اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > شهادات جامعية على رفوف الانتظار..فرحة التخرج تتبعها حسرة البطالة

شهادات جامعية على رفوف الانتظار..فرحة التخرج تتبعها حسرة البطالة

نشر في: 16 مايو, 2010: 05:07 م

نداء فؤادتصوير/ مهدي الخالديتفاقمت مشكلة البطالة في العراق حتى أصبحت آفة تنخر جسد المجتمع وتحتاج حقا الى الاجتثاث،حيث لم تقتصرعلى ذوي التعليم المحدود فقط،بل شملت خريجي الجامعات وحملة الشهادات العليا أيضاً،ومع ان الإحصائيات الرسمية المشيرة الى عدد العاطلين عن العمل في العراق غير دقيقة او غائبة، ألا أن منظمة الأمم المتحدة قدرت نسبة العاطلين عن العمل بنحو 30% من القادرين عليه.
 اما إحصائيات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية فتشير إلى ان اكثر من 142.000 عاطل عن العمل تقدموا اليها بطلبات عمل من بينهم 65% من حملة شهادتي الدبلوم والبكالوريوس.ولا يخفى ما للبطالة من اثار سلبية على مجتمع واقتصاد البلد الذي تحل فيه،ناهيك عن الآثار النفسية والمحطمة للطموحات والامال والاحلام و خصوصا تاثيرها على فئة الشباب لتحرم المجتمع من طاقاتهم وقدراتهم التي لو استثمرت لشكلت نهضة حقيقية للبلد.وسنسلط الضوء في هذا التحقيق على أسباب البطالة ومعاناة الخريجين منها من حملة الشهادات الذين ان وجدوا عملا فهو غالبا مايكون في غير تخصصهم وبعيدا عن دراستهم الأكاديمية.ستراتيجيات خاطئةيقول نعمة الفتلاوي مساعد علمي في الجامعة المستنصرية: ان البطالة آفة خطيرة متعددة التأثيرات في كل مجتمع وفي مجتمعنا العراقي ذي الامكانيات الاقتصادية الكبيرة تفشت البطالة بين صفوف الشباب نتيجة عوامل عديدة قد تكون اهمها استراتيجية قطاع التعليم حيث هنالك فلسفتان لقيام الجامعة والتخصصات فيها،الأولى تقوم على اساس تخريج الطلبة واعدادهم حيث يتم قبول الطلبة على اساس حاجة المجتمع وبالتالي الخريج سوف يذهب الى تقديم خبراته لفائدة المجتمع،لكن المساوىء او الضرر لهذه الفلسفة يكون بسبب تحديد القبول.اما الفلسفة الثانية للجامعات هي ان تقبل اكبر عدد ممكن من الطلبة وتقوم بتخريجهم وهي غير مسؤولة عن تعيينهم وهذا ماهو معمول به في العراق بل هناك اختصاصات غير مقبولة وغير مرغوبة بالنسبة الى المجتمع،وهناك العديد من المؤشرات تدل على وجود أعداد عالية جدا من العاطلين عن العمل والواقع ان هناك العديد من الاحصائيات التي اصدرتها منظمات عراقية لا تستند إلى معطيات واقعية وعلى اي حال فان مشكلة العاطلين عن العمل في العراق وخصوصاً من خريجي الجامعات مشكلةً حقيقية لا يمكن التغافل عنها. حتى بغياب الاحصائيات الرسمية او غير الرسمية.غياب إستراتيجية التنسيق وتقول نهال العبيدي استاذة جامعية: للبطالة تبعات سلبية كبيرة وكثيرة، وكذلك فإن شعور الشباب بتعطيل إمكاناتهم وطاقاتهم، وشعورهم بإبعادهم عن أداء دورهم في البناء والإعمار لهذا البلد، ينعكس سلباً على الوضع الاقتصادي وينعكس سلباً على عملية إعادة الإعمار والبناء.وعند سؤالنا عن السبب وراء عمل الخريجين في وظائف بعيدة عن اختصاصاتهم اجابت: ان السبب في عدم اشتغال الخريجين في اختصاصاتهم يرجع الى عاملين الاول هو استراتيجية الجامعات العراقية من خلال وضع خطة مركزية لقبول الطلبة حسب الخطة الاستيعابية لدوائر الدولة والقطاع الخاص فلا يوجد تنسيق بين الانتاج والتوزيع للطلبة وفق اختصاصاتهم،اما العامل الثاني فهو عدم قبول الطلبة حسب امكانياتهم العلمية وقابلياتهم الذهنية،وهذان السببان سوف ينتجان خللاً  في استيعاب الخريجين وكفاءاتهم العلمية وبالتالي سوف تفقد الدولة قوة علمية وإنتاجية متخصصة ومهدورة بالناتج العام للدولة وكذلك الخريجون ليست  لديهم رغبة في تطوير قابلياتهم العلمية ضمن الاختصاص الذي تخرجوا منه  لذلك فهم لايستطيعون تقديم افضل مالديهم وهذه المسالة موجودة بشكل واضح وصريح في العراق وبعض الدول العربية التي لم تعش استقراراً سياسياً واقتصادياً ولم يكن لها وزارات مختصة للتخطيط الاستراتيجي لجميع الاقسام العلمية والاجتماعية والاقتصادية وهذا بدوره ادى الى الارباك في جميع قطاعات المجتمع لذى نرى ان خريج الهندسة يعمل في صيدلية ويصادفنا استاذ اللغة العربية يعمل في اسواق غذائية ونرى خريج العلوم البايلوجية يعمل سائق تكسي.مصير الفتيات الخريجات الزواجتقول سارة (تخرجت قبل 3 سنوات من جامعة بغداد علوم سياسية): كنت احلم طوال اربع سنوات في الجامعة في اليوم الذي اتخرج فيه لاصبح مسؤولة عن نفسي ولي كياني الخاص والمستقل،وبعد الجهد والمثابرة تخرجت والحمد لله،الا انني اتمنى لو اني بقيت في الجامعة ولم اتخرج لما لاقيته من مشقة وعناء في بحثي عن وظيفة ولكن ومع الاسف لا توجد وظائف وهذه ليست مشكلتي وحدي حيث ان الخريجين من دفعتي اغلبهم يعانون كما اعاني الا بعض الاشخاص الذين حالفهم الحظ ولكنهم لا يعملون الان بنفس الاختصاص وتضيف،وانا لا أمل الحصول على وظيفة شاغرة لدى دوائر الدولة وذلك لكثرة مراجعاتي اليائسة التي لم تثمر عن شيء، ودعت الى ايجاد حل سريع لهذه الظاهرة وانتشال الشباب من الضياع ومراعاة اوضاعهم البائسة قبل انجرافهم في متاهات التسكع المؤدية الى دروب الجريمة المظلمة. فنحن طاقات مهدورة سلفا، وبينما تسعى المجتمعات المتطورة لإدخال دم جديد في نسيج بنائها، نشعر جميعنا، نحن الخريجين العراقيين، بان مصيرنا مجهول، فأعمال المنزل وانتظار الزواج سيكون مصير الفتيات اما الشباب فمأساتهم لا توصف». اما محمد عبد الله (خريج كلية التربية علم نفس) قال: اجتهدنا،تعبنا،سهرنا و

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram