TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > ساحة عبد المحسن الكاظمي

ساحة عبد المحسن الكاظمي

نشر في: 16 مايو, 2010: 04:22 م

حسين علي محفوظ rnساحة عبد المحسن الكاظمي.. مطلع الكاظمية مدينة شاعر العرب وملتقى محلات بغداد الاربع العريقة، وموضع مشرعة الروايا التي كان الخلفاء يستقون منها الماء في العصر العباسي.هي وجه بغداد الشمالي.. وهي تلاقي الماضي والحاضر.. ومجمع الطارف والتالد.. وعناق القديم والجديد!!
تعد المنطقة التي يحتل وسط ساحتها تمثال شاعر العرب الشيخ عبد المحسن الكاظمي من مواضع بغداد المهمة في التراث، فهي ملتقى المشهد الكاظمي، والحريم الطاهري باعلى مدينة السلام. والقطيعة الزبيدية قطيعة ام جعفر زبيدة بنت المنصور ام الامين، ومحلة الحربية او باب حرب، وهذه الاربعة من المواطن البغدادية المعرفة في خطط مدينة السلام بغداد. وهي تذكرنا مشرعة الروايا، ورباط الحريم، وعبارة الكوخ، وقبر الاشعري ودار الصنعاني اللغوي المشهور. امكنة كان يسكنها ويمشي فيها الوف العلماء والرجال والمشاهير منذ تأسيس بغداد في عام 145 هـ /762 م وهي فترة استغرقت ثلاثة عشر قرنا وحوالي ربع قرن من عمر هذه البقعة الذي يتوغل في اعماق التاريخ القديم. والحق –ان كل شبر تعلوه سماء العراق وتظله هو موضع مهم عزيز وتحت كل شبر من ارض العراق تاريخ عريق وتراث مجيد. كتب السيد سلام الشماع مرارا. وعقبت ابنتي السيدة فائدة ال ياسين ولم تر ان تترك (سلام) وحده، وهي من كرائم بيت من بيوتات الكاظمية المعرفة في الادب والعلم، ولكن (سبق السيف العذل) فقد انشئ مخزن المجاري وقام، ولابد ان يدل نتنه وصنانه. كنت اتمنى وفي مجلس الامانة –كما اعلم –عدة مستشارين من رجالات بغداد المحترمين – وفيهم المؤرخ والطبيب والتاجر والاثاري.. واخرون – وكلهم افاضل كرام..اقول:كنت اتمنى لوسألني رجال الامانة قبل بناء مرفق المجاري عن مكانة موضعه في تراث بغداد وتاريخ بغداد.يؤسفني ان اقول ان الموضع الذي تلقى فيه مياه المجاري اليوم كان بالقرب منه بالامس (مشرعة الروايا) التي كان ينقل منها صفوة ماء دجلة ونقليته الى دار الخلافة وقصر الخلفاء في مدينة ابي جعفر المنصور ، وكانت بغال الروايا تصل الى رحاب المنصور الذي يعرف بالخلد. وقد رأى عبد الله بن طاهر بن الحسين يوما دخانا مرتفعا كريه الرائحة في هذا المكان فتأذى فسأل عنه، فقيل: ان الجيران يخبزون بالبعر والسرجين، فقال ان هذا لمن اللؤم ان تقيم بمكان (اهله) الخبز ومعاناته (وما يقاسمون ويكابدون من اجل العيش) ، وامر جماعته فقصدوا وكسروا التنانير واحصوا جميع من بها رجلا وامرأة وصبيا، واجروا على كل واحد منهم خبزة وجميع ما يحتاج اليه (من طعام وغذاء) فسميت ايام عبد الله بن طاهر بن الحسين هذا (ايام الكفاية) ولابد ان ننعم اذن في هذا العصر بت (ايام الكفايات). ان منطقة الحريم الطاهري (وهي منطقة الربع أي ربع طريق بغداد وساحة الكاظمي اليوم) وهي مطلع الكاظمية، ومدخلها تضج بالروائح التي تملأ الجو والاطراف بالنتن والسوكة والزهومة والصنان والجيفة. وقد تغيرت مشرعة الروايا واسن ماؤها واجن. وكانت في الماضي تنتشر روائحها الطيبة. ويضوع رياها ويفوح ريحها حين تمر بها (الكاريات) ايام الترامواي ، وكانت (قصر الابل) – وهو قصر الحاج عبد الحسين الجلبي – معروفة بالطيب والارج والعرف والشذا حتى اواسط الاربعينيات. قلت.. ان ساحة عبد المحسن الكاظمي ملتقى المواضع الاربعة العريقة في تاريخ بغداد.. الكاظمية والحريم الطاهري والقطيعة والحربية. اما الكاظمية فهي تؤام بغداد، واخت بغداد ، تجري معها، وتشترك في حوادثها ، وتدور مع احداثها. ومنطقة الكاظمية التي يستقبل شاعر العرب (عبد المحسن الكاظمي) زوارها الذين يدخلونها بسلام.. تختص باعلام من المشاهير في الدين والعلم والادب والتاريخ والتراث والخلافة والسياسة. منهم الامام موسى الكاظم ، والامام محمد الجواد، (وهما الكاظمان اللذان تنسب اليهما الكاظمية مدينة الكاظمين) ، والامام احمد بن حنبل ، وعبد الله بن احمد بن حنبل، وابو يوسف والاشعري ، وبشر الحافي، ومنصور بن عمار من الائمة والعلماء ولاسيما مشهد الكاظمين وقبور الاولياء الثلاثة وفيها ايضا قبر (زبيدة) و (الامين. ومن دفناء الكاظمية الزهري المدنين ويحيى الراوية بن الحسين بن زيد، وابراهيم المرتضى، وموسى ابو سبحة، والحامض النحوين والزاهي ، وابن الجعابي والناشي، وابن قولوية، وابن الحجاج، والمفيد والشريف الرضيان – على قول – وجلال الدولة وابن افلح الشاعر، وابن الانباري وابن خلدون، وحيص بيص ، وابن الاثير الكاتب المنشي، والوزير الشهير وابن ابي الحديد اخو شارح نهج البلاغة وبعض اهل بيته، وعدة من آل ابي صفرة. وهي تعتز برفات الوف الاعلام امثالهم من الملوك والسلاطين والامراء والوزراء والادباء والكتاب والشعراء. ومن دفناء منطقة الكاظمية الكبار ابن البواب الخطاط استاذ الكتبة والخطيب البغدادي مؤرخ بغداد الكبير، وابن الشبل الشاعر والعلاف. والجواليقي اللغوي، وابو الفرج الجوزي المؤلف المؤرخ المكثر، وابن عبد الحق البغدادي الجغرافي واشباههم ونظائرهم وامثالهم من كبراء الدفناء منذ ثلاثة عشر قرناً. ومن خصائص الكاظمية ومشهدها المبارك ان ارضها تحتوي اجداث افاضل الناس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram