ترجمة: علي الياسري
أحياناً تكون الأفلام الأكثر أصالة هي الأكثر استعارة. فعندما يرمي المخرجون شباكهم على نطاق واسع، يمكن للنتائج أن تكون جديدة ومثيرة بشكل ساحر .
يشاركنا مخرج فيلمي (الساحرة والمنارة) بعضاً من الإلهام الذي كان وراء قصة الرعب البحرية خاصته والتي قام ببطولتها ويليام دافو وروبرت باتينسون كحراس لمنارة في جزيرة نائية. تحدث إيغرز بشغف حول العديد من التأثيرات المتنوعة، "التعاون بين هارولد بينتر وجوزيف لوسي بذهني بالتأكيد مثل فيلم الخادم (1963). هناك أيضاً بيرغمان الذي لا يفارق بالي." وفيما يلي بعض المصادر الأخرى التي اجتمعت لتغذية حُلم حمى ضوء الغاز هذا.
البدايات
إيغرز: أخبرني أخي أنه يعمل على سيناريو عن شبح في منارة. لقد اعتقدت أنها فكرة عظيمة. وضعت التصورات الأولى مع روب وويليام، ليس الحوار ولا الإعداد بل المظهر والشكل العام والأجواء والرائحة والأبيض والأسود لشريط 35 ملم. هذه هي الأمور التي جاءت أولاً، ثم سعينا لإيجاد قصة تتطابق مع كل ذلك. إدغار آلان بو كان لديه عمل غير مكتمل اسمه (المنارة). تصورنا أنه مناسب، ومن المحتمل أنه كذلك.
كتابات سارة أورني جيويت
إيغرز: ألقينا نظرة على كتابات هيرمان ميلفيل وروبرت لويس ستيفنسون سعياً وراء اكتشاف تراكيب الجمل لذلك الوقت. البناء اللغوي للعبارة وطريقة تدوينها. كذلك هناك العديد من المصادر الأخرى التي استخدمناها، ولكن أكثرها فائدة للمنتج النهائي حيث أضافت الوضوح والخصوصية والدقة هي أعمال سارة أورني جيويت التي كانت كاتبة تقيم في ولاية مين الامريكية بذات الفترة الزمنية لأحداث الفيلم. كانت تُجري الكثير من المقابلات مع البحارة وقباطنة السفن والمزارعين وتكتب قصصها باللهجة الصوتية المنطوقة. لقد كان هذا مثل كنز الذهب بالنسبة لنا. وهكذا بدأت الدخول الى عالمها الروائي محاولاً فهم بناء الجملة وتركيبها. ثم اكتشفت زوجتي شخصاً كتب أطروحته البحثية حول استخدام الكاتبة سارة للهجة، وقد أفادنا ذلك في التعديل على لهجة الاداء للشخصيات.
الأخوان داردين
إيغرز: أنا من عشاق بيلا تار، ولكن الرياح المستمرة في (المنارة) لم تكن بشكل كبير تحية اجلال له، لأن الأمر يحدث فقط عندما تصور على صخرة مقفرة في نوفا سكوشا بشمالي المحيط الاطلسي. بذات الوقت كان الأخوين داردين مصدر ألهام. عملهم مدهش حقاً. طريقة استخدامهم للكاميرا ليست مشابهة على الأطلاق لما أقوم به مع المصور السينمائي يارين بلاشكي، غير أن رؤيتهم البصرية للوجود المادي للجسد في فيلم الابن (2002) كانت حاضرة في ذهني مع شخصية روب.
فريتز لانغ ودراما التعدين لجي. دبليو. بابست فيلم الرفاق (1931)
إيغرز: في وقت لاحق من العمل أصبحنا واثقين تماماً من استخدام نسبة 1.19:1 للصورة. لأجل ذلك كنا نشاهد المزيد من الأفلام بهذا المجال. نحن قريبون لعمل فريتز لانغ. أنا ويارين أحببنا امتلاكه لتلك الحركات المجنونة والمعقدة للكاميرا، مع أن معدات الكاميرا وقتها لم تكن جيدة بما فيه الكفاية للتعامل معها. شعرنا أن الميزانية والمعدات التي بحوزتنا لها شيء ما من ذات الجودة اليدوية القديمة. لا أعرف مقدار التأثير المباشر لذلك، لكن فيلمنا وفيلم المخرج بابست (الرفاق) هما الفيلمان الوحيدان اللذان يخدمان نسبة العرض الى الارتفاع للصورة القصة. فيلم بابست تجري أحداثه في منجم حيث يصور مداخن عمودية والمواقع الضيقة داخل المنجم.
أفلام جوار البحر لجان غريميلون وجان إبيستاين
إيغرز: كانت أفلام البحر لجان غريميلون وجان إبيستاين والتي تدور أحداثها في بريتاني مؤثرة للغاية. لقد قدمنا إيماءة لصورة من فيلم حراس المنارة (1929) لغريميلون حيث الابن الذي عضه كلب مسعور وهو ينظر الى الضوء. قمنا بها كلقطة علوية مُكبرة –وهي الزووم الوحيدة في الفيلم. فعلناها بدافع الامتنان للصورة الاصل. ولكن من ناحية أخرى مثل رياح بيلا تار ذلك ما يمكن للضوء أن يفعله بالمنارة. عندما ذهبنا أنا ويارين الى منارة حقيقية في شمالي كاليفورنيا ومعنا عدسات فرينل، كنا اشبه بالمنومين مغناطيسياً ونحن ننظر للضوء. إنه لأمر مدهش.
مغامرة جون هيوستن في التنقيب عن الذهب كنز السييرا مادري (1948)
إيغرز: أحب موبي ديك لجون هيوستن (1956)، لكنني لا أعلم الى أي درجة استفدنا منه بالفيلم. غير أن فيلمه كنز السييرا مادري كان في ذهني. في الحقيقة ولا اعتقد أنني ذكرت هذا الأمر من قبل، كنا نواجه صعوبة لأكتشاف كيف ستتحدث شخصية روب. كان ذلك في المراحل الأولى للشخصية، فطاف على تفكيرنا همفري بوغارت وكنز السييرا مادري. كنا على دراية تامة أنه لم يكن الشخصية التي نرغبها، وأنه لن يكون مثلها في النهاية. لكن مدخلنا الاول لشخصية روب كان من خلالها. أخيراً صار لدينا شيءٌ نتمسك به.