اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > سائقو «التاكسي» شهادات وشرائح مختلفة تختبئ وراء المقود

سائقو «التاكسي» شهادات وشرائح مختلفة تختبئ وراء المقود

نشر في: 16 مايو, 2010: 05:11 م

وائل نعمةتصوير/ مهدي الخالدييتطلب عمله  ان يستقل سيارة الاجرة «التاكسي» أكثر من ثلاث مرات يوميا، وهذا لا يعطيه  الاختلاط بعدد كبير من الناس، لانه يجلس منفردا مع سائق « التاكسي « على العكس من سيارة «الكيا « التي تتنوع فيها الشرائح والاحاديث.  الا ان  سائقي سيارات الاجرة ينتمون الى شرائح مختلفة ايضا، و الازدحامات والتوقفات في الشوارع تفتح شهية السائق في الحديث عن الأوضاع السياسية وعن نتائج  الانتخابات التي جعلت منه حلاقاً ولكن على كرسي متحرك!!
في سيارات «التاكسي» لا بد من أن تستمع إلى الكثير من المواضيع، وان تتحاور، في الأقل لقتل الضجر الناجم عن طول المسافة بحساب الوقت.يقول قصي  حسن (26) عاما « قطعنا المسافة بين ساحة الفردوس والكرادة داخل، والتي تبلغ زهاء 5 كيلومترات في ساعة كاملة بسبب الازدحام الشديد عند تقاطع كهرمانة! و الحال مع سائقي الاجرة يتطلب قتل الوقت بالثرثرة او الحديث في شتى المجالات، والتي تبدأ عادة بفوضى المرور والازدحام واخر الاخبار عن رواتب المتقاعدين والظروف الصعبة ومن سيشكل الحكومة ومتى ستنتهي ازماتنا، وبعض الشتائم على بعض السائقين المنفلتين، ولكن الحوارات تنتهي في الغالب الى ان المسيئين هم كل من في الشارع بأستثناء السائق الذي اجلس بجواره!فيما يقول حارث كاظم (38) عاما « ان سيارته عادة ما تكون مكاناً لنقاشات ساخنة بينه وبين الراكب او الركاب اذا كان في السيارة اكثر من شخص، ويستشهد بنقاش تحول الى مشاجرة كبيرة بين اثنين من الاصدقاء كان سببه فريقا  الريال وبرشلونة!! ويشير  حارث « يتهم الركاب مثلهم مثل غيرهم من العراقيين، أطرافا عديدة بالتسبب في أزماته، فتجده تارة ناقما على الحكومة  وتارة اخرى على جيرانه الذي يرمي الاوساخ عند باب بيته وثالثة  على المسؤول عن تشغيل خطوط مولدات الكهرباء. لكنه يضيف «عزائي الوحيد هو ابنتي زهراء التي تستقبلني كل يوم عند عودتي من العمل في المساء وتلاطفني بأسئلتها البريئة عن الاشياء التي احضرتها لها وتطلب مني أحيانا أن أعلمها قيادة السيارة لتساعدني في العمل».rnالمهنة البديلة!ولا يختلف اثنان على ان الكثير من العراقيين وجدوا أنفسهم يقودون سيارات الأجرة بعدما اغلقت  بوجوههم سبل كسب العيش الأخرى ولأسباب عديدة.  فهم في الغالب موظفون او عسكريون متقاعدون او اصحاب مهن مختلفة لم تعد رائجة او من اولئك الشباب الذين لم يجدوا وظائف مناسبة فاختاروا مهنة «التكسي» لكسب الرزق، فالمهنة لا تتطلب من مالك أي سيارة غير وضع العلامة الصفراء الخاصة بسيارات الأجرة.أحمد داود، الرجل الثلاثيني الذي لم يجد مفراً من ان يكون سائق تاكسي بين ليلة وضحاها وهو الرجل المثقف الذي درس وتدرج في مهنته الوظيفية ولكنه تركها ابان حكم الطاغية ولم يستطع الرجوع اليها لاسباب روتينية وتعقيد في الاجراءات. انه يعمل في هذه المهنة منذ سنين طويلة حيث يقول « بعد ان اتعبني التنقل بين دوائر الدولة لكي اعود الى وظيفتي ودون جدوى، لاسيما انا رب اسرة ولدي من الاطفال ثلاثة، يحتاجون الى ان ابذل جهدي الكامل لتأمين حاجتهم التي عادة ما تكون مقننة جعلتني ابقى على مهنة التاكسي لربما لاخر العمر «.فيما كان عدنان صالح (45) عاما احد منتسبي الوزارات المنحلة،  وهو لا يشعر بالإحراج كونه سائق تاكسي، ويؤكد قائلا «عملت في أكثر من مهنة، بعد ان حلت وزارتي وهو أمر عانى منه العديد من زملائي، ولكني كنت التجئ الى التاكسي عندما أشعر بأن هناك حاجات اضافية تطلبها العائلة، الأمر الذي جعلني أركز في السنتين الماضيتين على ان تكون مهنتي الرئيسة».rnسائقو الخطوط ويبدأ عدنان يومه من الصباح الباكر بنقل مجموعة من الطلبة الى جامعاتهم ثم يستمر في عمله في الشارع طوال فترة الصباح قبل ان يعود الى الجامعة لأخذ الطلبة الى منازلهم ويأخذ قسطا من الراحة لا تزيد على ساعة واحدة يتناول فيها غداءه ثم يعود الى الشارع مجددا.ويشكوعدنان  أن دخله اليومي يكاد لا يغطي احتياجاته، فبالرغم من انه ملتزم بإيصال بعض الطلبة الى كلياتهم وبسعر يكاد يكون ثابتا وجيدا إلا انه في بعض الاحيان يجد ان تلك المبالغ تتبخر عند حدوث أي طارئ كمرض أحد أطفاله او عند شراء احتياجات اضافية للمنزل. ويضيف « اما المشكلة التي تؤدي الى استنزاف كل ما أدخره من عملي فهي عندما يعترضني عطل في سيارتي فانه يعد مشكلة كبيرة لي ولعائلتي، حيث اضطر الى التوقف عن العمل لأكثر من يومين» ويؤكد صفاء حسون (44) عاما وأحد سائقي التاكسي أنه كان يعمل نجاراً في حي الدورة ودفعه سوء الأوضاع الأمنية في الحي خلال السنوات الماضية الى اغلاق محله وبيع محتوياته وشراء سيارة أجرة تساعده في الحصول على أجر يومي لإعالة أسرته. ويقول إن مهنة «التاكسي» مرت مثل غيرها من المهن بكساد مفاجئ إثر اندلاع العنف في بغداد، ما دفع كثيرين الى العمل في مناطق محددة، إذ امتنعت غالبية سائقي سيارات الأجرة في الرصافة عن العمل في جانب الكرخ من بغداد خوفاً من التعرض للقتل، فيما فضل آخرون العمل داخل الحي الذي يسكنون فيه.وعلى الرغم من استتباب الامن في بغداد، إلا أن صفاء مازال يتخ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram