علي حسين
اندلعت المناقشات هذه الأيام مع اقتراب موعد الاحتجاجات.. وكان السؤال: هل ستحقق أهدافها هذه المرة بالقصاص من الذين أفسدوا في البلاد وحرضوا على قتل شباب التظاهرات ؟ .
في الأول من تشرين الأول من العام الماضي، فاجأ العراقيون العالم بتظاهرات سلمية رفعت شعار "أريد وطن" .
ومع اقتراب موعد الخامس والعشرين من تشرين الأول شمّر ساستنا "الأفاضل" عن سواعدهم، مرة يقدمون النصائح للمحتجين، ومرة يحذرون من الاتفاقية التي عقدها ترامب مع "الجوكرية" لتخريب البلاد التي شهدت خلال السنوات الماضية نهضة عمرانية واقتصادية وثقافية وفنية وتنموية.. وكان أول المغردين السيد نوري المالكي الذي انضم إلى صفوف المحتجين مطالبًا بمحاسبة الفاسدين وسراق المال العام والقصاص من الذين نشروا الخراب في البلد، ولم يكن الأمر كذبة نيسان، لأننا في تشرين الأول.
أضاف السيد نوري المالكي تعبيرين سياسيين عشنا معهما أيامًا سعيدة "الفقاعات" و"سحقنا العلمانيين"، والحمد لله بعد ست سنوات على ترك نوري المالكي لكرسي رئاسة الوزرء أضفنا اليوم إلى قاموس السياسة "الرقص مع الثعابين". هل انتهت الكوميديا؟، بالتأكيد هناك فصول أخرى أكثر تشويقًا، فها هو "النهر الثالث" أحمد الجبوري "أبو مازن" يغير مجراه من قناة محمد الحلبوسي إلى شط أسامة النجيفي، فالرجل بعد أن باع واشترى وسط قاعة البرلمان، اكتشف أن طموحه أكبر، وأن أسامة النجيفي يمكن أن يجعل منه رئيسًا للإقليم السني، وستسأل مثل جنابي هل سينجح تحالف النجيفي بإزاحة محمد الحلبوسي من كرسي البرلمان؟ وقبل أن تضرب عزيزي القارئ أخماسًا بأسداس جاء الجواب من النائب عبد الله الخربيط الذي أخبرنا أن محمد الحلبوسي لا يجلس على كرسي رئاسة البرلمان وإنما يجلس على كرسي داخل قلوب العراقيين، سيقول البعض وماذا بعد يارجل؟ لماذا لا تتطرق إلى مايجري في الجارة "جمهورية الفضيلية" الشقيقة من معارك بين التوتسي والهوتو، إعذروني لأن نظرية جلال الدين الصغير في "النستلة" لا تزال تحير الشعب العراقي، مثلما حير صاحب نظرية النسبية العالم بشعره المنكوش وقدميه اللتين تنتعلان حذاء دون جوارب، وغليونه ولحظة الشرود التي لاتفارق وجهه. أمضيت أيامًا بلياليها أُحاول حلّ لغز "نستلة" جلال الدين الصغير التي يخرجها من جيبه كلما وجد أن الناس تريد محاسبة الفاسدين والمفسدين، فقد عاد جلال الدين الصغير أمس ليذكرنا بنصيحته الثمينة والتي واجهناها للأسف بالسخرية لأننا شعب جاحد ولم نتعلم الدرس بعد أن نُهبت ميزانيات 17 عامًا كان فيها الصغير يطالبنا بأن نتقشف وضرب بالنستلة مثلًا.. لكنه فاته أن يضرب مثلًا بالرواتب الفلكية التي يتقاضاها باعتباره نائبًا متقاعدًا.
إن الحقيقة المؤكدة في ذلك كله أن الجميع يعلمون أنهم بانتظار انتفاضة شعبية ترفع شعار" نريد الحقيقة
جميع التعليقات 1
KhalidMuften
على العراقين احترام صاحب نظرية النستلة وتطبيقها في كلية الادارة والاقتصادلمردودها الاقتصادي على العياد والبلاد .