدرعبدالحسن مساعداً أول وأمير داود مساعداً ثانياً وأحمد نعيم حكماً رابعاً وحازم حسين مقيّماً، وذلك بعد النجاح الباهر لصباح في دوري أبطال آسيا 2020 الذي ضيّفت منافساته العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من 14 أيلول إلى 3 تشرين الأول الجاري، وكان حضوره مُبهراً وتوّجَ الصفّارة العراقية بالتقييم العالي، واستحقَّ شرفَ إطلاقها إيذاناً بافتتاح دوري الكرة الممتاز.
ولا يُخفى على لجنة الحكّام مدى تأثير أداء النخبة الخيّرة ممّن سيُكلّفون بإدارة المباريات في كل جولة، وحرصها على تفادي أخطاء البعض غير المقصودة من خلال التوجيهات، وتكثيف الاجتماعات الأسبوعية أو نصف الشهرية، ومشاهدة مقاطع الفيديو لأبرز الحالات الإيجابية والسلبية وتحليلها، وإبداء الآراء الفنية حولها بمشاركة الحكام أنفسهم لزيادة الثقة والخبرة.
ودعماً للمواهب ونجوم الدوري، نرى ضرورة قيام الهيئة التطبيعية بتخصيص جائزة قيّمة لأفضل لاعب متميّز في كل جولة يتم اختياره من خلال متابعة اللجنة الفنية ومنح نقاط مفاضلة بين ثلاثة مرشحين تعلن عن اسمائهم وفقاً لمعايير محدّدة للجائزة، ويتم تكريم الفائز بها قُبيل بدء مباراته التالية، ما يمنحه دافعاً أكبر لبذل مجهودات مضاعفة تنعكس على القيمة الفنية لفريقه ومستوى المباراة بصورة عامة.
نعم مهمّة التطبيعية في استمرار دوري 2021-2020 ليست سهلة، والتحدّيات القادمة أصعب ممّا تتصوّره، لكن مساندة الأندية كما أسلفنا والدعم اللوجستي والمادي في جوانب معيّنة ستكون مُلحّة، وهكذا بالنسبة لدور الإعلام في التوازن ما بين انتقاد المسابقة بمؤشرات نزيهة تبتعد عن الشخصنة، وبين المحافظة على حدود المهنة وعدم تأجيج المنصّات المجتمعية في مواقع التواصل ذات العلاقة بروابط مشجّعي الأندية، يُسهم بكل تأكيد في إنجاح البطولة والمفاخرة بها أمام العالم فنياً وتنظيمياً، وسترفد المنتخبات الوطنية بأبرز اللاعبين، وترفع شأن المدرّبين الوطنيين من خلال النتائج والسلوك والالتزام برغم آلام واقع الوطن السياسي ومحاجر كورونا ومطالبات المتظاهرين المشروعة بتحقيق الأمن والعدالة وتأمين الحقوق.