TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من كورونا إلى اردوغان !

العمود الثامن: من كورونا إلى اردوغان !

نشر في: 26 أكتوبر, 2020: 09:22 م

 علي حسين

الحمد لله، أخيرًا وبفضل الظهور المفاجئ لأسامة النجيفي وهو يتوسط مجموعة من "جهابذة" الفكر والسياسة في العراق، دخلنا سجل المراتب الأولى ضمن المقياس العالمي، وأتمنى أن لا يتصور أحد منكم أننا حققنا المركز الأول في الزراعة أو الأمن، أو التنمية أو التعليم، فهذه أمور دنيوية زائلة، لقد حصدنا المركز الأول في عدد إصابات كورونا في البلدان العربية، وبهذا حققنا نبوءة رائد العمارة في العرق نعيم عبعوب بأن دبي وماجاورها مجرد زرق ورق !!.

بعد عقود سوف يذكر التاريخ أن بلدانًا خاضت ملاحم إنسانية كبرى لإنقاذ مواطنيها من الوباء، ليقولوا للعالم أن لا قيمة أغلى وأهم من حياة الإنسان، من دون الاعتبار للدين والطائفة، وليذكر الإنسان العراقي أن في هذه البلاد عاش مدّعو السياسة والباحثون عن المنافع والمصالح حيث تركوا الوباء، وانشغلوا بالدفاع عن مصالح إيران ، وأهمية مساندة السلطان أردوغان في حربه الدفاعية عن الإسلام، في الوقت الذي لا يزال أردوغان مصرًا على استبدال راية الإسلام السمحة والمحبة للآخرين، براية داعش التي ترى أن أفضل حل لمشاكل العالم إعلاء ثقافة قطع الرؤوس .

مضحك أردوغان حين يريد أن يجلس على كرسي الخلافة العثمانية التي لم تجلب للعرب سوى البؤس والخراب على مدى عقود مظلمة، ومضحك حين يتهدج صوته بالحديث عن الحرية والسلم ، وهو الذي لايزال يعتقل عشرات الآلاف من الذين يتعارضون مع منهجه السياسي، ولا تحتاج أن أذكركعزيزي القارئ، بأن أردوغان أرسل جيوشه لدعم التنظيمات المتطرفة في سوريا وليبيا، وأنه يتباهى بقصفه القرى العراقية.سيقول البعض يارجل لماذا لا تنتقد فرنسا ، واقول ان ثقافة اهانة الاديان لاتنتمي الى مفهوم الحرية ، مثلها مثل ثقافة اردوغان التي لا تنتمى الى التسامح واحترام الراي الاخر الذي هو منهج الاسلام الصحيح . 

ونعود لبلاد الرافدين التي نعرف فيها، أن الصناعة صفر.. التعليم لا تعليق، الإسكان بلا مشاريع، الاستثمار متوقف حتى إشعار آخر، التنمية في خبر كان، والناس مشغولة بمعركة المحكمة الاتحادية من يسيطر عليها .

حين لا تكون الصحافة مشغولة بأخبار المستقبل ، وحين لا تصبح التنمية والاعمار خبرًا رئيسًا في صدر الصفحات الأولى، تكون النتيجة أنها ستعيد الاهتمام بزوايا عديدة ربما واحدة منها السؤال: لماذا تصدرنا الدول العربية بكورونا والإفلاس وغياب الأمن والامان ؟ 

الحمد لله، أُجهضت المؤامرة التي قادتها الإمبريالية ضد هذه البلاد، ووقى الله العراقيين شرّ وباء خطب اردوغان الذي يريد له البعض أن يتفشى في بلاد الرافدين، في الوقت الذي لم تخذلنا وزارة الصحة فوضعتنا على منصة المركز الاول وبجدارة! .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram