TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: أُريد حزب!

العمود الثامن: أُريد حزب!

نشر في: 27 أكتوبر, 2020: 09:18 م

 علي حسين

حتمًا، ستتضمن الطبعة الجديدة من كتاب غينيس للأرقام القياسية رقمًا قياسيًا يضاف للأرقام التي يسجلها هذا الكتاب الشهير منذ أن صدرت طبعته الأولى عام 1955، والرقم الجديد سيحصل عليه العراق بجدارة، بعد أن أعلن مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات الدكتور عبد الحسين الهنداوي، أن عدد الأحزاب المسجلة بلغ نحو 230 حزبًا، وبانتظار أحزاب جديدة.

لاشك أنّ خبرًا مثل هذا سيثير "طمع" بعض المواطنين الذين سيقررون تأسيس أحزاب تحت شعار "مفيش حد أحسن من حد". 

الخبر الذي سبقه منذ سنوات مزاد للمناصب، شارك فيه الجميع، لكن خبر عدد الأحزاب الذي أعلن عنه أمس،أثار طمع العبد الفقير لله، فالمزاد هذه المرة أوسع وأكبر، إنه فرصة الحصول على حزب جديد. هكذا نبدأ المرحلة الجديدة تحت شعار "أريد حزب"، التي تهدف إلى توعية المواطنين بالديمقراطية العراقية الجديدة التي من علاماتها ان البرلمان يريد ان يرفع سيف "قانون جرائم المعلوماتية" في وجه من ينتقد الخراب، ويعتبر الحديث عن الفساد والمفسدين رجسًا من عمل الشيطان؟

هناك فرْق بين حملة من أجل منع الناس من حق لهم، وحملة من أجل المطالبة بحق، تمامًا كالفرق بين حملة "أريد حزب"، وحملة "الكفاءة أولًا"، فالأولى مضحكة، بينما الثانية مطلب لايزال المواطن ينتظره منذ 17 عامًا. فالواقع يقول إن الأحزاب القديمة وفروعها الجديدة جميعها تحت ولاية أولياء الأمور من قادة الكتل السياسية، لا شك بأن أحزاب السلطة ستحتل البرلمان من جديد مهما بلغ عدد الأحزاب التي أعلن عنها، وعندما ينتخب العراقيون في العام المقبل أو في أي وقت آخر سوف يعرفون جيدا أن النتائج تسبقهم إلى صناديق الاقتراع ، مثل كل انتخابات، وأن الذي يقرر هو سلطة الأحزاب وليس الناخب.

لا أحد منا يشكك في حبّ ساستنا للبلاد، لكن ما يسترعي الانتباه أنّ حبّ الوطن انتقل من شعارات الإصلاح ونصوص الشفافية والنزاهة، إلى معركة على تاسيس احزاب ، ليصبح التعبير عن هذا الحب غوصًا في كرسيّ الحزب، ويتحوّل الوطن، إلى إعلان عن مزاد لمن يستطيع أن يفرض مرشحه ولو بإرادة من خارج الحدود!

ملخص الحالة الآن أن احزاب السلطة قرّرت إضافة احزاب جديدة إلى اساليبها في الضحك على المواطن .

والآن عزيزي القارئ أرجوك أن لا تسخر من "جنابي" الذي يطمع في أن يحصل ولو على قطعة من الحزب، بعد أن فشل في الحصول على قطعة من الديمقراطية الجديدة. لنكون بصدد فقرة ساخرة، يقهقه فيها التاريخ عاليًا، وهو يتفرج، باستمتاع، على أحزاب تخرج من بطن أحزاب أخرى وجميعها ترفع شعار المدنية، والذي سيصبح بعد الانتخابات رجس من عمل الشيطان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Anonymous

    الجراثيم تتكاثر بسرعه في البيئه القذره. شايف جنابك؟

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram