عمــار ســاطع
بغض النظر عن السياقات المعتادة والتقاليد التي عُرِفَتْ عندنا عقب إنتهاء مسلسل انتخابات الدوائر والمؤسسات الرياضية من أندية واتحادات رياضية ثم لجنة أولمبية، كما هو معروف في البلاد من عُرفٍ في تقديم التهاني للفائزين وذكر كلمات المجاملة (حسرة) للخسارين، فإن شعار (البقاء للأقوى) بات هو الأكثر تَقَبُلاً بين جميع المتنافسين وحتى أولئك البعيدين عن حلبة الصراع للمتواجدين بقرب أو بعد الطرفين!
فالطريق المتعرّج بات أكثر وضوحاً من أي وقتٍ مضى، في ظل هيمنة الجهة التي اُعتبرت الأضعف والأقل حضوراً، من تلك التي كانت تملك زمام الأمور وتضم نخبة من الشخصيات التي تتجاوز الغرماء من تشكيلة شابة متطلّعة للتغيير، ذلك التغيير الذي ضم بعض المتلونين أو من أشباه المشجّعين المتحوّلين والقابعين خلف قامات تريد الوصول الى القمة، تحت مُسمى البحث عن منصب ونيل الموقع!
قد أكون قاسياً مع تلك الكتلة التي عبّرت عن ضرورة التغيير، أو مناصرة المظلوم على الظالم، أو حتى تلك المجموعة التي لم يكن همّها يوماً من الأيام مساعدة الأولمبية في كتابة دليل أقصر الطرق الى النجاحات أو أسهلها لنيل الميداليات أو حتى أفضلها وصولاً الى رفع راية العراق، إذ أن ما كانت تريده هو إبعاد جهة رعد حمودي وإبدالها بوجوه جماعة سرمد عبد الإله كونها تريد أن تعبر الى الضفة الأخرى!
وحتى تلك البرامج المستهلكة التي ظهرت بأوراق كُتبت عليها نقاط، عُرفت بأنها تاريخية تنظّر للمستقبل، كانت أشبه بنقاط التمويه، كونها لن تتحقّق على أرض الواقع إلا بقدرة قادر، أو إذا ما أرادت الدولة العراقية دعم الأولمبية لتنفذ منها نقطة أو نقطتين، لأن أغلبها هو ضرب من الخيال، ليس لشيء ما، إنما إيماناً مني بأن اليد الواحدة لا تصفّق، أو ربّما أن هذه النقاط المتسلسلة بحاجة الى تنفيذ واقعي وليس كتابة نظرية لا تُسمن أو تُغني، كونها كانت برامج تكرّرت عند حدود المرشّحين الذين حاولوا وأرادوا أن يصلوا الى الفوز بالانتخابات وبعدها تنتهي الأوراق الى سلّة المهملات!
أقول إن قضية صراع الوجود في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية برمّتها هي أن التوقّع الذي كُنت قد سجّلته تحقّق، بالرغم من أن الكثيرين اعتبروني أواجه المستحيل، أو إنني أحاول أن أكون الاستثناء، لأن الأمور حُسمتْ وأنها مُجرد وقت، لأن الولاء الى المرشّح للبقاء في منصبه، رعد حمودي، قد قُضي وأنه باقٍ ولن يتزحزح، لأن كتاب الله وحده كافٍ لذلك القسم في تحقيق الفوز، بينما يواجه غريمه خصمه في الموقع مع مجموعته، مشكلة الاستمرار بسبب أنه يَصرّ ويُحاول التشبّث بالأصوات وإن طريقه صعب وعصيب، لكنه من وجهة نظري ليس بمستحيل، فلا أمان مع جهة أو طرف!
فالمعطيات كُلها والمؤشّرات كانت تمنحني إجابة واحدة، وهي أن ليس بالضرورة أن أكون مع الخاسر أو الفائز، لأنني في الواقع انتقدتُ الجهتين بهدف الإصلاح والتصحيح، وأرفع شعار التغيير الجذري وإن الإصلاح يبدأ من الرأس!
نعم ليس بالضرورة أن كل ما يتحقق هو الصحيح، مثلما ليس من الدقة أن يكون ضرب الخيال واقعياً وقد يكون هو الأدق، وهكذا عرفتُ انتخابات الرياضة في العراق، منذ زمن طويل يمتد الى 17 عاماً بعد سنوات من سيطرة الأوحد، واليوم أنا مؤمِن تماماً بأنني قد أكون مخطئاً ، لكن قناعات ترسّخت لديّ في ضرورة التغيير، ذلك التغيير الذي جلبته لنا لجنة القرار 140 فانقلبت الأمور والموازين وانهارت السُبل في إبعاد من فاز اليوم بالأولمبية رئاسة ونجحت في إبعاده من اتحاده الذي كان يرأسه!
وفي تصوّري المتواضع جداً أن الانتخابات لُعبة قذرة ولا سبيل للديمقراطية في وصول الأسوأ للرئاسة وإبعاد الأفضل، فكل شيء جائز ومتوقّع لأن الخلل هو في الهيكل العام وإن الهيئة العامة هي من تتحمّل مرحلتها، ليس حباً برعد أو كُرهاً بسرمد، لكن الذي حدث هو أن الفائز وقف بوجه الجميع وحُورب بطريقة أو بأخرى، لكنّه عاد وانتفض ولملم ما تبقّى منه وهاجم غرمائه بدهاء وانتفض عليهم بعد أن وجد عرّابي الطرف الآخر في حيرة من أمرهم بعد ترشيحه للرئاسة وهو ما شخّصته وذكرته في أكثر من مرّة!
سأنتظر ماذا سيفعل سرمد وتشكيلته وعندها سيكون لكل حادث حديث.