متابعة/ المدى
كسب السودان سلاما مزعوما مع إسرائيل، لكنه في المقابل خسر استقرارًا تتطلبه المرحلة الانتقالية. حيث دعت أحزاب سياسية ونقابات ومنظمات مدنية، خلال اليومين الماضيين، للنزول إلى الشارع واسقاط حكومة عبد الله حمدوك، التي اتخذت قرار التطبيع بشكل فردي، من دون الرجوع إلى مؤسسات الحكم المعنية بالفصل في مثل هذه القضايا.
عضو مجلس السيادة السوداني صدّيق تاور يقول في تصريحات صحفية إن التطبيع مع إسرائيل لم يكن في البداية مرتبطا برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، لكنه سرعان ما دخل بوصفه أحد البنود في هذه القضية. وتواجه خطوة التطبيع رفضا واسعا في الأوساط السياسية والشعبية السودانية، ففي استطلاع للرأي أعده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة مطلع الشهر الحالي، أيد 13% من السودانيين فقط التطبيع مقابل معارضة بنسبة 79%.
وعبر حزب الأمة القومي المعارض في بيان عن رفضه للخطوة، كما قال الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي عادل حسن حمزة إنهم أصدروا فتوى بعدم جواز التطبيع. ودعا حزب المؤتمر الشعبي في السودان أمس السبت للنزول إلى الشارع لإسقاط قرار التطبيع مع إسرائيل. الانقسام في منصات التواصل الاجتماعي جاء أكثر حدة بين الفريقين.
ويعتقد الفريق الأول أن التطبيع سيكون نقطة تحول تجاه حلحلة عدد من المشكلات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها بلادهم منذ عقود، بينما يتمترس الفريق الآخر على دحض تلك المبررات ويرى أن الخطوة خيانة وطنية وتجاوز لمبادئ سودانية راسخة ساندت على مر العصور القضية الفلسطينية، ووقفت ضد دولة الاحتلال.