اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > حـيــاة وأصــدقــاء ومـهـن

حـيــاة وأصــدقــاء ومـهـن

نشر في: 16 مايو, 2010: 05:42 م

باسم عبد الحميد حمودي 3قد تكون هذه الاستذكارات  بعيدة عن أهتمامات البعض ممن يعيشون حياتهم راكضين نحو بلوغ خط وهمي  من النجاح في العيش, وهؤلاء لاتهمهم تفاصيل حيوات أخرى , ولكني اتلقى الكثير من الهواتف التائقة لأن أتحدث بكثير من الصراحة عن تفاصيل الحياة السعيدة التي عشناها –في رأيهم - ,
وواقع الامر ان الحياة منتصف القرن العشرين وما قبله لم تكن  سعيدة كخط عام ولكنها لم تكن رديئة تماما  بل تملك درجة من التطور الحضاري قد لا نملكها اليوم في بعض الجوانب وسأقول لكم لماذا :  1- في عام 1942 كان والدي مديرا لمدرسة الشامية التي تقع في لواء  الديوانية , وقد اتصل به السيد ناجي يوسف مدير معارف اللواء (التربية اليوم) وطلب منه هاتفيا تأمين سكن مؤقت وضيافة لفرقة مسرحية كانت تجوب مدن اللواء لتقدم عروضا مسرحية ,وكانت   الفرقة مختلطة , رجالا ونساء ,وكان في الرجال والنساء يهود ويهوديتان , وتم اسكان الجميع , الرجال في المدرسة عدارئيس الفرقة الذي سكن في بيتنا مع ممثلتين , فيما تم اسكان الممثلين في المدرسة وتأمين ضيافتهم من قبل القائممقام ومعاون الشرطة والوالد , وقام الثري اليهودي الياهو خلاصجي , وهو احد اثرياء الشامية ايامها , باسكان الممثلين والممثلات اليهود في داره الواسعة  ,واستمر الامراسبوعا أو أقل قليلا ,كنت في الخامسة من عمري ولكني مازلت اتذكر ان المسرح قد اقيم وسط ساحة المدرسة من مجموعة من رحلات المدرسة وقد وضعت فوقها مجموعة الواح بطريقة لم أكن افهمها في ذلك العمر ولكني كنت ادقق في حواراتي مع الوالد رحمه الله  في تفاصيل ما حدث , واذكر انه وصديقه وزميله الحاج هادي كوطي   (الذي  اصطحبني مرارا الى مدينة عفك وأنا في تلك السن , وكنت أذهب اليها سنويا بعد ذلك واعيش بعض عطلات المدرسة والكلية فيها ,وانا اعرف اهلها تماما متشرفا بهذه الصلة الجميلة ولا أزال) قد حدثاني مرارا عن هذه الفرقة التي كان يرأسها الفنان والصحفي محمود شوكت .كانت العروض تقام بعد الغروب وقد جندت بلدية الشامية احمالها الكهربائية نوع dcوسحبتها من مناطق لتوفر لادارة المسر ح ماتحتاجه من أنارة  . قدمت العروض للرجال يوما وللنساءيوما آخر , وشمل العرض اليومي المسائي حضور نساء الشامية ليلة والرجال ليلة اخرى , وقد شمل العرض روايتي  ( في سبيل التاج ) و( عبد الكريم الخطابي  )  .بعد ذلك باعوام  اربعة أي في عام 1946  كانت العائلة حيث تكون وظيفة الوالد , وكنا أيامها في مدينة ( ابوصخير) وكانت مدينة ( الحيرة ) لا تبعد عنها سوى الاربعة كيلومترات ,وقام معلمو مدرسة الحيرة الابتدائية بتقديم مسرحية ( قيس وليلى ) لاحمد شوقي وقام احد المعلمين باداء دور ( ليلى )وقد حلق شاربه وتعصب ب( الجتاية ) وتحنك ب( الفوطة ) , وكان مكان العرض ساحة مدرسة ابي صخير , التي كان يديرها آنذاك السيد الوالد الذي شاركهم باداء دور ( ورد ) وهو دور اداه في الثلاثينيات في مدينة الحلة ,وكان فيها من تلامذته أبراهيم محمود جلال ( أبن القائممقام الذي اشتهر بعد ذلك بأسم أبراهيم جلال) وعلي جو اد  الذي اشتهر بعد ذلك باسمه  كابرزناقد عراقي مجدد  وهو (الدكتور علي جواد الطاهر)  وقد ذكر الطاهر شيئا من سيرة الوالد في كتابين له منهما أساتذتي) واعتقد هنا ان هاتين الصورتين عن زمن مضى تكفيان للحديث عن معنى التطور الاجتماعي او بعض مظاهره في الاقل .2- في عام 1957 كان الاستاذ جاسم العبودي قد عاد من امريكا وعين معيدا في دار المعلمين العالية للاشراف على الاعمال الفنية في الدار ,ورفض العبودي ان يشرف الا على الاعمال المسرحية  , وشكّل فرقة من الهواة من الطلبة  لتقديم أعمال  شكسبير باللغتين العربية والانكليزية , وكنت ضمن هذه الفرقة ومعي مجموعة من الطلبة  اذكر منهم – ان لم تخني الذاكرة – الاخوة أدور يوخنا وناطق خلوصي ومحمود عباس علوان ونور الدين فارس وسواهم , وقبل ان يبدأ العبودي التدريبات على مسرحية ( هاملت ) بدا بالقاء محاضرات عن اللغة الشكسبيرية وصعوبات ترجمتها وشرح تفاصيل ومرامي عبارات أبن ستراتفورد وارتباطاتها بزمنها  ,وقبل ان يستكمل محاضراته الثرية هذه كان العدوان الثلاثي على مصر قدبدا ليقوم العبودي بتوقيع عريضة الى الملك فيصل الثاني مع عدد كبير من  الاساتذة تطالب بقطع النفط عن الدول الغازية واقالة الوزارة  ..الخ , وكان ان فصل العبودي من وظيفته وعدد من اساتذة الكليات ,واوقفت الدراسة في الكليات لاجل غير مسّمى وماتت تجربة جميلة بسبب ذلك العدوان .  رغبة التجديد وحب الفن والحفاوة به ظلت كامنة لدى العراقي في كل ارض وزمن , تدلل على استيفاء شرط  من شروط الحيوية الحضارية  , والعاقل يفتهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram